الصحف الأمريكية: نتائج الجولة الأولى تعكس الديمقراطية ولا تعبر عن «الثورية»

كتب: فاطمة زيدان الأحد 27-05-2012 03:34

واصلت الصحف الأمريكية اهتمامها بالتعليق على المؤشرات الأولية لنتائج انتخابات الرئاسة المصرية، مؤكدة أن النتائج تعد بمثابة «انتكاسة» لشباب الثورة، وأن الإعادة بين الدكتور محمد مرسى، مرشح حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، والفريق أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء فى نظام مبارك ستضع المصريين فى موقف صعب.

قالت مجلة «نيوزويك» إن المؤشرات الأولية لنتائج الانتخابات الرئاسية تشير إلى أن العملية ربما كانت ديمقراطية، لكنها بالتأكيد ليست ثورية، مشيرة إلى أنه أصبح شبه مؤكد أن جولة الإعادة ستكون بين مرسى، مرشح جماعة الإخوان المسلمين، التى وصفتها بأنها حركة المعارضة التقليدية الرئيسية فى البلاد، وشفيق، الرجل الأكثر ارتباطاً بنظام الرئيس السابق حسنى مبارك والمؤسسة العسكرية.

وأضافت المجلة أن عامل الشخصية والكاريزما ليس له علاقة بنتائج الجولة الأولى، موضحة أن كلا من شفيق ومرسى لا يملك كاريزما، إلا أن أغلبية الأصوات ذهبت إليهما باعتبارهما تابعين لمؤسسات معروفة: الجيش والإخوان.

من جانبها، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن إسرائيل تتابع بحذر وقلق ما ستنتج عنه الانتخابات المصرية ونتائجها على مستقبل العلاقات المصرية-الإسرائيلية، لكنها آثرت فى الوقت ذاته الصمت الحذر وعدم التعليق، خشية من أن يؤدى أى تدخل إسرائيلى فى هذا الأمر إلى نتائج عكسية.

وأضافت الصحيفة أن كلا من شفيق ومرسى، اللذين حصلا على أعلى الأصوات حتى الآن، تعهد باحترام معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، لكنهما اختلفا كثيراً فى نهجهما حيال هذا الشأن، ولاسيما فيما يتعلق بالفلسطينيين.

وقالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» إن جولة الإعادة ستكون بين الإسلام السياسى والعلمانية التى شكلت دولة مبارك البوليسية، مضيفة أن النتيجة تكشف عن أن دعائم الماضى لا تزال قوية، وتتصادم حول مستقبل البلاد، فمرسى يمثل المثل الإسلامية العليا للإخوان، التى كانت على مدى عقود المعارضة الأقوى للنظام القديم، فى حين أن شفيق تجسيد واضح لعهد مبارك.

وأشارت إلى أن النتائج الأولية بمثابة «انتكاسة» للناشطين الليبراليين والعلمانيين، الذين قادوا ثورة 25 يناير، الذين فشلوا فى التعبير عن رؤية لتعبئة البلاد لقيادة جديدة.

وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن وصول مرشح الجماعة إلى جولة الإعادة أمام آخر رئيس وزراء فى نظام مبارك، يضع الناخب المصرى فى موقف صعب؛ وذلك لأن فوز مرسى بالرئاسة يعنى استئثار الجماعة الإسلامية بالسلطة فى البلاد وهو ما يزيد تخوفات العديد من الفصائل السياسية فى مصر من دولة تحكمها الشريعة الإسلامية.

وأكدت الصحيفة أن أمريكا تولى اهتماماً خاصاً بانتخابات الرئاسة المصرية بسبب معاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل وأهميتها على صعيد الاستقرار الإقليمى، حيث كان مسؤولون أمريكيون قد طلبوا ضمانات من جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من الجماعات السياسية الصاعدة قائلين إن استمرار المعونة العسكرية الأمريكية لمصر رهن باحترام المعاهدة.