بعد غياب طويل عن عالم الفن، قرر الفنان محسن محيى الدين العودة من جديد من خلال مسلسل مازال يقرؤه بعنوان «ماما زمانها جاية»، كما يحضر لفيلم من تأليفه وإخراجه وبطولته بعنوان «الخطاب الأخير».
وفى حواره مع «المصرى اليوم» يكشف «محيى الدين» تفاصيل مشروعاته الفنية، وأسباب عودته للفن بعد الثورة، وأسباب عدم حضوره جنازة يوسف شاهين، وإلى نص الحوار:
■ ما حقيقة عودتك للتمثيل بمسلسل «ماما زمانها جاية»؟
- مازلت فى مرحلة قراءة السيناريو ولم أنته منها، ولا أستطيع أن أحدد موقفى قبل الانتهاء من القراءة، والحقيقة أن السيناريو يصف التناقضات التى نعيشها حاليا، وأن هناك من يريد شيئاً ويفعل شيئا آخر، وهذا ما لفت نظرى، فالعمل اجتماعى إنسانى، ويغرس القيم فى الكبير قبل الصغير، وهو تأليف أحمد عوض، وإخراج هانى لاشين، وبطولة محمود قابيل ونجوى إبراهيم ومجموعة من الأطفال، ويتعرض لحياة أسرة رشحت لدور الأب.
■ ماذا عن مصير مسلسل «المرافعة» الذى كان يفترض أن تعود به للشاشة؟
- توقف لأسباب إنتاجية، ويتناول الفساد الذى كان موجوداً قبل الثورة وتحديدا فى الحزب الوطنى، ويكشف أيضا أن هناك رجال أعمال فاسدين، وفى المقابل هناك رجال أعمال محترمون.
■ وما أخبار مشروع فيلمك «الخطاب الأخير»؟
- الفيلم من تأليفى وإخراجى وسأقوم ببطولته، ويتحدث عن شخصية الحاكم فى الوطن العربى، وأجهز له منذ مايو 2011، وكنت أنوى إخراجه فقط، لكن عندما وجدت تخوفا من الممثلين لتقديم شخصية الرئيس، قررت تقديمها بنفسى حتى يخرج الفيلم إلى النور، والرئيس لن يكون رئيس مصر فقط، ولكنه رمز للرئيس فى أى دولة عربية قبل الثورة، وأتناول فترة الثورة فى الدول العربية وكيف كانت الشعوب تناضل بطريقة واحدة وبنفس الفكر، وأحاول الانتهاء من أكبر جزء من الجرافيك الذى يعتمد الفيلم عليه، وبعد ذلك سأحدد موعد التصوير، ولم أتفق مع الممثلين حتى الآن، لكننى أنوى أن يضم نجوما كبارا وشباباً.
■ ما الذى دفعك للعودة للتمثيل بعد ابتعاد 20 سنة؟
- الثورة كان لها عامل كبير فى عودتى، فعندما قامت أفرزت فناً جديداً ومحترماً له فكر، وهذا شجعنى على العودة لأن تاريخ السينما يكشف عن أن الأفلام التى عاشت هى التى تم تقديمها بعد أزمات مثل «فى بيتنا رجل» و«غروب وشروق»، حيث تكون الأعمال ذات هدف وليست لمجرد التسلية، والثورة فجرت طاقات شباب رائعين وقوى شعبية تطالب بالاختلاف فى الفن والفكر، لأن الفن ليس مجرد صور تتحرك أو أشخاص يقومون بتسلية الناس، ولكنه فكر إنسانى إما يتم توجيهه للهداية أو للضلال مثله فى ذلك مثل أى مهنة أخرى، ولدى إحساس بأن المناخ العام القادم جيد، وسيساعد على تقديم أعمال جادة، لأن هناك قوى خطيرة تدافع عن التغيير والفكر والفن والثقافة، لذلك أحاول التواجد فى هذا المناخ.
■ وماذا كنت تفعل فى الفترة التى غبت فيها عن الفن؟
- لم أكن منفصلا تماما عن الإعلام، فكنت أقدم أفلام كارتون للأطفال وبعض البرامج، كما قدمت مشروعات أفلام قبل الثورة، ولكن الرقابة كان ترفضها، فمثلا قدمت فيلما عن الشباب الذين يسافرون إلى إسرائيل ويتزوجون من إسرائيليات.
■ كيف ترى تأثير صعود التيار الدينى على الفن؟
- أعطى ربنا الحرية الكاملة لعباده، وأساس الدين فكر وليس الإجبار، والإبداع يقوم على الفكر، وكل شخص يستطيع توصيل فكرته من خلال مهنته بأن يستفتى قلبه فى الطريقة التى يلجأ لها، لأن الحلال بيّن والحرام بيّن، والفن مثل أى مهنة، وكل شخص يقدم ما يريده، ولا أرى أن هناك داعياً للخوف، وحتى «الإخوان المسلمين» أنفسهم لو أرادوا تقديم فن فعليهم أن يقدموه ووقتها الناس ستختار، ومهما فعلت التيارات الإسلامية فلن تستطيع فرض قيود على الناس كلها، لكن من حق الفنانين أن يحافظوا على مهنتهم، وهذا يدل على أننا نعيش فى مناخ صحى، والإنسان هو الذى يختار الطريق الذى يعيش فيه وليس هناك حلال كامل وحرام كامل والتناول هو الذى يحدد ذلك الحلال والحرام.
■ وكيف ترى تجاربك مع المخرج الراحل يوسف شاهين؟
- الماضى كله هو الذى جعلنى محسن محيى الدين الموجود حاليا، وليس هناك إنسان يعيش فى حالة ثبات، ولابد أن يستفيد الإنسان من تجاربه، والفكر الذى أؤمن به حاليا لم أكن أستطيع أن أصل إليه إلا إذا خضت كل التجارب السابقة، ولا أستطيع أن أقول إننى لم أستفد.