ريهام سعيد: فكرت فى الاعتزال بسبب ابنى

كتب: محسن محمود الإثنين 04-06-2012 08:56

لأول مرة تتحدث الإعلامية المثيرة للجدل ريهام سعيد بعد صمت استمر لسنوات طويلة رافضة الرد على أى هجوم، خاصة بعد تطرقها لقضايا شائكة يخشاها الكثيرون فى برنامجها «صبايا الخير» منها «فتيات الليل» و«الجدل والشعوذة» و«زنى المحارم» وغيرها.

ريهام أكدت لـ«المصرى اليوم» أنها فكرت فى الاعتزال خلال الفترة الماضية بعد تعرضها لهجوم حاد وصل إلى حد التجريح والمساس بالشرف، لكنها قررت استكمال مسيرتها فى كشف سلبيات المجتمع وعلاج حالات إنسانية.

■ لماذا تخوضين دائماً فى قضايا شائكة يخشاها الكثيرون فى حين أن هدف البرنامج إنسانى؟

هذا يرجع لأكثر من سبب، أولها دراستى، حيث إننى تخرجت فى الجامعة الأمريكية، وحصلت على ماجستير من الجامعة نفسها، وتعلمت هناك أن الإعلام الحقيقى هو ما يكشف الحقائق ويقدم الشىء المختلف وليس ما يرضى المجتمع فقط، بل ما يغير المفاهيم الخاطئة، كما أننى لو قدمت برنامجاً يحتوى فقط على حالات إنسانية فلن يحقق نسبة مشاهدة، والبرامج العالمية التى تقدم نفس الحالات مثل أوبرا وغيرها تستعرض أيضاً قضايا وموضوعات لافتة للنظر حتى تجذب المشاهد، ولو برنامجى حقق نسبة مشاهدة ضعيفة فبالتأكيد سيكون عائد التبرعات ضعيفاً.

■ لكننا مجتمع شرقى ولدينا محاذير وخطوط حمراء؟

أعلم جيدا ذلك، لكن هذا لا ينفى أن مصر بها كباريهات وفتيات ليل ورجل يرمى أبناءه فى الشارع ومشاكل وسلبيات كثيرة لا يتحدث عنها الإعلام حتى لا يغضب منه المجتمع، بينما أقدم من خلال برنامجى قضايا مهمة يدرك جيدا منها الخطأ والصحيح ومصير كل من يرتكب هذه الأخطاء بطريقة سلسلة وجديدة ومختلفة عن طريقة التليفزيون المصرى فى معالجة قضية مثل الشعوذة التى يستضيف خلالها شيخاً وطبيباً نفسياً لا يعرف شيئاً عن مضمون الحلقة، وفى النهاية تخرج من البرنامج دون معلومة واضحة.

■ وما الفرق بين برنامجك والبرامج الأخرى التى تقدم نفس المحتوى؟

أتمنى أن تعمل جميع البرامج بقلب لأن كل ذلك سيصب فى مصلحة المواطن الفقير، أما برنامجى فيعالج أضعاف ما نظهره على الشاشة، وكل ذلك موثق فى وزارة التضامن الاجتماعى، ونتلقى يومياً عشرات الحالات التى تحتاج إلى من يقف بجانبها ويساعدها. ما يهمنا أن نزيل الألم عن هؤلاء، وللعلم حياتى لم تكن سهلة.

■ كيف وأنت تخرجت فى الجامعة الأمريكية تعرضين لمثل هذه المعاناة؟

الفقر ليس هو المعاناة الوحيدة التى يتعرض لها الإنسان، لكن هناك أزمات كثيرة يتعرض لها ميسور الحال، منها مثلا الطلاق والتعرض للإهانات، وشعرت أننى سأكون سعيدة لو أسعدت الآخرين رغم أننى تعرضت لانتقادات كثيرة لكنى أحترم النقد الموضوعى الذى يخص ما أقدمه على الشاشة، وأعلم جيدا أن للنجاح ثمناً، لكن أن يتحول ذلك إلى المساس بالشرف والأخلاق وتشويه الصورة فهذا مرفوض تماماً، ومن كثرة الضغط فكرت فى الاعتزال.

■ لكنك تتعرضين إلى هجوم حاد طوال السنوات الماضية فلماذا فكرت فى الاعتزال الآن؟

تراكمات كثيرة، أولها ابنى الذى يبلغ من العمر 14 عاماً عندما يعود من المدرسة وأجده فى حالة غضب مما يقال عنى فهذا يؤثر فىّ جداً، لدرجة أنه مرة سألنى: لماذا لا أرد على هذه الاتهامات والتزم الصمت دائماً؟. فأكدت له أننى أثق فيما أقدمه ولا أهتم بما يقال، فاعترض وقال لى: إن الصمت يؤكد صحة الاتهامات، خاصة أننى لم أجر أى حوار صحفى طوال 5 سنوات ماضية، وجميع الحوارات المنشورة مفبركة، والغريب أن بعض الصحف تكتب اسمى فى أخبار ليس لى علاقة بها ونظرا لوجود تشابه بين اسمى واسم مذيعة أون تى فى، لذلك رفعت على إحدى الصحف 4 دعاوى قضائية، ولن أتهاون فى حقى أمام أى شخص، وأقسم بالله أننى لا أعمل من أجل تحقيق ربح مادى بل هدفى هو عمل الخير.

■ وهل تأثرت بالهجوم إلى هذه الدرجة رغم أنك تظهرين متماسكة دائما وترفضين الرد؟

لا أعلم، هذا جزاء ما أقدمه من خدمات يقابل بوابل من الهجوم والتجريح غير المبرر، فى حين أننى قمت بدور وزارة الصحة عقب الثورة لدرجة أن مؤسسات خيرية طلبت منى أن أقدم لها مساعدات! ورغم خدماتى التى قدمتها على مدار 10 سنوات إلا أننى لم أفكر أن أستثمرها فى الترشح لمنصب فى نقابة أو مجلس الشعب، ولن أفعل ذلك مستقبلا، وفى النهاية لا أجد تفسيرا لكل هذا الهجوم، هل لأنى الأكثر نجاحاً من مذيعات أخريات؟ هل هن لا يخطئن وأنا الإعلامية الوحيدة التى تقع فى الخطأ؟ لكن بعد كل هذا الهجوم من الصحف الصفراء تحدثت مع إدارة قناة النهار وأكدوا لى أن كل الهجوم ناتج عن النجاح الذى حققه البرنامج، لذلك قررنا العودة بحلقات أكثر سخونة مثل زنى المحارم والشذوذ الجنسى وغيرهما، لكن بطرق علمية بعيدة عن السطحية التى تناولها خالد يوسف فى أفلامه، خاصة أنهم مرضى ويحتاجون إلى علاج نفسى.

■ لكن هذه الحلقات قد تتسبب فى مشاكل كثيرة؟

رسالتى هدفها الخير، ولا يصح إلا الصحيح، ولن أضع رأسى فى الطين، ومحكمة الأسرة بها مئات الحالات المتعلقة بزنى المحارم، وسوف أناقش جميع الظواهر السلبية فى المجتمع بما فيها شذوذ البنات.

■ الحلقة الخاصة بفتيات الليل أثارت جدلاً شديداً خاصة بعد تصويرك واقعة القبض على فتيات فى شقة دعارة؟ واتهامك بخدش الحياء؟

سوف أجيبك بسؤال: هل دخلت الشقة وغرف النوم حتى أخدش حياء أى شخص؟ وهدفى من تصوير مداهمة الشرطة لشقة دعارة هو تحذير الفتيات من الوقوع فى الرذيلة، وأن ما شاهدنه آخره «الحبس والفضيحة»، خاصة أن معظمهن لا يتخيلن هذه اللحظة، لكنى لو تناولت القضية بطريقة استضافة ثلاث فتيات والحديث معهن عن سبب انحرافهن لكنت واجهت هجوما شرسا واتهمونى بأننى دفعت لهن أجورا بغرض إظهارهن على الشاشة، ودليل نجاح الحلقة فى تحقيق أهدافها كان باتصال هاتفى تلقيته من ضباط شرطة فى الإسكندرية أكدوا لى أن جميع الشقق المراقبة والمبلغ عنها قد طُهّرت ولا يوجد بها أى فتيات، وبهذا وصلت لهدفى.

■ قدمت حلقة أثارت الجدل أيضاً ناقشت خلالها الدجل والشعوذة واستعرضت حالات أمام الكاميرا؟

قدمت هذه الحالة عن طريق الصدفة، عندما شاهدت حالة تنزف دماً من عينيها، واعتقدنا أنها مصابة بورم فى قاع العين، وبعد أن كشف عليها الطبيب المعالج أكد أنها سليمة، وعندما تعمقنا فى قصتها تبين لنا أنها كانت تختفى فجأة على حد قول جيرانها، وذلك جعلنى أتاكد أن هناك حالات كثيرة مماثلة ذهبوا للطبيب النفسى لكن دون جدوى فلجأوا للمشعوذين والدجالين ووقعوا فى فخ النصب، لذلك قررنا اقتحام هذه المنطقة الشائكة، واستعنا بشيخ متخصص فى الرقية الشرعية، وبعدها تقربت هذه الحالة إلى الله وأصبحت تصلى وتقيم الليل وشفيت تماماً.

■ لكنك واجهت اتهاما بأن هذه الفتاة حصلت على مقابل مادى مقابل ظهورها على الشاشة والتمثيل بأنها مريضة؟

وهل توجد فتاة تضحى بسمعتها وهى فى مقتبل عمرها نظير مبلغ مادى، لكنها وافقت على الظهور معنا، بحثا عن حل لمشكلتها التى استغرقت أكثر من عامين كاملين.

■ ولماذا ظهرت على الشاشة دون طمس معالم وجهها؟

أولا هى أرادت ذلك، ثانيا كيف نظهر الدم الذى يتساقط من عينيها لو طمسنا معالم وجهها، فهذا بالتأكيد سوف يفقد البرنامج مصداقيته.

■ وهل تقديم مثل هذه النوعية من البرامج أمر سهل؟

بالعكس، أنا أصبت بأزمة نفسية لدرجة أننى أتردد على طبيب نفسى من كثرة الشكاوى التى استمع اليها يوميا، فمنذ أن أستيقظ صباحاً وأنا أتلقى اتصالات جميعها يتعلق بمصائب وأزمات لأشخاص نتولى علاجهم.