سوريون تحت الحصار: نقل الصراع المذهبي إلى لبنان «أكذوبة مضحكة»

كتب: أسامة شاهين الإثنين 28-05-2012 16:03

لطالما كانت سوريا الحاضن الكبير للبنان جغرافيًا واجتماعيًا إلى أن خرجت قواتها ودباباتها من سهل البقاع بعد ما يقارب 4 عقود من السيطرة باسم «قوات الردع العربية»، التي ذهبت لتخمد الفتنة.

اليوم ومع الثورة، تصور بعض المتابعين للتطورات في لبنان، ورغم هدوء الأوضاع نسبيا في مدينة طرابلس الشمالية، أن سوريا تعود من البوابة نفسها «مرتدية ثوب الانقلاب على عصر الأسد الابن».

ويتساءل الكثيرون داخل سوريا «هل يفعلها اللبنانيون وينضمون للثورة، مدفوعين باعتبارات غير محلية، ورغبات دول كبرى تريد أن يتحول الشرق الأوسط إلى معترك للصراع على سوريا بين قوى إقليمية كإيران وروسيا مقابل الغرب ممثلا في أمريكا وأوروبا».

هذا السؤال طرحته «المصري اليوم» على عدد من السياسيين والنشطاء في سوريا، فقال أبو معتصم (ناشط من مدينة دوما) إن النظام «حاول منذ البداية افتعال فتنة في الداخل، وعندما لم تحصل، سعت لنقلها إلى سوريا بعض الأطراف اللبنانية تساعدها في ذلك حركات كحزب الله وحركة أمل وتيار ميشيل عون، لكنني أطمئن الشعب العربي: الشعوب العربية لن تجرف في هذا الاقتتال الكريه».

من جانبه، قال (رضوان ق.) (من تنسيقيات الثورة السورية): «لن يكون جر اللبنانيين إلى الطائفية طوق نجاة للنظام، بل النار التي سيحترق بها، إن وقعت. نحن في الحروب التي خاضتها المقاومة مع إسرائيل احتضنا العائلات اللبنانية النازحة، وفتحنا لهم بيوتنا، فهل سيكون جزاؤنا القتل من إخوة لنا. ما تخطط له إيران والنظام السوري في جر المنطقة العربية بما فيها الخليج إلى صراع مذهبي لن ينقذ النظام، ولن يجعل من إيران قوة وحيدة في المنطقة».

ولمعرفة رأي المواطن العادي، ضحك أغلب من التقتهم «المصري اليوم» من اتساع فكرة الطائفية لتشمل الأراضي اللبنانية، واتهموا نظام الأسد بترويجها لقتل الثورة باعتبارها مجرد انتفاضة مذهبية. وقال أبو خالد (بقال) « هذه كذبة بثينة شعبان (المستشارة الإعلامية للقصر الجمهوري) ولن يصدقها أحد في هذه البلاد. نحن نعيش هنا منذ الأزل من كل المذاهب والأديان على أساس واحد هو الوطن والتعايش».

أما (إبراهيم ي.) (صاحب محل مفروشات) فيقول: «السوريون واللبنانيون يعيشون منذ آلاف السنين على هذه الأرض الرائعة، والنظام وحده صاحب المصلحة في تحويل الثورة إلى صراع داخلي يخسر فيه الجميع لكنه سيكون أول الخاسرين».

وبدوره يقول (مدحت ر.) (مزارع) «تجاور أرضي أراضي قرية لبنانية غالبيتها من المسيحيين، ونسكن هنا ونعمل معا ونتقاسم الحصاد والقطاف، لم يخطر في بال أحدنا أننا سنواجه بعضنا البعض بالسلاح لأننا من أديان مختلفة. القصة عكس ما يروج لها البعض، نحن في كل الأعياد الدينية نبارك ونهنئ بعضنا، ونسهر في الصيف في بستان واحد منا، هذه مجرد كذبة لتدمير سوريا ولبنان».

الشارع السوري ليس متشائما، وعلى العكس يرى في محاولة النظام نقل المعركة إلى لبنان مجرد محاولة يائسة بعد أن فشل في الداخل، وإقدامه على التفكير العملي بها يأتي كخطوة ثانية في سلسلة انهياراته، ولم يبق أمامه سوى افتعال حرب إقليمية يعتقد أن فيها الخلاص، وستكون آخر محاولاته للهرب من محاسبة الشعب.