«التحرير» يستعد لمليونية «العدالة».. ودعوات جديدة للاعتصام

يستعد ميدان التحرير، الثلاثاء، لاستقبال مليونية «العدالة» التى تشارك فيها جميع القوى السياسية، من أجل إعادة محاكمة نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، وتشكيل مجلس رئاسى مدنى، وتطبيق العزل على الفريق أحمد شفيق، المرشح للانتخابات الرئاسية، وسط دعوات للاعتصام حتى تحقيق هذه المطالب، فيما انخفض بشكل ملحوظ أعداد المتواجدين بالميدان، بسبب ارتفاع درجة الحرارة.

ودعا عدد من القوى السياسية والحركات الشبابية إلى المشاركة فى المليونية فى الميدان وفى المحافظات، للضغط من أجل توحيد المطالب، التى خرجت بها المسيرات والتظاهرات والاعتصامات منذ السبت الماضى، المتمثلة فى 4 مطالب رئيسية تتضمن عقد محاكمات ثورية، وإقالة النائب العام وتطبيق قانون العزل ومجلس رئاسى مدنى.

وطالبت القوى السياسية «مرشحى الرئاسة السابقين حمدين صباحى وعبدالمنعم أبوالفتوح بضرورة الوقوف أمام مسؤولياتهما التاريخية، وعقد لقاء مشترك لبحث سبل الضغط المختلفة لتحقيق ما اتفقت عليه القوى الثورية فى بيانها، وبحث كيفية إدارة ما تبقى من المرحلة الانتقالية ومباشرة الضغط الشعبى لتحقيق المطالب السابقة وصولاً لإعادة العملية الانتخابية بعيداً عن إشراف المجلس العسكر».

ومن القوى التى دعت للمليونية ائتلاف شباب الثورة، حركة شباب من أجل العدالة والحرية، وشباب ٦ إبريل «الجبهة الديمقراطية»، وحزب التحالف الشعبى الاشتراكى، وحزب التيار المصرى، والجبهة القومية للعدالة والديمقراطية، وحركة الاشتراكيون الثوريون، وائتلاف ثورة اللوتس، وحركة المصرى الحر، وشباب الجمعية الوطنية للتغيير، واتحاد شباب ماسبيرو، حزب العدل، حزب الوسط، الحزب الاشتراكى المصرى، جبهة القوى الاشتراكية، اللجان الشعبية للدفاع عن الثورة، شباب الجمعية الوطنية للتغيير، الجبهة الحرة للتغيير السلمى، اتحاد شباب الثورة، تحالف القوى الثورية، ثورة الغضب المصرية الثانية.

وأكد اتحاد شباب الثورة أن المشاركة فى المليونية اليوم واجب ثورى على كل من سقط بجانبه شهيد أو مصاب أو من شاهد أو سمع عن قتل المتظاهرين منذ اندلاع ثورة 25 يناير إلى الآن.ودعا الاتحاد جموع الشعب المصرى إلى النزول إلى الشوارع والميادين المختلفة فى محافظات الجمهورية اليوم «الثلاثاء»، والاعتصام تنديداً بالحكم الصادر بتبرئة رجال نظام مبارك والمسلك الواضح من قبل قضاء مبارك، للإفراج قريباً عن ابنيه جمال وعلاء.

وطالب بضرورة تطهير القضاء المصرى والبدء بإقالة النائب العام، وتشكيل محكمة ثورية من قضاة مشهود لهم بالنزاهة والكفاءة تعيد محاكمة مبارك وأعوانه أمامها، والتحفظ على من بقى من هذا النظام خارج السجن وتقديمه للمحاكمة.

وأكد الاتحاد «ضرورة التحفظ على أحمد شفيق لمسؤوليته عن إتلاف الأدلة والملفات الخاصة بما دار من رجال النظام السابق الذين أداروا قتل المتظاهرين من غرف عمليات خاصة تحت سمعه وبصره، مما أدى إلى ضعف الأدلة وانعدام وجود ما يثبت ارتكاب هؤلاء الجرائم فى حق المتظاهرين». وأشار إلى ضرورة إعادة جمع هذه الأدلة مرة أخرى وفتح تحقيقات مستقلة من قبل قضاة من تيار الاستقلال.

وأعلنت حركة «الثائر الحق» وائتلاف «ثورة مصر»، مشاركتهما فى المليونية، والاعتصام بميدان التحرير وجميع ميادين مصر، اعتراضاً على ما وصفاه بـ«التمثيلية الهزلية» فى إشارة إلى الفترة الانتقالية منذ إسقاط مبارك.

وقالت حركة «ائتلاف ثورة مصر» فى بيان أصدرته، الإثنين، إنها ستشارك فى 4 مسيرات بالقاهرة، والدخول فى اعتصام بالميدان، للمطالبة بتفعيل قانون العزل السياسى وتشكيل مجلس رئاسى مدنى، بعد «سقوط الأقنعة الوهمية» لمقولة «حماية الجيش للثورة» ووقوفه بجانب الثوار - حسبما جاء بالبيان.

وقال محمد عطية، عضو المكتب السياسى بالحركة، إنه تبين أن مصر لم تكن فى أيد أمينة عندما تسلمها المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وكان الشعب يحاول تصديق وعود «العسكرى» بوقوفه مع الثوار، ليفاجأ ببراءة قتلة الثوار.

وأكد اتحاد الشباب التقدمى بحزب التجمع مشاركته فى المليونية للمطالبة بمجلس رئاسى مدنى، وللمطالبة بإقالة النائب العام، وللمطالبة بمحاكم استثنائية لأعضاء النظام السابق، وللمطالبة بتطبيق قانون العزل السياسى على أحمد شفيق. وطالب الاتحاد أيضاً بإعادة كل الإجراءات القضائية الخاصة بقضية قتل المتظاهرين. وصرح علاء عصام، أمين إعلام الاتحاد، بأن الاتحاد قرر مقاطعة العملية الانتخابية فى جولة الإعادة.

فى هذه الأثناء تستعد اللجان الشعبية المسؤولة عن تأمين مداخل ومخارج ميدان التحرير لاستقبال المليونية.

وساد الهدوء، الإثنين، ميدان التحرير، بعد يومين من المظاهرات الحاشدة التى شهدها الميدان، احتجاجاً على الأحكام الصادرة بحق الرئيس السابق حسنى مبارك ونجليه علاء وجمال، ووزير داخليته حبيب العادلى، ومساعديه الستة، ورجل الأعمال الهارب حسين سالم.

وتراجعت أعداد المتظاهرين الذين اعتادوا النزول للميدان بعد الساعة الخامسة، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، التى أدت إلى تزايد أعداد الخيام فى الصينية وأمام عمر مكرم ومجمع التحرير، للوقاية من أشعة الشمس، حيث بلغ عدد الخيم نحو 100 خيمة.

وشهد الميدان، صباح الإثنين، مشاجرة بين أنصار الدكتور محمد مرسى والمتظاهرين، بسبب قيام أنصار مرسى بالترويج له من خلال عمل حلقات نقاشية تهدف للترويج له ومطالبة المعتصمين بالتصويت لمرسى، وهو ما رفضه المتواجدون، ونظمت، الإثنين، عشرات الفتيات مسيرة طافت أرجاء الميدان، رافعات الأعلام للمطالبة بإسقاط العسكر ومحاسبتهم على جميع الجرائم التى تمت من خلال إدارتهم البلاد، وتطهير القضاء وتفعيل قانون العزل السياسى.

وجلست والدة أحد شهداء الثورة ويدعى الشهيد أحمد سلمان، فى الميدان، الإثنين، مطالبة بالقصاص ممن قتلوا ابنها وجميع شهداء الثورة، ووصفت المحاكمة بالمسرحية التى استمرت لمدة عام ونصف العام. ولم يشهد الميدان أياً من حالات الشلل المرورى، حيث تم فتح شارع قصر العينى للمارة بالسيارات.