«صدقنا الدولة وآمنا بوطنيتنا ورحنا الصحرا، وياريتك يا أبوزيد ما غزيت، لأن محافظة البحيرة سلمتنا الأرض فى الصحرا وسابتنا للعذاب».. هذا هو حال مزارعى مشروع الـ 36 ألف فدان التابع لمحافظة البحيرة فى منطقة الجعار بوادى النطرون، الذين يشكون من تدمير طريق المشروع بشاحنات مستثمرين كبار، دون استجابة لاستغاثاتهم من المهندس مختار الحملاوى محافظ البحيرة.
«المصرى اليوم» حملت شكوى المستثمرين الصغار، واتصلت بمحافظ البحيرة ففتح هاتفه بعد رسالة قصيرة، ثم قال «أنا فى اجتماع»، وبعدها لم يرد على الاتصالات المتكررة أو الرسائل التى نقلت إليه طبيعة الشكوى: «طريق أسفلت بطول يزيد على 15 كيلومترا يعرف باسم (طريق الأوائل) تم تدمير وصلات حيوية منه تحت عجلات الشاحنات المخالفة، ونرجو الإغاثة».
معوض عبدالفتاح، مستثمر يملك 10 أفدنة فى مدخل طريق «الأوائل»، يقول إن الطريق الأسفلتى تم إنشاؤه منذ أكثر من 15 عاما، ولم تطرأ عليه أى أعمال ترميم أو صيانة، على الرغم من أن جميع المستفيدين من المشروع دفعوا مبالغ تتراوح بين 300 و400 جنيه لكل فدان، سجلت فى العقد على أنها نصيب الأرض من أعمال الطرق.
وهنا يتساءل محمود العطار وسعيد السيد ومحمد علوان والمهندس نبيل أحمد، وجميعهم متضررون: «أين الأموال التى تم تحصيلها منذ عام 1997، وتبلغ نحو 12 مليون جنيه، خصصت لأعمال الطرق على مشروع الـ 36 ألف فدان، الذى بلغت نسبة الزراعة فيه حاليا أكثر من 40 فى المائة، ويعانى أصحابه من مشاكل كثيرة تعرض استثماراتهم للضياع فى رمال الصحراء؟».
يشكو المستثمرون المتضررون من شاحنات الشركات العملاقة، التى حصلت على مساحات يقدر أقلها بـ5 آلاف فدان، فى المنطقة المعروفة باسم «الوادى الفارغ»، حيث دمرت الطريق تماما، خاصة فى الوصلة الموازية لملاحات آل الشيخ فى قرية الجعار، ما يعوق وصول أصحاب المزارع الصغيرة لأراضيهم، وربما يدفعهم لهجرانها تماما.
ناصر المنوفى وأحمد سالم ومسعود عبدالستار قالوا إن الدولة منحت الأراضى للمستثمرين الكبار فى منطقة «الغرود» بالوادى الفارغ، فدمروا الطرق بشاحناتهم العملاقة التى تصل حمولة الواحدة منها إلى نحو 80 طنا، أى أكثر من عشرة أضعاف تحمل الطريق.
ومن أهالى القرى الواقعة فى المنطقة، قال فرج عوض، وكامل الصافى موسى، ومحمود الشيخ، إنهم استشعروا الخير سابقا، حين وزعت محافظة البحيرة مشروع الـ 36 ألف فدان على المواطنين عام 1997، حيث دبت الحياة إلى قراهم بأعمال الزراعة والإنارة بمولدات الديزل، لكن سرعان ما تعرض الطريق للتدمير بفعل شاحنات المستثمرين الكبار. وعدد أبناء المنطقة الشركات التى دمرت الطريق دون أن تنفق على صيانته، أو تلزمها المحافظة بدفع رسوم مرور تفيد فى إعادة إنشاء هذا الطريق بمواصفات جديدة تتحمل الشاحنات العملاقة. يطالب المتضررون محافظ البحيرة بالتدخل فورا لوضع حلول جذرية لمشكلتهم، حتى لو تطلب الأمر بناء بوابة رسوم على المدخل من طريق العلمين، على أن يقتصر دفع الرسوم على الشاحنات الكبيرة، واستخدام العائد فى إعادة تأهيل الطريق وصيانته الدورية.