جيش «الأسد» يشن هجمات عنيفة على دمشق وريفها.. ويقتل ويصيب المئات

كتب: عنتر فرحات, جمعة حمد الله, وكالات الأحد 17-06-2012 19:33

تعرضت بلدات وقرى دمشق وريفها لأعنف حملة عسكرية من قبل قوات النظام السورى، منذ مطلع الأسبوع الماضى، أسفرت عن مقتل وجرح المئات، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وتخللها ارتكاب مجازر جديدة فى مناطق الغوطة الشرقية بريف دمشق بعد تعليق بعثة المراقبين الدوليين مهامها فى سوريا بسبب تفاقم العنف، واندلعت اشتباكات واسعة بين قوات الرئيس بشار الأسد والجيش السورى الحر فى المدينة وفى دمشق ومناطق أخرى.

وقال نشطاء إن معظم مناطق ريف دمشق تشهد قصفاً عنيفاً بالأسلحة الثقيلة وسط حملات اعتقال وإعدامات ميدانية، لاسيما فى المناطق الشرقية التى يتمركز فيها الجيش الحر، وتعيش مواجهات يومية هى الأعنف بين عناصر الجيش الحر وقوات النظام. وبحسب لجان التنسيق المحلية، فإن القصف الذى وصف بـ«الأعنف» تركز على معظم أحياء «الغوطة الشرقية ودوما وحرستا وسقبا وحمورية وحران العواميد ودير العصافير والمليحة»، وترافق مع إعدامات ميدانية ومجازر جماعية طالت 20 مدنيا أعدموا رميا بالرصاص.

وذكر مصدر فى الجيش الحر بدمشق وريفها أن الحملة بدأت بعد تزايد وتيرة الاشتباكات التى امتدت إلى العاصمة خلال الأسابيع الأخيرة، ومنى فيها النظام بخسائر فادحة، مما دفعه لشن تلك الحملة التى امتدت إلى أحياء المزة وكفرسوسة فى العاصمة باستعمال المدرعات والآليات العسكرية والمصفحات ومئات الجنود، حيث جرت مداهمة معظم منازل بساتين «المزة وكفرسوسة» وتم شن حملة اعتقالات واسعة. وحدث حصار للمدينة من عدة محاور.

جاء ذلك إثر يوم دموى جديد سقط فيه 77 مدنيا، بينهم 43 فى دمشق وضواحيها، والعشرات فى حمص التى تعرضت لدمار واسع جراء القصف المدوى عليها واقتحام العديد من أحيائها من قبل قوات الأسد وتعيش حمص واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بسبب نقص الغذاء والطاقة والدواء والعزلة التامة.

ويتوقع مراقبون أن تطلق قوات الأسد حملة ضارية ضد الجيش الحر والمعارضة فى غالبية المدن السائرة بعد إعلان بعثة المراقبين الدوليين تعليق مهامها، وقتل حوالى 3400 شخص منذ إعلان بدء تطبيق وقف إطلاق النار بموجب خطة الموفد الدولى العربى كوفى أنان.

وقصفت قوات الأسد مدينة درعا مجددا وانتشرت دبابات الجيش حولها، وتواصل القصف على ريف حماة، مما أدى إلى هدم عشرات المنازل، وتعرضت مناطق فى دير الزور لقصف مروحيات عسكرية، بينما ردت عدة أحياء بمدينة حلب، الرئة الاقتصادية للنظام، بإضراب عام احتجاجا على قتل المدنيين فى ريف حلب.

وردا على تعليق بعثة المراقبين عملهم، وصفت الولايات المتحدة الأوضاع فى سوريا بأنها وصلت إلى «مرحلة حرجة»، وحثت واشنطن على انتقال سلمى للسلطة، وأعلن البيت الأبيض أنه يتشاور مع حلفاء دوليين بشأن «الخطوات القادمة» فى الأزمة السورية، وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلارى كلينتون، إن تسريع حدوث انتقال سياسى فى سوريا سيزيد فرص منع حرب أهلية دموية فى البلاد.

وبحث وزير الخارجية المصرى محمد كامل عمرو مع نظيره الروسى، فى اتصال هاتفى، الأزمة السورية وقال إن لمصر 3 أولويات، هى الوقف الفورى لجميع أعمال العنف ضد المدنيين وبدء عملية سياسية شاملة لجميع أطياف الشعب، والعمل على توحيد المعارضة وتوفير الدعم الدولى لخطة العمل العربية لتحقيق الانتقال السلمى للسلطة، واستعرض الوزير مع نظيرته الأمريكية هيلارى كلينتون، الأزمة السورية وسبل تنفيذ خطة أنان وبدء العملية السياسية بشأن الانتقال السلمى للسلطة.