آخر ليلة لـ«مبارك» فى طرة: سقط داخل الحمام وأصيب بجرح قطعى فى الرأس.. والأطباء حاولوا إسعافه 3 ساعات

كتب: يسري البدري الخميس 21-06-2012 12:24

كشفت مصادر أمنية مطلعة داخل السجون أن تدهوراً مفاجئاً حدث فى صحة حسنى مبارك، الرئيس السابق، مساء أمس الأول، إثر سقوطه فى حمام غرفة الرعاية الفائقة داخل مستشفى سجن المزرعة، وأنه أصيب بجرح قطعى فى الرأس، وأن نجليه «علاء وجمال»، استدعيا الأطباء لإسعافه، وأن محاولات العلاج استمرت لمدة 3 ساعات كاملة، وأن مصلحة السجون استمرت فى تجهيز وتأمين عملية النقل إلى مستشفى المعادى العسكرى نحو 3 ساعات، وشهدت عملية النقل إجراءات «تمويه» مشددة، من قبل الشرطة والجيش.

ورصدت «المصرى اليوم» تفاصيل آخر 6 ساعات لـ«مبارك» داخل غرفة الرعاية الفائقة، التى تم تجهيزها بـ5 ملايين جنيه لاستقباله عقب الحكم عليه، وقالت المصادر إن التقرير الذى أعده الفريق الطبى، صباح الثلاثاء الماضى، أكد أن حالته مستقرة، إلا أنه عقب عصر الثلاثاء تدهورت صحته بصورة مفاجئة، ما اضطر مسؤولى السجون، إلى رفع حالة الطوارئ، واستدعاء طبيبين من المركز الطبى العالمى لمتابعة حالته.

وأوضحت المصادر: «إن الحالة الصحية لـ«مبارك» تدهورت، عقب سقوطه فى حمام غرفة الرعاية الفائقة، وأصيب بجرح قطعى فى الرأس، ما دفع إدارة السجون إلى استدعاء الدكتور سيد عبدالحفيظ، والدكتور أمين محمد، الطبيبين المعالجين له فى المركز الطبى العالمى، لمتابعة حالته، بعد محاولة أطباء السجون إسعافه.

وأشارت المصادر إلى أن علاء وجمال سمعا صوت ارتطام فى دورة المياه، داخل غرفة الرعاية الفائقة، عقب توصيله إلى الحمام، وأنهما أسرعا بالدخول واستدعاء الأطباء بعد إصابته بجرح قطعى بالرأس، وتدخل الأطباء بإيقاف الدماء التى سالت منه، وتبين توقف الشريان الثبتى عن ضخ الدماء، وهو الشريان المسؤول عن توصيل الدماء إلى المخ، وأن الأطباء حاولوا إجراء إسعافات أولية عن طريق منحه أدوية وعقاقير، وتبين إصابته بجلطة.

وأوصت اللجنة الطبية، بضرورة نقله خارج مستشفى السجن، وتم تجهيز سيارتى إسعاف عن طريق اللواء عبدالله صقر، مدير منطقة السجون المركزية، واستمرت أعمال التجهيز 3 ساعات وتنفيذاً للخطة خرجت سيارة إسعاف من الباب الرئيسى للتمويه، فى حين خرج الرئيس السابق فى الساعة العاشرة و25 دقيقة، مساء أمس الأول ويرافقه الطاقم الطبى ومدير مصلحة السجون من الباب الخلفى عبر كوبرى شمال طرة، ومنه إلى الكورنيش، وحتى المستشفى العسكرى فى المعادى وفور وصوله دخل غرفة الرعاية الحرجة لإسعافه. ولفتت المصادر إلى إغلاق طريق الكورنيش لمدة 10 دقائق، حتى وصول مبارك إلى «المعادى العسكرى».

وأكدت أن نقله جاء بناء على توصية طبية من الفريق المتابع لحالته الصحية، الذى أوصى بضرورة النقل عقب إصابته بجلطة فى المخ، وتمت عملية النقل وسط حراسة أمنية مشددة.

وقبل وصوله إلى المستشفى العسكرى فى المعادى أسرعت قوات الشرطة والجيش بإخلاء المنطقة من المتواجدين أمام المستشفى تمهيداً لوصول «مبارك»، وتواجد 7 سيارات أمن مركزى وسيارتى شرطة وسيارة شرطة عسكرية، وسيارة مدرعة، ووصلت سيارة الإسعاف بعد 10 دقائق إلى المستشفى، وكان برفقة الإسعاف 4 سيارات مصفحة وسيارة شرطة و6 سيارات شرطة عسكرية، بالإضافة إلى 3 سيارات ملاكى، وفور وصولهم دخلت سيارة الإسعاف داخل المستشفى، بينما توقفت سيارات التأمين خارج أسوار المستشفى.

وعلمت «المصرى اليوم» أن اللواء محمد نجيب، مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون، رفع التقرير الطبى الخاص بنقل «مبارك» إلى اللواء محمد إبراهيم يوسف، وزير الداخلية، بعد اتخاذ القرار بالنقل، خاصة أن المستشار عبدالمجيد محمود، النائب العام، كان قد أرسل كتابا إلى وزير الداخلية يفوضه فيه باتخاذ جميع الإجراءات فى حالة «مبارك»، ومعاملته مثل أى حالة مرضية لأى سجين.

وقال العقيد محمد عليوة، مدير إدارة الإعلام والعلاقات بمصلحة السجون: بعد فشل الفريق الطبى فى إذابة الجلطة وتدهور حالته الصحية اضطروا إلى التقدم بطلب رسمى إلى اللواء محمد نجيب، مدير مصلحة السجون، لنقل «مبارك» إلى المستشفى العسكرى بالمعادى، نظراً لتدهور حالته الصحية، وعلى الفور عرض مدير مصلحة السجون الطلب على وزير الداخلية، الذى وافق على نقله.