وصفت شبكة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» الانتخابات المصرية بأنها «وصلت إلى الذروة»، خاصة أنها تنحصر بين مرشحين، أحدهما هو رئيس وزراء مبارك خلال أسوأ أيام ثورة يناير 2011، مضيفة أن المرشح أحمد شفيق، يعلن عن إعجابه وحبه للرئيس السابق حسني مبارك، الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد الآن، وهو بالتأكيد «آخر مرشح متوقع للرئاسة، بعد انتخابات نزيهة وحرة وثورة شهدتها مصر وميدان التحرير بشغف خلال 18 يومًا».
وأرجعت وجود شفيق كمرشح قريب من الفوز بالرئاسة إلى قوة الدولة العميقة في مصر، وأعضاء النظام السابق، المتحالفين مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة وضباطه، موضحة أنه لا خيار أمام كثير من المصريين الذين يفتقدون الأمان والاستقرار على طريقة ما قبل الثورة إلا انتخاب شفيق الذي يريدونه أن يتغلب على الإخوان المسلمين، ومرشحهم المنافس محمد مرسي، والحفاظ على «علمانية الدولة».
وقالت إنه في مقابل الناخبين المصوتين لشفيق، يبدو الناخبين الذين سيصوتون لمرسي غير متحمسين لخيارهم، ويتعاملون معهم باعتباره خيار «واجب» للنجاة من إعادة النظام السابق، ممثل في أحمد شفيق، على الرغم من أن سياسات شفيق غير واضحة، على العكس من مرسي الذي نشر مشروعًا واضحًا لخطة الإخوان، سُمي «مشروع النهضة».
وعادت لتقول إن كثيرًا من المصريين لا يثقون بالإخوان المسلمين، وليس فقط الأقباط، وإنما يتذكر المسلمون تاريخ الإخوان العنيف، ونظرتهم للمرأة وقسم الولاء «المريب» للمرشد الأعلى، فيما يعتقدون أن «الإخوان كتنظيم يعتبر شمولي، قائم على المبدأ اللينيني في خدمة أهداف الجماعة أولا وأخيرًا».
وأوضحت أنه لكي يفوز مرسي الإسلامي على مرشح الدولة العميقة شفيق، فيجب عليه استقطاب الأصوات الثورية والليبراليين واليساريين إلى صفه، مقابل أصوات فلول ومؤيدي نظام مبارك التي ستساند شفيق، مشيرة إلى أن الأصوات الثورية التي توزعت على حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح في الجولة الأولى للانتخابات من الأرجح أن تؤيد مرسي بدلًا من شفيق.
ورأت أنه أيًا كان الفائز في الرئاسة، فإن أول ما سيفعله هو إزاحة معارضيه من المشهد، فقد تعهد مرسي بتطهير الداخلية فور وصوله للرئاسة، أما شفيق، فعلى الأرجح سيقوم بحظر الإخوان المسلمين من جديد، مضيفة أنه يمكن للمجلس العسكري أن يقوم بإلغاء الانتخابات برمتها لو رأى أن مرسي سيتغلب على شفيق، مشبهة ما يمكن أن يحدث وقتها «بكارثة» الجزائر عام 1991.