صحف فرنسية : شغب الجزائريين بفرنسا إعتراف بتبخر حلم تأهلهم للمونديال

كتب: أ.ش.أ الأحد 15-11-2009 14:16

أولت الصحف الفرنسية الصادرة صباح اليوم، اهتماماً كبيراً بفوز منتخب مصر على نظيره الجزائري بهدفين مقابل لاشى ء في المباراة التي أقيمت بينهما مساء أمس في استاد القاهرة الدولي في اطار تصفيات أفريقيا المؤهلة لمونديال 2010 بجنوب أفريقيا.

وشمل هذا الاهتمام كل ما يخص المباراة سواء فيما يتعلق بالنواحي الفنية، أو بخروج الجماهير المصرية إلى الشوارع للتعبير عن فرحتها الغامرة بالفوز الثمين، أو بمساندة علاء وجمال مبارك لمنتخب بلادهما في الاستاد ، وكذلك أعمال الشغب التي اندلعت في بعض المدن الفرنسية الكبرى عقب انتهاء المباراة وقامت بها الجالية الجزائرية الكبيرة التي تعيش في فرنسا.

واعتبرت بعض الصحف الفرنسية اندلاع  أعمال الشغب في بعض المدن الفرنسية الكبرى على أيدي الشباب الجزائري المقيم  في فرنسا ، بمثابة اعتراف ضمني بتبخر حلم منتخبهم في التأهل للمونديال بعد أن كان الجزائريون قاب قوسين أو أدنى من الحصول على بطاقة التأهل، لولا إصرار المصريين على إحراز هدف ثان في الثواني الأخيرة من الدقائق الست التي احتسبها الحكم الجنوب أفريقي وقتا بدلا من الضائع، أحرزه المهاجم «عماد متعب» بضربة رأس متقنة بعد أن تفنن الجزائريون في إضاعة الوقت الأصلي بادعاء الإصابة.
وذكرت صحيفة «لوفيجارو» أنه بمجرد أن انتهت المباراة بفوز المصريين بهدفين دون مقابل وتأجيل حسم التأهل إلى مباراة فاصلة بالسودان الأربعاء القادم، لنيل بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، اشتبكت مجموعات من الشباب الجزائري في شوارع عدد من المدن الفرنسية الكبرى مع قوات الأمن لاسيما في مدينتي «مرسيليا»، و«ليون» في رد فعل يعكس مدى حزنهم على نتيجة المباراة التي اعتبروها بمثابة انتهاء للحلم الجزائري بالتأهل للمونديال بعد غياب دام 24 عاماً عن العرس الكروي العالمي.

وأضافت الصحيفة أن الجزائريين في «مارسيليا» لم يجدوا للتعبير عن حزنهم لهزيمة منتخبهم أمام مصر أفضل من إشعال النيران في اليخوت الراسية في ميناء مارسيليا والقاء الحجارة والصواريخ النارية على قوات الأمن بعد أن نزل الهدف الثاني الذي أحرزه متعب في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع كالصاعقة على رؤوسهم بعد أن استعدوا للإحتفال بالتأهل رغم تأخرهم بهدف اعتماداً على فارق الأهداف الذي كان يصب في مصلحة الجزائر.
 
ومن جانبها ، أبرزت مجلة «لوبوان» الفرنسية مظاهر الفرحة التي عمت الشوارع المصرية عقب فوز مصر ونجاحها في الإبقاء على حظوطها للتأهل إلى مونديال 2010 بعد غياب دام 20 عاما عن نهائيات كأس العالم.

وأضافت الصحيفة أنه بمجرد أن انطلقت صافرة حكم المباراة معلنة فوز مصر بهدفين انطلقت آلاف السيارات فى مختلف المدن المصرية ابتهاجا بالفوز التاريخي الذي زاد من قيمته أنه تحقق في الثواني الأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع في وقت تهيأ فيه الجزائريون للإحتفال بالتأهل بعد غياب دام 24 عاما.

وأضافت المجلة أن هتافات المصريين "مصر .. مصر" زلزلت شوارع القاهرة مثلما زلزلت من قبل استاد القاهرة الذي تكدس فيه أكثر من 80 ألف متفرج ظلوا ينتظرون الفوز حتى الثواني الأخيرة من المباراة.

وأبرزت لوبوان التهنئة التي أرسلها الرئيس «حسني مبارك» للشعب المصري عقب الفوز الذي يحافظ على حظوظ الفراعنة في التأهل في حال الفوز بأي نتيجة في مباراة السودان بعد أن كان العبء ثقيلا في القاهرة حيث كان يتعين على المصريين الفوز بفارق هدفين على أقل تقدير للوصول للمباراة الفاصلة وبثلاثة أهداف للتأهل .

ونوهت المجلة بالتأييد الذي حظي المنتخب الوطني المصري من قبل علاء وجمال
مبارك، مؤكدة أن فرحة الرجلين الغامرة ظهرت بوضوح على شاشة التليفزيون بعد تسجيل الهدف الثانى القاتل. 

أما صحيفة «لوباريزيان» فقد تناولت  بالتفصيل تطورات أحداث العنف التي اندلعت في بعض المدن الفرنسية عقب إنتهاء المباراة على أيدي أبناء الجالية الجزائرية ، وذكرت الصحيفة أن قوات الأمن الفرنسية ألقت القبض عقب إنتهاء المباراة على 8 أشخاص في مدينة مارسيليا (جنوب فرنسا) بتهمة إلقاء الحجارة واتلاف الممتلكات وإشعال النيران في السيارات وصناديق القمامة .

وأبرزت الصحيفة إجراءات الأمن المشددة التي اتخذتها قوات الأمن لتأمين سلامة
القنصلية المصرية في مارسيليا، وتأمين سلامة عدد من مطاعم الكباب والشاورمة التي يمتلكها المصريون في مارسيليا المطلة على البحر المتوسط ،  وأشارت إلى أن
الإجراءات الأمنية الصارمة لم تمنع المشجعين المشاغبين من إتلاف واجهات بعض
المحال على رأسها محل ماكدونالدز القريب من ميناء مارسيليا .

وأشادت الصحيفة بأداء منتخب مصر، مؤكدة أن المصريين نجحوا في تحقيق المعجزة بالفوز بهدفين خاصة وأن صعوبة المهمة تكمن في العبء النفسي الملقى على عاتقهم فالجزائريون كان يكفيهم الفوز أو التعادل أو حتى الهزيمة بفارق هدف واحد للتأهل لمونديال جنوب افريقيا، في حين كان يتعين على المصريين الفوز بفارق هدفين على الأقل دون أن يصاب مرماهم بأي هدف للوصول إلى المبارة الفاصلة .