"محاكمة القرن" ليست حدثا قانونيا. فمبارك ليس أي متهم، ومصر الثورة ليست أي بلد. لذا فهناك ظلال سياسية وتاريخية كثيفة تجعل المحاكمة واحدا من أهم أحداث الثورة المصرية. ولئن كان مبارك يحاكم جنائيا بقوانين وفي محاكمة نشأت في عهده هو بالذات، إلا أن التاريخ سيكتب أن تلك المحاكمة كانت معركة سياسية فرضتها الثورة وحاولت السلطة القائمة المراوغة حولها ودخل القضاء العادي طرفا فيها. هنا سنحاول أن نتتبع جوانب من المحاكمة وسياقها ورجالها. فهل هي معركة سياسية أم قانونية؟ ومن هم الرجال الأساسيون الذين برزوا في المحاكمة؟ وما هو حكم التاريخ على مبارك؟ وكيف تعاملت مصر مع حكامها على مدى مائتي عام؟
محاكمة مبارك بين السياسة والقانون
المزيد..
من «المنصة إلى الميدان».. عصر مبارك في الميزان
المزيد...
قصة مصر الحديثة مع حكامها
المزيد..:
محاكمة «آخر الفراعين».. تسلسل زمني ومسار قضائي
المزيد
أحمد رفعت: الامتحان الأخير
قد يخطو مبارك يوم السبت الثاني من يونيو المقبل خارج قاعة المحاكمة حرا، وقد يعود لقضاء فترة سجن أو حبس بالمركز الطبي العالمي أو بسجن طرة. لكن المستشار أحمد فهمي رفعت – الذي تتعلق به آمال أبناء الشعب المصري الثائر ليوقع الحكم على الرئيس المخلوع وولديه ووزير داخليته وكبار معاونيه –سيضع في كل الأحوال نقطة النهاية لتاريخه القضائي الطويل في اليوم نفسه.
من المستبعد أن يتولي القاضي، الذي بلغ عامه السبعين في السابع عشر من أكتوبر الماضي، أية قضايا أخرى لينظرها خلال الفترة المتبقية له في رئاسة الدائرة الخامسة لمحكمة جنايات جنوب القاهرة. هذا ما يجعل الحكم في قضية مبارك القصة الفاصلة في السيرة الذاتية للمستشار. وهو الأمر الذي حرصت وسائل الإعلام على تذكيره به بمجرد إحالة قضايا الفساد وقتل المتظاهرين وتبديد المال العام المتهم فيها مبارك وأبناؤه ورجال نظامه للنظر أمام دائرته في أغسطس الماضي فيما سُمي بـ«محاكمة القرن».
لكن القاضي الذي ينحدر من أصول سكندرية لعائلة من الطبقة الوسطى استبق الضغوط المتوقعة لوسائل الإعلام بتصريح أبرزته صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، قالت إنه يصدر به جميع حيثيات أحكامه. يقول القاضي الذي شهدت دائرته العديد من القضايا اللافتة لانتباه الرأي العام ووسائل الإعلام: «أنا أحكم من خلال الأسانيد والأوراق والبراهين...المزيد