إعلام غربى: الرئيس الجديد لن يحظى بشرعية واسعة و«العسكرى» سيلعب دوراً كبيراً

كتب: فاطمة زيدان الأربعاء 30-05-2012 22:23

 

واصلت وسائل الإعلام الغربية متابعتها للمشهد المصرى فى أعقاب إعلان نتيجة المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية التى أهلت كلا من الدكتور محمد مرسى، مرشح حزب الحرية والعدالة، والفريق أحمد شفيق، آخر رئيس للوزراء فى عهد الرئيس السابق، لخوض جولة الإعادة.

قالت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية إن المأساة الحقيقية التى تظهرها الانتخابات الرئاسية فى مصر تتمثل فى تدمير القوى الثورية وغيرها من الرافضين لمرشح الإخوان ورئيس الوزراء الأسبق، لنفسها من خلال فشل التوحد حول مرشح واحد وانقسام 50% من الأصوات بين ثلاثة مرشحين.

وأشارت المجلة، فى تقرير كتبه مدير معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة «جورج واشنطن»، مارك لينش، إلى أن الانتخابات الديمقراطية غالبًا ما تفشل فى إنتاج ما هو مرغوب.

وشدد لينش على أنه لو أدركت القوى الثورية من قبل المنطق الاستراتيجى للانتخابات مبكراً وتوحدت حول مرشح واحد، لكانت البلاد قد تفادت هذا الجدل، مشيراً إلى أنه بغض النظر عن النتيجة التى يصعب توقعها، فإن احتمالات عدم الاستقرار مستمرة.

ورأى الكاتب أنه إذا فاز شفيق فقد ينتهى الأمر به ليكون رئيساً ضعيفاً، بقليل من الشرعية الشعبية وقليل من احترام المجلس العسكرى، الذى قد يبقى بالسلطة، فيما قد تشبه سياساته، على الأرجح، الوضع الانتقالى الراهن، الذى أنتج أداء اقتصاديًا ضعيفًا وعدم استقرار.

وعلى النقيض يرى لينش أن مرسى فرصته أفضل إذا كان مستعدًا وقادرًا على استخدام الرئاسة لمنافسة سلطة المجلس العسكرى، إلا أنه لا يزال يخيف الكثيرين خارج مدار الجماعة، وبينهم السلفيون الذين يكنون عداء متأصلاً وعميقًا تجاه منافسيهم الإسلاميين.

وأعرب لينش عن شكوكه فى تحرك مرسى نحو فرض الشريعة الإسلامية إذا فاز بالرئاسة، مرجعاً ذلك إلى أن جماعة الإخوان منظمة واقعية، وقد تحدثوا على مدار العام الماضى حول الحاجة الملحة لإعطاء الأولوية للإصلاح الاقتصادى.

وتوقع لينش ألا تسفر الجولة الثانية من الانتخابات عن رئيس ذى شرعية واسعة أو تفويض شعبى، مشيراً إلى أن الشكوك بشأن حياد الدولة، والتى تفاقمت بالتدخلات القضائية المتكررة بما فى ذلك استبعاد عدد من المرشحين، تمثل سحابة تدور حول شرعية التصويت.

من جانبها، قالت مجلة «تايم» الأمريكية إنه على الرغم من أن المصريين المعتدلين يواجهون الآن خياراً صعباً بين مرسى أو شفيق، إلا أنهم لن يتوحدوا أكثر مما كان عليه الحال فى الجولة الأولى من الانتخابات.

ورأت المجلة أن الأسبوعين المقبلين سيشهدان توتراً مع انطلاق جولة جديدة من الدعاية للإعادة، وسيتناقش المصريون حول مزايا وعيوب كل منهما.

وقالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية إن الانتخابات الرئاسية المصرية تعد بمثابة اختبار صعب للقيم المدنية، موضحة أن مرشحى جولة الإعادة بحاجة الى التفاوض مع الجماعات المؤيدة للديمقراطية فى البلاد، مشيرة إلى أن العملية ستعطى دفعة للربيع العربى الذى يمر «بشتاء حزين».

ورأت الصحيفة أن الخطأ الرئيسى الذى ارتكبه شباب الثورة هو فشلهم فى التوحد خلف مرشح مؤيد للديمقراطية خلال الجولة الاولى، وانتقدت ضعف قلة إقبال الناخبين على الإدلاء بأصواتهم.

وأضافت الصحيفة أن مرسى سيوفر نهجاً إسلامياً للحكم فى حال فوزه، فيما سيتخذ شفيق جانب الجيش فى قمع المعارضة والسيطرة على إجراء الانتخابات فى المستقبل.

ورأت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية، فى افتتاحيتها، أنه من المبكر القول إن الانتخابات الرئاسية أوفت بتعهدات ثورة 25 يناير، موضحة أن الحكم النهائى سيعتمد على كيفية اختيار الفائز لإدارة البلاد، وما إذا كان الجيش سيسمح له بالحكم.

واعتبرت الصحيفة أن وضع أى سيناريو لمستقبل مصر ينبغى أن يدرك أهمية المجلس الأعلى للقوات المسلحة، فأغلب الظن أنه سيصر على لعب دور كبير وليس فقط فيما يتعلق بسياسة الدفاع، بغض النظر عن نتيجة الانتخابات.

وتابعت الصحيفة قائلة إن عدم التيقن بشأن مستقبل البلاد لا ينتقص من حقيقة أن المصريين يمارسون الديمقراطية التى دعوا إليها قبل عام ونصف العام فى ميدان التحرير، وهذا إنجاز تاريخى.

وقالت شبكة «إن بى سى» الإخبارية، إن دعوات مقاطعة الجولة الثانية تستهدف نزع الشرعية عن العملية الانتخابية، علاوة على أنه بالامتناع عن التصويت يمكن للمواطن رفض منح المرشح الفائز تفويضاً قوياً بالحكم.

وأضافت الشبكة أنه على الرغم من أن كل الآراء والتحليلات تشير إلى هذا السيناريو الأسوأ الذى يجعل المصريين يختارون بين العودة إلى النظام القديم أو حكم الإسلاميين، فإن النتيجة يمكن أن تؤدى إلى مرحلة من الحل الوسط وبناء التحالفات وتقاسم السلطة.

وفى الصحف البريطانية، قالت صحيفة «إندبندنت»، فى افتتاحيتها، إن نتائج المرحلة الأولى كانت شديدة الإيجابية من ناحية، وشديدة السلبية من ناحية أخرى، موضحة أنها كانت إيجابية لأنها تدل على أن أكبر دول الربيع العربى قد احتضنت الديقراطية بنجاح، فبعد 16 شهراً من الإطاحة بمبارك، انتخبت مصر مجلس الشعب وتتطلع لانتخاب الرئيس.

وتابعت الصحيفة: «أما الناحية السلبية فتتمثل فى الاختيار الذى أفرزته الجولة الأولى من التصويت، فعندما نزل الشباب إلى التحرير فى يناير 2011، كانت هناك روح من التفاؤل والحماس الهائل، لكن ما يؤسف له هو الطريقة التى تلاشى بها هذا الشباب المعتدل والعلمانى بشكل العام من المشهد». ومضت تقول: «القوى التى أحدثت الثورة انقسمت، وكانت النتيجة هى جعل الناخبين المصريين أمام نفس البدائل المستقطبة التى أدت إلى إشعال الثورة فى المقام الأول».

ورأت الصحيفة أن ما قد يصبح العائق الأكبر هو الشعور بالاستياء وخيبة الأمل من قبل الناخبين الشباب، فعلى الرغم من الطوابير التى اصطفت أمام مراكز الاقتراع، إلا أن نسبة الإقبال فى الجولة الأولى كانت أقل من المتوقع، بما يمكن أن يثير تساؤلات بشأن مصداقية الرئيس الجديد، وإلى أى مدى سيكون قادرا على أداء مهام ولايته. وأضافت «مع اقتراب موعد الحكم على الرئيس مبارك الذى يعتقد أنه سيكون حكما متساهلا، وربما يثير مزيدا من الاضطراب، فإن الطريق ممهد لمزيد من الصراع».