وسط ترقب واهتمام غير مسبوق، يعقد مجلس إدارة نادى الزمالك «السبت» اجتماعاً عاصفاً لتحديد مصير حسن شحاتة، المدير الفنى المستقيل، من العودة لقيادة الفريق الكروى الأول، أو قبول استقالته بشكل نهائى والبحث عن بديل، ويسود انقسام داخل المجلس، ويتربص بعض الأعضاء برئيس النادى ممدوح عباس، الذى تحدى رغبة الأغلبية، وقام بتجميد قرار قبول الاستقالة فى اجتماع «السبت» الماضى، وطلب إعادة التصويت مجدداً على القرار.
واعتبر أعضاء المجلس الذين صوتوا بقبول الاستقالة تصرف «عباس» إهانة لهم لعدم احترامه رأى الأغلبية، وتصويرهم أمام الرأى العام على أنهم مجرد ديكور، وأنه صاحب القرار الأول والأخير.
واضطر رؤوف جاسر، عضو المجلس، إلى قطع إجازته فى الساحل الشمالى والعودة إلى القاهرة، الجمعة، للتنسيق مع زملائه للثبات على موقفهم، ورهن الموافقة على عودة «شحاتة» بتقديمه خطاباً للمجلس يفيد بالتراجع رسمياً عن الاستقالة.
وعلمت «المصرى اليوم» أن «عباس» قام عقب عودته، الجمعة ، من إنجلترا بتكثيف اتصالاته مع المقربين من المجلس لمواجهة أحد السيناريوهين المتوقعين، الأول هو نجاحه فى إقناع «شحاتة» خلال الاجتماع الذى سيجمعهما معاً قبل الاجتماع الرسمى بالعدول عن الاستقالة، ومن ثم انتهاء الأزمة، والسيناريو الثانى يتمثل فى عناد حسن شحاتة ورفضه التراجع عن الاستقالة، ورمى الكرة فى ملعب مجلس الإدارة بقبول أو رفض استقالته الأولى، وهو ما يتوجب على «عباس» حشد الأغلبية وإقناع روكسان حلمى بالانضمام إلى جبهته التى تضم صبرى سراج وهانى العتال، كما يسعى لإقناع الثنائى حازم إمام وعمرو الجناينى بمؤازرته لتحقيق الأغلبية، ويبحث مجلس الإدارة، خلال الجلسة أيضاً، العديد من الملفات الشائكة، فى مقدمتها أزمة المستحقات وتهديد اللاعبين بمقاطعة فترة الإعداد وبحث أزمة الثنائى المحترف موندومو ورزاق.
من جانبه، أعرب رؤوف جاسر عن أمله فى انتهاء الأزمة ودياً بتراجع «شحاتة» عن الاستقالة للحفاظ على الاستقرار فى ظل انقسام المجلس إلى جبهتين، وأكد تمسكه بموقفه الرافض لإعادة التصويت على قرار صدق عليه المجلس بالأغلبية، وقال «جاسر»: لا يوجد خلاف شخصى بينى وبين صبرى سراج، وإنما خلافات فى وجهات النظر، مشيراً إلى أن البعض أساء فهم تصريحاته، وأنه لم يكن يقصد أنه صاحب الفضل على «سراج» فى دخول النادى. يأتى ذلك فى الوقت الذى أكد فيه «سراج» التزامه الصمت حرصاً على استقرار النادى، واحترامه كل زملائه فى المجلس، معرباً عن أمله فى رأب الصدع.
وعن اتهام المجلس بإهدار المال العام والتفريط فى أحمد حسام «ميدو» دون مقابل، قال: «ميدو» ابن النادى، وحرصاً على العلاقة بين الطرفين فإن المجلس وافق على رحيله، وتوجيه خطاب شكر له فى ظل رفض المدير الفنى استمراره.
من جانبه، رفض أحمد حسام «ميدو» فكرة التخلى عن باقى مستحقاته نظير الاستغناء عنه دون مقابل، وأكد تمسكه بحقوقه، خاصة أن الاستغناء عنه تم بطريقة لا تليق بتاريخه. فيما أكد حسام وصفى، والد اللاعب، أن نجله سيعلن اليوم «السبت» عن وجهته المقبلة، وأن النادى الجديد سيكون مفاجأة للجميع، كان «ميدو» قد أعلن فى وقت سابق عن تلقيه ثلاثة عروض من أندية بلاكبيرن ونيوكاسل وويستهام الإنجليزيين.
من جهة أخرى، أكد سمير عبدالتواب، وكيل شيكابالا، أن اللاعب طالبه باتخاذ خطوات إجرائية، سواء على صعيد القضاء المصرى أو الشكوى لـ«فيفا» ضد أى وكيل يتفاوض باسمه مع ناد آخر، حتى لو كان مفوضاً من قبل الزمالك، ما لم يوقع على التفويض وقال: كل ما ردده أحد الوكلاء عن تلقى اللاعب عروضاً إيطالية لا أساس له من الصحة، وكشف عن أن اللاعب بانتظار وصول عرض أوروبى خلال الفترة المقبلة للمفاضلة بينه وبين عروض خليجية أخرى. فى شأن آخر، أرسل مجلس إدارة النادى إنذاراً على يد محضر إلى «وكالة الأهرام للإعلان» يطالبها فيه بالحصول على 10 ملايين جنيه باقى مستحقاته عن عقد رعاية الفريق فى الموسم المنقضى والبالغ 25 مليون جنيه، حصل النادى منها على 15 مليون جنيه قبل إلغاء الدورى وتجميد نشاط الكرة، على خلفية مذبحة بورسعيد.
وأحال مدير وكالة الأهرام، الراعى الرسمى للفريق، الإنذار إلى إدارة الشؤون القانونية بالوكالة للرد عليه رسمياً.
وأكد هشام زايد، مدير التسويق بالوكالة، أن النادى ليس له مستحقات لدى الوكالة، وقال: إن إدارة الزمالك حصلت على 15 مليون جنيه من الوكالة نظير رعاية الفريق لمدة أقل من نصف موسم، وبالتالى فإنه حصل على أكثر من حقه. وقال: إن الوكالة وفقاً للوضع الحالى ستطالب الزمالك برد 3 ملايين جنيه، خصوصاً بعد هذا الإنذار، وتساءل: كيف يعقل أن يطالب مسؤولو النادى بباقى مستحقاتهم والوكالة لم تحقق أى استفادة من وراء رعايته، مشيراً إلى أن الوكالة عانت حتى تعاقدت مع شركة يورك كراعى رسمى، ومن قبلها الهلال والنجمة وما حدث من اعتراضات عليها.
وكشف «زايد» عن رفض الوكالة رعاية أو تنظيم معسكر إعداد الفريق خلال الشهر الجارى، مؤكداً أن مثل هذا المعسكر يحتاج ملايين لتنظيمه من إقامة وسفر ومباريات ودية، وقال: إن الوكالة لن تقدم على مثل هذا الأمر، خصوصاً أن العقد بين الطرفين يعتبر فى حكم المنتهى لحين تسوية وتوفيق الأوضاع بعد إلغاء الموسم، وفقاً للوائح والقوانين.
ويأتى رفض مسؤولى الوكالة تنظيم معسكر الفريق على خلفية تبنى بعض مسؤولى النادى تسوية مستحقات النادى لدى الوكالة عن طريق مساهمتهم فى معسكر إعداد الفريق كأحد الحلول لإنهاء الأزمة.
فى سياق متصل، عرضت إحدى شركات التسويق إقامة معسكر إعداد للفريق فى يونيو المقبل بسويسرا، وأكد مسؤول شركة التسويق - رفض ذكر اسمه - أن شركته ستتقدم بعرض رسمى لمجلس الإدارة تبعاً لما سيسفر عنه اجتماعهم السبت، وما إذا كان حسن شحاتة سيستمر مع الفريق أم سيرحل عنه.
من جانبه، أكد إسماعيل يوسف، المدرب العام للفريق، عدم وجود أى خلاف بين شقيقه إبراهيم يوسف، عضو المجلس، وحسن شحاتة، المدير الفنى، وقال: إنهما يرتبطان بعلاقة صداقة، فضلاً عن أنهما زميلا ملعب، وقال: أنا شخصياً ضحيت بمنصب الرجل الأول فى أحد أندية الدورى الممتاز من أجل «شحاتة» ونادى الزمالك، مؤكداً أنه وشقيقه و«شحاتة» أبناء النادى ويضعون مصلحته فوق أى اعتبار.