«أوباما» يسعى لإقناع «بوتين» بالتخلي عن «الأسد» في اجتماع بالمكسيك

كتب: رويترز الإثنين 18-06-2012 11:52

 

يجتمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الإثنين، في إطار قمة مجموعة العشرين في المكسيك، وسط توقعات بأن يضغط عليه فيما يتعلق بالأزمة السورية، وإن كانت فرصه ليست كبيرة فيما يبدو في إقناعه بالتخلي عن مقاومة موسكو لاتخاذ إجراء أكثر صرامة ضد دمشق.

وبعد أسبوع من تبادل الاتهامات على غرار ما كان يحدث خلال الحرب الباردة بين الدبلوماسيين الأمريكيين والروس، يتوقع أن تكون المحادثات التي ستجرى في المكسيك اختبارا لمدى قدرة الزعيمين على إقامة علاقة صامدة والتوصل إلى موقف مشترك في الشأن السوري وغيره من النزاعات القائمة.

وأدى تعليق بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا خلال مطلع الأسبوع إلى زيادة الضغط على أوباما وبوتين، اللذين يلتقيان للمرة الأولى منذ إعادة انتخاب الرئيس الروسي، للتصرف بشكل حاسم من أجل الحيلولة دون تحول الصراع الدائر هناك إلى حرب أهلية.

لكن مع توتر العلاقات وتدني التوقعات لدى كلا الجانبين بحدوث تقدم في مساعي الخروج من الموقف المتأزم، فإن الساحة مهيأة لاجتماع غير مريح في لوس كابوس، المنتجع المكسيكي المطل على المحيط الهادي.

وستزداد الجهود الدبلوماسية تعقيدًا نتيجة المعركة التي يخوضها أوباما في انتخابات الرئاسة مع المرشح الجمهوري ميت رومني، الذي وصف روسيا بأنها «عدونا رقم واحد على الساحة السياسية والجغرافية»، وكذلك بسبب تساؤلات حول المدى الذي يمكن أن يذهب إليه بوتين في ترجمة خطابه المناهض للغرب إلى سياسة فعلية.

وهذه النبرة المشددة تمثل فيما يبدو نقطة النهاية لسياسة «إعادة ضبط» العلاقات مع موسكو، والتي اتبعها أوباما مع الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف، ووصفها البيت الأبيض بأنها إنجاز مميز في السياسة الخارجية.

ومع استمرار الرئيس السوري بشار الأسد في قمعه للانتفاضة المستمرة منذ 15 شهرًا يريد أوباما وحلفاؤه الغربيون أن تتوقف موسكو التي تملك حق النقض «فيتو» عن حماية الأسد من مزيد من عقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الرامية لإجباره على التنحي.

لكن بوتين الذي كان يعمل في جهاز المخابرات الروسي «كيه.جي.بي»، يتشكك في الدوافع الأمريكية، خاصة بعد أن ساعد حلف شمال الأطلنطي على الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر قذافي، العام الماضي، ولم يبد مؤشرًا يذكر على تخفيف موقفه بشأن سوريا.

وعلى الرغم من أن واشنطن لم تبد رغبة في تدخل على غرار ما حدث في ليبيا فإن روسيا عازفة عن التخلي عن حليفها السوري والمخاطرة بفقد آخر موطئ قدم لها في الشرق الأوسط بما في ذلك استخدامها لقاعدة بحرية.

ويقول مساعدون لأوباما إنهم يعتمدون على زعماء آخرين في مجموعة العشرين مثل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للضغط على بوتين، لكن بوتين يمكن أن يتوقع تضامنًا من الصين التي شاركت في منع اتخاذ الأمم المتحدة إجراءات ضد الأسد.

وبرز مدى جدية الانقسام بين واشنطن وموسكو في الأسبوع الماضي عندما اتهمت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون روسيا بتزويد الأسد بطائرات هليكوبتر هجومية. وأثار ذلك ردا غاضبا من الكرملين.

وقال يوري أوشاكوف، مستشار بوتين في السياسة الخارجية، «يحاول بعض الناس إفساد أجواء هذه المحادثات». وتحدث عن اتهامات تتعلق ببيع السلاح لروسيا وعن مشروع قانون أمريكي مقترح في الكونجرس يطلق عليه اسم قانون «ماجنيتسكي»، يستهدف منتهكي حقوق الإنسان في روسيا وهو تشريع وصفه بأنه «مناهض لروسيا».

وأثار بوتين يوم الخميس نقطة خلاف أخرى في العلاقات بين البلدين محذرا من «رد فعل ملائم» لخطط دفاع صاروخية أوروبية، مدعومة من الولايات المتحدة وتعارضها موسكو بشدة.

ويقول مسؤولون أمريكيون: إن أوباما سيحث بوتين على استخدام نفوذه لدى الأسد لقبول اتفاق لنقل السلطة، على غرار اتفاق اليمن، الذي تمت من خلاله الإطاحة بالرئيس علي عبد الله صالح وتولي نائبه منصبه. وأشارت موسكو إلى معارضتها لجعل خروج الأسد شرطًا مسبقًا.

كما يأمل البيت الأبيض تبديد مبعث قلق رئيسي لدى روسيا. وقال بن رودز، نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي للصحفيين، «ليس هدفنا في سوريا القضاء على النفوذ الروسي».

ومن المرجح أن يسعى بوتين لتشكيل «مجموعة اتصال» دولية تشمل إيران التي تعتبر سوريا حليفها الوحيد في المنطقة. وتعارض الولايات المتحدة ضلوع إيران بأي دور.

وسيتعامل أوباما بحذر مع بوتين فيما يتعلق بإيران. وتستضيف روسيا الجولة التالية من المحادثات بين إيران والقوى العالمية هذا الأسبوع وتريد واشنطن من موسكو أن تبذل جهدا أكبر للمساعدة على الضغط على طهران لكبح جماح برنامجها النووي.