رسائل المغتربين لرئيس مصر القادم: طفشنا من البطالة ونحلم بجواز سفر له قيمة

كتب: نجاتي بدر الخميس 14-06-2012 15:51

 


هجروا مصر قبل سنوات طويلة، بعضهم قضى في الغربة أكثر من 23 عاماً، بسطاء ينتمون لأسر كافحت من أجل البقاء في ظل النظام الفاسد الذي جعل منتهى حلمهم هو توفير قوت يومهم، بعضهم ترك مدرسته لمساعدة أسرته في توفير المأكل والمشرب والملبس. أحلامهم بسيطة ولا تتعدى حدود الحقوق والواقع.

إنهم مجموعة من الشباب المصريين المقيمين في دولة قطر، جاء غالبيتهم من محافظات الصعيد والشرقية والمنوفية للعمل في الخليج، لهم مطالب مشروعة تنقلها «المصري اليوم» من رئيس مصر القادم أيًا كان.

على رأس أولوياتهم القضاء على البطالة ومساندة الشباب ودعمهم والقضاء على تعنت أجهزة الدولة وجعلها فى خدمة الشعب، يحلمون بأن يلهث المواطن الأمريكي والأوروبي للحصول على جواز السفر المصري، مثلما يلهث المصريون للحصول على جواز سفرهم، ويؤكدون: «لن يتحقق ذلك إلا برعاية الدولة للمصريين في الخارج».

يقول عمر عبد الرحمن «كهربائي منازل» من قرية شرانيس– مركز قويسنا – المنوفية: «أنتمى لأسرة بسيطة، عائلها كافح كثيراً من أجل تربيتنا، فقمت بتوفير مستلزمات افتتاح ورشة فى قرية شبرا باخوم، وكنت أحلم حينها أن تكون مصدر دخلي وأسرتي وأن تعينني على الزواج والاستقرار، لكنني فوجئت بمطاردة الضرائب والتأمينات لي دون أن يمنحاني فرصة تقدير الموقف وتحديد ما إذا كنت سأستمر أم لا».

وأضاف لـ«المصري اليوم»: «أغلقت الورشة بعد شهرين من افتتاحها وقضت أجهزة الدولة على حلمي البسيط، وحاولت العمل هنا وهناك إلى أن حصلت على فرصة عمل بالدوحة، هنا شعرت أنني ولدت من جديد، وبالفعل حققت فيها ما لم أكن سأحققه في بلدي».

وطالب عمر الرئيس الجديد بدعم الشباب وبإلزام الضرائب والتأمينات وباقي أجهزة الدولة بعدم الاقتراب من المشروعات الجديدة، قبل مضى مهلة عام كامل ليتسنى لهؤلاء الشباب تحديد موقفهم من الاستمرار فى المشروع من عدمه، وأضاف «نأمل أن يقضي على البطالة ويهتم بالتعليم والصحة التي تدهورت بسبب انتشار الأمراض نتيجة الفساد في المستشفيات وسوء الخدمة».

من جانبه، قال سعيد صالح «مسؤول مكتب تجهيز أفراح ومناسبات» وهو من مراكز الواسطة – بني سويف: «عندما تخرجت في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر عام 1998، عملت لمدة 5 شهور فقط كمدرس بالأجر فى إحدى المدارس، لكن بعد فشلي في زيادة دخلي، سعيت للحصول على فرصة عمل بالخارج، وتحقق حلمي سريعا في قطر.. هنا مهنتي تدر عليَّ دخلًا استعطت من خلاله توفير احتياجاتي واحتياجات أسرتي والحمد لله».

ويطالب سعيد الرئيس القادم بالنظر لأحوال المصريين فى الخارج، والاهتمام برفع قيمة جواز السفر المصري، ليكون له شأن فى كل مطارات العالم، وقال لـ«المصري اليوم»: «أحلم بأن يسعى المواطن الأمريكي والأوروبي للحصول على جنسيتي وحمل جواز السفر المصري، كما يسعى شبابنا إلى الجنسية الأمريكية والأوروبية».

وتمنى أن يقوم الرئيس الجديد بإعفاء المصريين في الخارج من الرسوم الجمركية على السيارات وعدم اشتراط شروط تعجيزية تحرم آلاف المصريين من العودة إلى بلادهم بسيارات بسبب ارتفاع الجمارك وتفاوت هذه الرسوم وفق قوة الماكينة.

من ناحيته، أشار سمير الخولى «موظف في محل هواتف محمولة»، وهو من شمال الصعيد، إلى أنه اضطر لمغادرة مصر عام 2002 للعمل فى الدوحة بوظيفة لا تناسب مؤهله العلمي، لكنها على الأقل تسد احتياجاته المادية: «عملت لسنتين في مقهى مع خريجي كليات هندسة وتجارة.. هل يستطيع الرئيس القادم أن يقضي على هذا الظلم؟».

وطالب سمير الرئيس المقبل بإعادة الأمن فورًا لشوارع مصر، وإنعاش الاقتصاد، وإعادة هيكلة الشرطة «لتكون كتلك التي نراها فى كل البلدان العربية والأجنبية، في خدمة الشعب، وليس للاستهزاء به أو التعالي عليه».

أما عاطف عجاج «كهربائي سيارات» من قرية بندف – مركز منيا القمح – الشرقية فيقول لـ«المصري اليوم» إنه تغرب رغم أنفه في مقتبل العمر «من العراق إلى قطر.. وأتمنى على رئيس الجمهورية القادم وضع خطة تجعل مصر نموذجًا للدول العربية التي نجحت في توفير الخدمات الصحية والتعليمية والأمنية والترفيهية، لكل من المواطنين والمقيمين في أراضيها، على حد سواء».