الحكومة صرفت 3 ملايين جنيه لحماية «مجرى العيون» .. فتحول إلى «مربط خيول»

كتب: محمود البرغوثي الأربعاء 13-06-2012 23:31

فى شهر إبريل الماضى، أعلنت وزارة البيئة عن تعاونها مع «الآثار»، لبناء سور حديدى بطول سور مجرى العيون، بداية من مأخذ المياه بكورنيش النيل بفم الخليج، حتى تقاطع صلاح سالم بتكلفة ٣ ملايين جنيه، وذلك لمواجهة أزمة انتشار القمامة بجوار السور.

وبالفعل أنهت الجهة المكلفة بإعادة ترميم سور مجرى العيون مشروع إنشاء السور الحديدى، كما يجرى العمل فى التطوير الكامل للسور التاريخى، وهو ما أسعد سكان منطقة السيدة زينب، الذين شكوا كثيرا من جزارى المدابح وسكان منطقة المدابغ، الذين دأبوا على إلقاء مخلفاتهم فى أحضان السور لسنوات عديدة.

فى المقابل، وجد تجار «المدبح» أنفسهم فى مأزق كبير، حيث لم توفر المحافظة لهم الحاويات الكافية لمخلفات المجزر، والآليات اللازمة لرفعها يوميا، ما اضطرهم إلى مواصلة الاعتداء على حرم السور.

أما سكان منطقة «السيدة زينب» فأعلنوا عن رضاهم التام بالسور الحديدى، الذى يمنع عربات الكارو المخالفة من إلقاء مخلفات المبانى والقمامة فى حضن السور التاريخى، على العكس من سكان منطقة «المدابغ»، الذين استمروا فى التعدى على قيمة الأثر المصرى الأصيل.

مواطن يسكن فى منطقة السيدة زينب - طلب عدم ذكر اسمه خوفا من أهل المدابغ - قال: «إن هؤلاء يتعاملون مع السور التاريخى كمربط خيول، وموقف للعربات الكارو، متجاهلين الاعتراف بحقنا كمصريين فى عودة هذا السور لأصله الحضارى، كمعلم سياحى يمكن أن يدر على البلاد دخلا هائلا من الأفواج التى تحج إليه، على غرار سور برلين، وسور الصين العظيم».

ويقترح مدرس من سكان «السيدة زينب» إقامة حواجز حديدية أيضا بين أقواس السور، التى تعتبر بوابات مرور إلى حرمه، حتى تنتهى عمليات التعدى عليه، إضافة إلى إقامة لافتات واضحة بتجريم إلقاء المخلفات فى المنطقة، وفرض غرامة على المخالفين، مع تشديد الرقابة من الجهات المختصة.

ويصنف سور مجرى العيون كأثر تاريخى مصرى، أنشئ منذ نحو 500 عام، ويوجد فى منطقة مصر القديمة ويبدأ من «فم الخليج» إلى «باب القرافة» فى منطقة السيدة عائشة، وأنشأه صلاح الدين الأيوبى، وتم استخدامه كسور للقاهرة أيام الدولة الأيوبية، كما تم استخدام ظهره كمجرى مائى، لنقل المياه من النيل إلى آبار القلعة، وتم تطويره فى مرحلتى السلطان الناصر محمد بن قلاوون والسلطان الغورى.