على الرغم من تعطل سيارته، الذى اعتبره علامة تدعوه للتخلف عن الذهاب للجنة الانتخابية، خاصة أنه قرر عقب ظهور نتائج الجولة الأولى أنه سينضم لفريق المقاطعين، فإنه بعد تفكير، قرر الذهاب لمقر اللجنة الانتخابية بمدينة نصر بالمدرسة الإعدادية التى تقع بشارع متفرع من شارع مكرم عبيد وإبطال صوته.
استقل هشام ترك، المتحدث الإعلامى للبورصة المصرية، سيارة زوجته ليصل لجنته الانتخابية فى زمن قياسى، نظرا لخلو الشوارع من المارة والسيارات، ليجد اللجنة المحددة له- وهى رقم 46- تحولت إلى رقم 48، يعلو صوته قليلا، وهو يسأل الموظف: كيف تحولت 46 إلى 48؟ ليجيبه الأخير قائلا: الأسماء كتيرة يابيه ونقلوا 46 فوق فى 48. ابتسم «ترك» وأشعل سيجارته متوجها إلى السلم ليصعد إلى الطابق الذى يليه، إلى أن عثر على ضالته اللجنة 48، أو 46 سابقا، وبعد دخوله إلى اللجنة وإظهار بطاقة الرقم القومى أخذ استمارة الترشيح محاولا البحث عن قلم داخل حقيبته التى يحملها بعدما تردد عن التلاعب فى الأقلام الموجودة داخل اللجان، التى يتبخر حبرها ولكنه لم يجد، رغم امتلاء حقيبته بأشياء عديدة.
أخذ «ترك» استمارته وذهب إلى المكان المخصص لاختيار مرشحه الذى يرى أنه الأنسب، ونظرا لأنه لا يرى أيا من المتنافسين فى الإعادة يستحق صوته، فضل إبطال صوته برسم علامة«x» أمام كل منهما وكتابة «لا يصلح»، لعدم ثقته فى المرشحين «مرسى» و«شفيق» معلقا على ذلك بالقول: «أنا غير مقتنع بالانتخابات حاليا، وأعتقد أن الحل فى تأجيلها لحين الاستقرار على مرشحين آخرين يصبحان أهلا لثقة الناخبيؤن».
أثناء خروج «هشام» استوقفه أحد المسؤولين ليسأله عن سيجارة، وبعد حصوله على السيجارة وإشعالها سأله الموظف عن المرشح الذى اختاره، فأجاب «ترك» بابتسامة: «أبطلت صوتى»، فسأله الموظف: «إذن لماذا أتيت، كان من الأفضل البقاء فى البيت، والمقاطعة مادمت لا تعتقد أن كلا المرشحين لا يصلح؟، إلا أن «ترك» أكد أنه جاء لإثبات موقفه من المرشحين والعملية الانتخابية برمتها، بالإضافة إلى أن إبطال الصوت يضمن عدم استغلاله فى التزوير لصالح أى مرشح، لينتهى الحوار بينهما بالاتفاق على أن كلا المرشحين لا يصلح لإدارة مصر فى هذه الفترة.