قال الدكتور محمد مرسى، المرشح للرئاسة، إن زمن الرئيس الواحد انتهى ومضى عهد الشخصنة وزمن الفرد الواحد فى الرئاسة مؤكداً التزامه بوجود نواب له من خارج جماعة الإخوان المسلمين، حال فوزه بالرئاسة فضلاً عن مستشارين فى كل المجالات يمثلون جميع المصريين وسيكون لهم دور فى اتخاذ القرار.
وأضاف مرسى فى مؤتمر صحفى عقدته حملته الانتخابية صباح الثلاثاء، لعرض رؤيته للمرحلة المقبلة، أن الخطة الرئاسية سيضعها رجال الدولة ومستشارو الرئاسة، وسيسعى لمشاركة المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ خاصة الذين مثلوا الثورة ولم يكن لديهم رغبة فى سلطان أو جاه وحصلوا على تقييم جيد من الشعب المصرى على حد قوله.
وأوضح أن مرشحى الرئاسة الذين لم يوفقوا فى الجولة الأولى شرفاء يحبون وطنهم متمنياً أن تكون هناك حلقة تواصل بينه وبين جميع المرشحين الذين يريدون مصلحة مصر.
ونفى مرسى وجود صلة لحملته الانتخابية بحرق المقر الانتخابى للمرشح أحمد شفيق قائلاً: «الإخوان لم يقوموا يوماً بحرق أى مؤسسة أو المشاركة فى أعمال عنف ولا صلة لنا بالأحداث التى وقعت».
وأشار إلى حرصه على ضمان حق التظاهر والاعتصام، ورفضه العنف والاعتداء على الممتلكات العامة، مشيراً إلى أن دماء الشهداء وحقهم فى رقبته من خلال إعادة المحاكمات بأدلة قوية من أجل القصاص لهم.
وأعرب عن تقديره للشعب المصرى الذى خرج ليقول رأيه ويختار رئيسه بإرادة حرة وفى انتخابات نزيهة، مضيفاً أن الشعب قال كلمته فى الجولة الأولى، واختاره ليخوض جولة الإعادة مقدماً الشكر لكل من صوت له ومن لم يفعل وكل رؤساء الأحزاب المصرية والقوى السياسية على اختلاف توجهاتها وكل المصريين غير المنتمين إلى أى حزب سياسى.
وتطرق مرسى إلى خطته فى المرحلة المقبلة حال فوزه بالرئاسة قائلاً: سيكون للشباب والأقباط نسبة كبيرة فى مؤسسة الرئاسة ولا يجب أن يكون الحاكم وحده، لكن المصلحة العامة فوق كل اعتبار.
وأضاف: سأسعى جاهداً لوضع دستور يعبر عن جميع المصريين وكل من يرغب من الأحزاب الأخرى بخلاف الحرية والعدالة فى المشاركة فى الحكومة القادمة، فلا مانع أبداً لأنها ستكون حكومة ائتلافية وليس بالضرورة أن يكون رئيسها من حزب الحرية والعدالة بل سيكون مستقلاً أو شخصية وطنية ذات كفاءة.
وقال «مرسى»: لا أنكر أن لدينا أخطاء فى وضع الجمعية التأسيسية الماضية، ونواب كتلتنا البرلمانية من الحرية والعدالة يعيدون النظر فى تشكيل الجمعية، متعهداً بتقديم استقالته من حزب الحرية والعدالة، بمجرد وصوله للرئاسة، وأشار للاستقالة قائلاً: «استقالتى فى جيبى».
وتابع أن الدستور الجديد سيرضى كل الأطراف والقوى السياسية، مؤكداً أن المشكلة ستحل قريباً وسيكون هناك معايير واضحة متفق عليها بين كل نواب البرلمان.
وقال: «سأسعى جاهداً إلى تقليص المدة الزمنية لوضع الدستور»، مشدداً على أن الجمعية التأسيسة ستضم جميع الأحزاب وسيكون للحرية والعدالة أقل نسبة فيها لتحقيق التوافق الوطنى ولن تزيد على 50٪.
وجدد التزامه بتقديم الخدمات وتوفير الإمكانيات لرجال الشرطة والجيش المخلصين، قائلاً: «لن ينتقص حق واحد فى المستقبل»، مضيفاً أن صفة التخوين ليست من شيم الشرطة أو الجيش رغم كل التجاوزات التى حدثت.
وشدد على أن الأقباط فى مصر مثلهم مثل المسلمين ولا فارق بينهم، معلناً التزامه بوثيقة الأزهر الشريف لبناء دولة مصرية ديمقراطية حديثة وقال: كلنا وقعنا على وثيقة الأزهر التى تحمل المعايير والقواعد العامة ووثيقة التحالف الديمقراطى وهاتان الوثيقتان وافقنا عليهما وهما بالنسبة لى دلائل عمل العقد الاجتماعى للدستور.
وتعهد بمشاركة حقيقية للأقباط فى مؤسسة الرئاسة مع الشباب الذين يمثلون أكثر من ثلثى المصريين وأوضح أنه لا حاجة لوجود قانون الطوارئ.
وأشار إلى أن حقوق المرأة مثلها مثل الرجل ولديها الحق فى العمل والإنتاج فى القطاعين الخاص والعام، نافياً ما يتردد فى الشارع المصرى عن أنه سيجبر النساء على ارتداء الحجاب رغماً عنهن، قائلاً: هذه حقوقهن فمن تريد أن ترتدى الحجاب فلها الحرية ومن تريد أن ترتدى زياً معيناً فلها حرية الاختيار دون تدخل من أحد.
وقال مرسى «أنا فلاح تربيت وسط الفلاحين، وأعلم جيداً مدى معاناة الفلاحين، وأن لهم الحق فى العلاج والتعليم المجانى والقضاء على جميع مشاكلهم»، مضيفاً أن الضمان الاجتماعى سيكون 400 جنيه كحد أدنى.
ووعد بزيادة أموال المعاشات مؤكداً أن كل مصرى سيحصل على حقه دون المساس بحقوق الآخرين. موضحاً أن ذوى الاحتياجات الخاصة ستزيد نسبتهم فى قانون العمل إلى 10٪ متعهداً بعودة السياحة إلى طبيعتها بل تنشيطها وتقديم جميع أنواع الاستثمار.
وأشاد بدور الإعلام مؤكداً أنه لعب دوراً مهماً فى المرحلة الأولى من الانتخابات، ودعا كل وسائل الإعلام إلى الارتقاء بمستوى الحوار لمصلحة الوطن، مؤكداً أن الجميع يريد أن يعبر عن رأيه بحرية تامة ولكن بموضوعية مع الحرص على مستقبل مصر والمصلحة العامة وقال: «كل الشعب المصرى فى وعاء واحد».
وتابع «أكرر احترامى للإعلام ولكل صاحب فكر وأدعوه إلى الموضوعية والارتقاء بمستوى النقد ومن ينال منى أنا مسامحه، أنا مش عايز حد يضلل الرأى العام، لأن الإعلام له ميثاق شرف وقانون يحكمه فمن يخطئ القانون يحاسبه».