«الأمم المتحدة»: السل يتسبب فى تشريد «العمال» فى مصانع القاهرة

السبت 09-01-2010 00:00

أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة أن العمال المصابين بداء السل فى مصر لا يجدون من يساعدهم، مشيراً إلى أن معظم ضحايا المرض يعملون فى مصانع الأسمنت، منبهاً إلى أنه يتسبب فى «تشريد» العمال من المصانع التى يعملون بها فى مصر.

وقال المكتب فى تقرير له أمس، إن إجمالى المصابين فى مصر بهذا المرض يقدر بنحو 17.000 شخص، حيث يصاب 21 شخصاً من بين كل 1.000 مصرى بالسل سنوياً ولكن إصابة واحدة من كل عشر إصابات تصبح نشطة وفقاً للتقديرات الحكومية.

واستدرك التقرير بأن العدد يفوق التقديرات الحكومية بكثير، مدللاً على ذلك بقول عصام المغازى، مدير البرنامج القومى لمكافحة الدرن، إن السل بدأ يشكل «خطراً كبيراً» على السكان فى البلاد وعادة ما يكون سكان الأحياء العشوائية الفقيرة أكثر الناس عرضة للإصابة به.

وأكد التقرير أن داء السل مرض فتاك، ويمكن أن ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق الهواء، منبها إلى أنه تسبب فى الطرد «التلقائى والمباشر» للعمال من عملهم فى العديد من الشركات بمصر. ونقل التقرير عن محمد الأصمعى، مدير منظمة أصدقاء البيئة، وهى منظمة غير حكومية محلية تعنى بمرضى السل،

قوله: «العديد من العمال المصريين يتعرضون للطرد عندما يصابون بداء السل بدلا من أن يحظوا بفرصة للعلاج فى المستشفيات». كما أكد التقرير أن السل يعتبر ثالث أكثر داء مهدد للحياة فى مصر بعد البلهارسيا والتهاب الكبد الفيروسى «سى»، وفقا لوزارة الصحة المصرية التى يأمل مسؤولوها فى أن تنجح البلاد فى اجتثاث داء السل بحلول عام 2050.

ونبه التقرير إلى أن منظمة الصحة العالمية أفادت فى تقريرها لعام 2009، بأن مصر نجحت فى تحقيق هدفها العام فى الكشف عن حالات الإصابة بداء السل وعلاجها عام 2007 حيث وصلت نسبة الكشف عن الإصابات فى مصر 72٪ (فى حين أن الهدف العام هو 70٪). ووصلت نسبة نجاح العلاج 87٪.

ورصد التقرير إحدى الحالات المصابة والتى يمثلها محمد مصطفى الذى تعرض لسنوات طويلة لغبار الآلات فى أحد مصانع الأسمنت بجنوب القاهرة ولكنه لم يعتقد يوماً أن هذه الجزيئات الصغيرة ستنهى مسيرة عمله وحياته. ونبه إلى أن إحصائيات منظمة الصحة العالمية وآمال مسؤولى وزارة الصحة لا تعنى الكثير بالنسبة للمصابين بالسل مثل مصطفى، فهو وأبناؤه الستة يعيشون على معاش لا يتعدى 76 جنيها فى الشهر ويعانى من سرطان الرئة والصدفية، شأن العديد من زملائه فى العمل الذين أصيبوا بالسل

وأضاف التقرير: «مصطفى نقل المرض إلى زوجته وأحد أبنائه وهو ما يزيد العبء الملقى على كاهله، حيث يشكو من عدم فاعلية معظم الأدوية التى يصفها الطبيب فضلا عن تجنب الجميع له وزوجته خشية التعرض للعدوى.