صحف أجنبية: نتيجة الإعادة ستكون «مريرة» للثورة والثوار

كتب: فاطمة زيدان الإثنين 28-05-2012 18:48

واصلت الصحف الأمريكية والبريطانية متابعتها للمشهد السياسى المصرى فى أعقاب إجراء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وتحت عنوان «خطوات مصر الثابتة نحو الديمقراطية» قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إنه وفقاً للنتائج الأولية فإن نتيجة جولة الإعادة بين الدكتور محمد مرسى والفريق أحمد شفيق ستكون مريرة لمعظم الذين نظموا وقادوا ثورة 25 يناير ضد الحكم المستبد للرئيس السابق حسنى مبارك.

وأضافت الصحيفة، فى افتتاحيتها، الاثنين، أنه إذا تأكدت الإعادة بين مرسى وشفيق فإن الاختيار بينهما لن يكون سعيداً للمصريين، موضحة أن فوز أى منهما يشكل خطراً على تصاعد الصراعات والفوضى التى عانت منها البلاد على مدى الـ15 شهراً الماضية.

وتابعت: «ولكن على الرغم من ذلك فإنه لا ينبغى أن تقلل هذه النتيجة المؤسفة من أهمية ما حدث فى الأسبوع الماضى، فالانتخابات كانت الأكثر حرية وعدلاً فى التاريخ المصرى، ورغم شكاوى الخاسرين فإنه لا يوجد دليل على عمليات تزوير كبيرة».

وأوضحت الصحيفة أن نتائج الانتخابات أظهرت أن مصر منقسمة بين الإسلاميين والنظام السابق، المدعوم من الجيش، مشيرة إلى أنه من شأن فوز مرسى فى الجولة الثانية منح الإسلاميين السيطرة على الرئاسة والبرلمان على حد سواء، أما شفيق فهو أكثر بعثاً على القلق حيث يسعى لاستعادة الحكم الاستبدادى السابق، بدعم من المؤسسة العسكرية.

وطالبت الصحيفة الرئيس الأمريكى باراك أوباما بضرورة حث المجلس العسكرى على إجراء جولة الإعادة بشكل نزيه والسماح للفائز بتولى منصبه، فضلاً عن تحديد صلاحيات هذا الرئيس والضوابط والتوازنات الضرورية للتأكد من عدم منحه سلطة مطلقة، مشيرة إلى أنه إذا تم ذلك فإن الرئيس المنتخب، حتى لو كان سيئاً، سيكون قادراً على قيادة البلاد والمنطقة، إلى حقبة ديمقراطية جديدة.

من جانبها، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن شفيق يعتمد فى خوضه لجولة الإعادة على مخاوف النخبة المصرية، مشيرة إلى أنه يأمل فى الفوز، مما يجعله أول رئيس منتخب بشكل حر فى مصر، فضلاً عن تمكنه من تهيئة البلاد لمستقبل ما بعد مبارك.

ورأت الصحيفة أن جولة الإعادة بين مرسى وشفيق تعد بمثابة عودة للصراع المستمر فى السياسة المصرية منذ 6 عقود، بين العلمانيين السلطويين والإسلاميين الذين يعدون بتجربة جديدة فى مجال الديمقراطية الدينية.

وأوضحت أن محاولة شفيق للفوز بالرئاسة تدور حول المخاوف من استيلاء الإسلاميين على السلطة من جهة، وانعدام سيادة القانون من جهة أخرى، مشيرة إلى أن هذه المخاوف هى السبب وراء تماسك التحالف العلمانى الذى ينتمى له شفيق مع نخبة من رجال الأعمال والضباط العسكريين السابقين، فضلاً عن المسيحيين الذين يشعرون بالقلق من الانتصارات الانتخابية للإسلاميين.

وقالت الصحيفة إن شفيق تعهد باستخدام القوة الوحشية والإعدامات لاستعادة الأمن فى غضون شهر من توليه الرئاسة، فضلاً عن سخريته من البرلمان الذى يهيمن عليه الإسلاميون.

وأشارت إلى أنه فى الجولة الثانية، سيسعى شفيق لارتداء عباءة الثورة، وذلك على الرغم من أنه لا يجد غضاضة فى القول إنه يتخذ من الرئيس السابق حسنى مبارك مثلاً أعلى له فى التفرقة بين مشاعره الشخصية والقرارات التى يتخذها.

ومضت تقول «قبول شفيق منصب آخر رئيس وزراء فى عهد مبارك كان محاولة منه لاسترضاء الجيش والحرس القديم، وليس المتظاهرين»، وأضافت أنه «كان معروفاً بقبضته الحديدية أثناء شغله منصب وزير الطيران المدنى، وخصوصاً بالنسبة لمطالب العمال».

وفى صحيفة «جارديان» البريطانية، كتب ناثان براون، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج تاون الأمريكية، خبير شؤون الحركات الإسلامية فى مؤسسة «كارنيجى»، مقالاً عن تداعيات فوز الإخوان المحتمل بالرئاسة، قائلاً إن هذا الأمر سيكون له صدى خارج البلاد.

وأضاف «براون» أنه لو كانت انتخابات الإعادة نزيهة، فإن مرسى سيهزم شفيق، ولو حدث هذا، فإن أغلب المؤسسات الديمقراطية فى مصر «البرلمان والرئاسة» سيكون فى يد الإسلاميين، فى حين أن الإشراف الكامل على الأجهزة الأمنية والجيش سيكون خارج نطاق أيديهم فى الوقت الحاضر.

ورأى براون أن مصير الثورة المصرية سيكون له تأثير هائل على المنطقة، فمن الواضح أن الإسلاميين يراقبون الإخوان فى مصر عن كثب، مشيراً إلى أن الانتقال المترنح فى مصر قد فتح الأبواب أمام تحول ديمقراطى لكنه بالكاد مضمون، وما سيفعله الإخوان ورد فعل الأطراف الأخرى عليه سيحدد ما إذا كانت الثورة المصرية ستصبح تحولاً ديمقراطياً أم ستتجه نحو مزيد من عدم الاستقرار والاستبداد من جديد.

وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية إن الثوريين العلمانيين الذين أصيبوا بالإحباط وخيبة الأمل بسبب نتائج الانتخابات، أمامهم فرصة كبيرة ليصبحوا صانعى الملوك، مع اتجاه الانتخابات نحو جولة إعادة بين مرشح إسلامى وآخر كان عضوًا بالنظام السابق، حيث بإمكانهم الآن أن يلعبوا دورًا بارزًا ونفوذًا أكبر فى الواقع السياسى فى مصر مع محاولات كل من أحمد شفيق وجماعة الإخوان الاتفاق معهم.