يسعى المنتخب المصرى فى مواجهته خارج الأرض مع منتخب «غينيا» لفض الاشتباك على صدارة المجموعة السابعة فى إطار التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2014، بعد أن اعتلى القمة بفارق هدف واحد فقط عن نظيره الغينى، وحقق الفراعنة فوزاً مهماً فى أولى مبارياتهم أمام موزمبيق بهدفين نظيفين، قبل أن يفوز منتخب غينيا هو الآخر على المنتخب الرابع فى المجموعة زيمبابوى بهدف نظيف فى عقر دار الأخير، وباتت مواجهة المنتخبين بمثابة معركة مبكرة من سيفوز بها قد يحسم بشكل كبير المنافسة على قمة هذه المجموعة.
ويدرك بوب برادلى جيداً أن ترويض «الوحوش الكاسرة» - وهو لقب المنتخب الغينى - والفوز عليه سيجعل الفراعنة «أصحاب المركز 48 فى تصنيف (فيفا) الحالى بعد الصعود 9 مراكز دفعة واحدة»، فى وضع رائع بالمجموعة وسيسهل كثيراً من مهمة التأهل إلى الدور النهائى، إلا أن هذا الأمر لن يكون سهلاً أبداً، فمنتخب غينيا، «صاحب المركز 67 فى تصنيف (فيفا)» هو خصم عنيد للغاية، ولم يخسر على ملعبه طوال سنوات طويلة مضت سوى مرات قليلة، كانت أمام فرق من التصنيف الأول فى القارة، مثل الكاميرون وكوت ديفوار ونيجيريا، لكن تمكنت أيضاً منتخبات أقل شهرة من هزيمته فى «كوناكرى» مثل بوركينا فاسو فى تصفيات كأس العالم الأخيرة 2010، كما أن الملاحظ هو استقبال شباك «الوحوش المفترسة» أهدافاً على ملعبه أمام كثير من الفرق أياً كان اسمها ومستواها، فسجلت كينيا ومالاوى وغيرهما أهدافاً فى مرمى غينيا وسط جماهيره، وبالتالى يحتاج المنتخب المصرى إلى التركيز لاستغلال هذا الأمر. أما عن مواجهاتهما عبر التاريخ، فإن المنتخب الغينى يتفوق بفوزين مقابل واحد لمنتخب مصر خلال خمس مواجهات جمعت الفريقين، ورغم أن الفراعنة استهلوا مواجهاتهم مع الوحوش بفوز عريض 4/1 فى كأس الأمم الأفريقية 1970، فإن الغينيين ردوا بقوة وبنفس النتيجة عام 1973 فى دورة الألعاب الأفريقية، ولم يتمكن بعدها المنتخب المصرى من تحقيق أى فوز على منتخب غينيا، حيث تعادلا فى الدور الأول من كأس الأمم 1976، قبل أن تفوز غينيا بنتيجة 4/2 فى الدور النهائى من نفس البطولة، وكانت آخر مواجهة جمعت بين الفريقين قد انتهت بالتعادل 3/3 خلال مباراة ودية أقيمت فى القاهرة عام 2009، وسجل يومها حسنى عبدربه هدفين، فهل يكررها مدفعجى خط وسط المنتخب فى مواجهة رسمية حاسمة؟ ويؤكد التاريخ أن مباريات المنتخب المصرى خارج ملعبه فى تصفيات كأس العالم دائماً ما تتسبب فى تعقيد الوضع، حيث لم يتمكن الفراعنة من تحقيق الفوز خارج الأرض سوى 9 مرات من إجمالى 39 مباراة «نسبة نجاح أقل من 25٪»، بينما تعادل فى 13 مباراة وخسر فى 17، وسجل 32 هدفاً واستقبلت الشباك المصرية 51!.. وهى مشكلة كبرى عانت منها الكرة المصرية كثيراً، حتى فى المباريات التى أقيمت على أرض حيادية، حيث تعادلت مصر مع زيمبابوى فى فرنسا عام 1993 وخسرت أمام الجزائر فى السودان عام 2009، إلا أن التصفيات الأخيرة «رغم خسارتها فى النهاية» شهدت أفضل نتائج للفراعنة خارج ملعبهم عبر التاريخ، حيث فازوا فى 4 مباريات من إجمالى 6، وهو ما نتمنى تكراره هذه المرة من أجل التأهل إلى البرازيل.