جارديان: الثورة تواجه أصعب اختباراتها.. والجولة الأولى شهدت «تزويرًا ناعمًا»

كتب: ملكة بدر السبت 16-06-2012 13:50

 


قالت صحيفة «جارديان» البريطانية في مقالها الافتتاحي، السبت، إن مصر تشهد مراوغات وخدع «خطيرة»، مما يتوقع له أن يشعل الاضطرابات وأجواء عدم اليقين، خاصة، أن الجيش والمؤسسة الأمنية لم يكونا على قدر من الثبات أو المهارة أو الموضوعية خلال إدارة الفترة الماضية بعد الثورة.


وأضافت أن المناورات التي يقومان بها يمكن أن تؤدي لاضطرابات وتخبط، موضحة أن قرارا حل البرلمان واتساع صلاحيات الجيش والشرطة فيما يتعلق بالتحقيق والاحتجاز، في إشارة إلى قرار الضبطية القضائية للشرطة العسكرية، مرتبطان ببعضهما البعض، كما أن الكثيرين يعتقدون أنه لم يكن حكمًا إراديًا للمحكمة الدستورية العليا، أو لوزير العدل.


وأوضحت الافتتاحية، أنه يبدو أن فوز أحمد شفيق بالرئاسة، بالإضافة إلى الحد من صلاحيات جماعة الإخوان المسلمين وتهميش القوى المدنية والليبرالية لصالح تفريغ الثورة مخطط له، مشيرة إلى أن توافق الإخوان مع الجيش في النهاية حتمي، لأن كلتا القوتين لن تختفي، لكن ذلك يتطلب في الوقت نفسه دورًا قويًا للأحزاب الليبرالية.


وعادت لتوضح أن الجماعة لن تقبل بانتصار شفيق، حتى لو كان انتصارًا غير مزور، لكن على مدار الفترة الماضية، كانت الجماعة حريصة على عدم المواجهة، وإبرام الصفقات بدلًا منها، لافتة إلى أن هذا الأسبوع سيبين شكل موازين القوة في مصر.


من ناحية أخرى، قال المحلل جاك شينكر، في «جارديان»، إن الثورة المصرية تواجه واحدًا من أصعب الاختبارات السبت، في خضم اختيارات سياسية صعبة وتثير الاضطرابات، و«كارثة دستورية غير مسبوقة»، وأضاف الكاتب والمحلل السياسي ديفيد هيرست، أن الإخوان المسلمين منقسمون حول الاستراتيجية التي تخوض بها انتخابات الرئاسة.


وأضاف أن هناك من يعتقد أن استمرار الإخوان في الانتخابات يفقدهم شعبية كبيرة، إلا أن هناك آخرين يرون أن الجماعة هي الوحيدة التي يمكنها الوقوف أمام العودة لحقبة مبارك.


وأوضح هيرست، أن خطوة حل البرلمان أوضحت نوايا الجيش بالكامل، ولو فاز أحمد شفيق بالرئاسة، فسيكون ذلك إطاحة كاملة بالثورة على يد النظام السابق، وسيصبح بيده قوة الحكم، والسيطرة على انتخابات البرلمان الجديد والصلاحيات لكتابة الدستور وصلاحيات الرئاسة، ما يعتبر «ثورة مضادة» بالمعنى الحرفي للكلمة.


وقال إن الانتخابات في جولتها الأولى شهدت «تزويرًا ناعمًا» تمثَّل في وجود مليوني بطاقة هوية مزورة، وشراء أصوات واستقطاب، وبالتالي، بناء على الاستطلاعات المبدئية، ودون تزوير، يمكن أن يكون لمرسي فرصة قوية في الفوز بالرئاسة، لكنه أثار تساؤلًا حول ما إذا كان التزوير كافيًا لتحقيق توازن لصالح شفيق، موضحًا أن الإخوان والقوى المدنية، رغم انتقاداتها الشديدة للإخوان خلال الفترة الماضية، يمكن أن يتحدوا في صف واحد، في حركة معارضة واحدة رغم الاختلافات التي عصفت بها.