إسرائيل تحيي أحزان أسر 91 شهيدا قررت تسليم رفاتهم بعد 9 سنوات من استشهادهم

كتب: محمد أبو الرب الخميس 31-05-2012 17:29

تكاد أم زيد حنني من بلدة «بيت فوريك» قضاء نابلس لا تنسى يوم استشهاد ابنها رغم مرور 9 سنوات على رحيله، عندما عاد إليها ملطخا بدمائه التي سالت بعد اشتباك مع قوات الاحتلال في منطقة مستوطنة «الحمراء» بالأغوار الشمالية الفلسطينية.

كان نبأ تسليم سلطات الاحتلال رفات 91 شهيدا إلى الجانب الفلسطيني، صباح الخميس، بعد احتجازهم في ما تسمى «مقابر الأرقام» الإسرائيلية، ومن ضمنهم حنني، بمثابة إحياء لجرح فقدان هؤلاء الشهداء لدى ذويهم.

وتقول والدة الشهيد حنني لـ «المصري اليوم» بعد أن امتلأت عينيها بالدموع: «شعرت عند سماع النبأ أنني فقدته لحظتها.. أعاد لي قرار إسرائيل ذكريات يوم استشهاده رغم أنني لم أنس أي شيء يخصه منذ 9 سنوات».

ورغم صغر سن حنني، الذي استشهد وعمره 16 عاما عام 2003، لم يمنعه ذلك من أداء واجبه في مقاومة الاحتلال. وتضيف والدته «هناك مشاعر من الحزن والفرح معا، أنا حزينه على فقدان زيد وبنفس الوقت سعيدة لأنني سأزور قبره، سيكون بجانبي وأقرأ الفاتحة على روحه وقتما شئت».

وتروي الحاجة أم زيد عن ابنها فتقول «كان يحلم بالشهادة منذ صغره ونال ما تمنى.. أصيب برصاص الاحتلال قبل استشهاده ونجا، وعندما طلبت منه أن يكف عن المقوامة، قال لي: لا أريد الإصابة.. أريد الاستشهاد برصاصة في صدري».

وتضيف «الحمد لله، نال ما تمنى، وكتب في وصيته لي ألا أبكي عليه عند استشهاده، وقال إنه أول ابن لها يتزوج بنيله الشهادة فيجب أن تفرح أمه».

بدوره، قال منسق الحملة الوطنية الفلسطينية لاسترداد جثامين الشهداء، سالم خلة، لـ «المصري اليوم» إن هؤلاء الشهداء الـ 91 تحتجزهم سلطات الاحتلال منذ سنوات، وكانت قبل هذه الدفعة تحتجز نحو 300 جثمان في المقابر نفسها، إذ كان كل قبر يحمل رقما للشهيد.

وأوضح «هناك جهود كبيرة تبذلها السلطة الفلسطينية من أطراف عربية ودولية لإنهاء هذا الملف وإعادة الجثامين إلى عائلاتها ليدفنوا وفق التقاليد والشريعة الإسلامية وبما يليق بتضحياتهم الكبيرة». وأضاف «غالبية هؤلاء الشهداء سقطوا منذ عام 2000، لكن هناك شهداء سقطوا منذ السبعينات ومن ضمنهم خلية تابعة لحركة فتح تضم 8 شهداء فيما تعرف بعملية سافوي».

وأشار خلة إلى أن هناك 79 شهيدا وصلوا إلى مدينة رام الله، صباح الخميس، نقل 12 منهم إلى قطاع غزة، ليقام للجثامين مهرجان وطني في مقر المقاطعة، يبدأ بصلاة الجنازة عليهم وكذلك الوداع العسكري بإطلاق 21 رصاصة تحية لأرواحهم.

وكشف خله عن بدء مفاوضات مع سلطات الاحتلال للإفراج عن دفعة ثانية تضم 60 شهيدا من المتوقع أن يفرج عنهم منتصف الشهر المقبل.

في غضون ذلك، حملت السلطة الوطنية الفلسطينية إسرائيل مسؤولية استشهاد الأسير زهير لبادة من محافظة نابلس شمال الضفة الغربية بعد 6 أيام فقط من الإفراج من سجون الاحتلال. وأكد وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطيني، عيسى قراقع، لـ «المصري اليوم» أن لبادة استشهد بعد خضوعه للعلاج في إحدى مستشفيات نابلس، بعد أن كان الاحتلال يرفض تقديم العلاج اللازم له أثناء اعتقاله. وأضاف «إسرائيل رفضت الإفراج عنه إلا بعد أن خشيت من استشهاده داخل السجن».