توالت ردود الفعل الدولية حول إجراء مصر أول انتخابات رئاسية حرة بعد ثورة 25 يناير بين 13 مرشحاً، وأشاد عدد من الدول بسير العملية التى وصفوها بـ«المذهلة»، مؤكدين أنها علامة مهمة على طريق الوصول إلى الحكم المدنى. وفى أول رد فعل إسرائيلى حول الانتخابات المصرية، قال وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك، فى تصريح لإذاعة جيش بلاده، إن جميع الاتفاقيات الدولية مع مصر، بما فيها اتفاقية السلام، يجب أن تستمر كما هى بعد انتخاب الرئيس الجديد.
وأضاف باراك أن إسرائيل تعتقد أن لهذه الانتخابات الرئاسية أهمية كبيرة لمصر ودول أخرى فى العالم، لافتًا إلى أن مصر ستواجه مشاكل اقتصادية كبيرة جداً وسيكون من الصعب مواجهتها والتعاطى معها من قبل أى رئيس سيقود البلاد فى المرحلة القادمة، دون أن تستمر الشركات الأجنبية الكبرى بالعمل فى البلاد، ودون أن تعمل قناة السويس والسياحة وغيرها.
وأعرب وزير الدفاع الإسرائيلى الأسبق، بنيامين بن إليعازر، عن قلقه تجاه مستقبل العلاقات مع مصر فى ظل انتخابات الرئاسة المصرية، وما سيعقبها من تغييرات على المشهد السياسى الذى سيلقى بظلاله ليس على مصر فحسب، وإنما على منطقة الشرق الأوسط بأكملها، على حد قوله. وأضاف بن إليعازر، فى مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلى، أن «حقبة جديدة ستبدأ فى مصر مع نهاية الانتخابات تختلف كليا عن الحقبة التى شاهدناها فى عهد مبارك وما أعقبها من تطور علاقات الشراكة مع النظام السابق، محذراً من تحول الفجر الجديد فى مصر إلى ظلام حالك لإسرائيل».
وفى ذات السياق، أكدت فرنسا أن الانتخابات الرئاسية تعد خطوة حاسمة فى عملية التحول السياسى فى مصر، وشدد برنار فاليرو، المتحدث الرسمى باسم الخارجية الفرنسية، على أهمية هذه الانتخابات التى تأتى فى إطار التحول السياسى الذى يلبى تطلعات الشعب المصرى، معرباً عن أمل بلاده فى نجاح العملية برمتها.
وقال وزير الخارجية الألمانية، جويدو فيسترفيلا إن «المصريين سيتمكنون لأول مرة فى تاريخ بلادهم من اختيار رئيسهم بطريقة ديمقراطية حقيقية، وهذا يعد بمثابة لحظة تاريخية وعلامة مهمة على طريق الوصول قريباً إلى نقل السلطة إلى أياد ذات شرعية ديمقراطية». وعلى المستوى العربى، أعلن وزير خارجية المملكة العربية السعودية، الأمير سعود الفيصل، ترحيب بلاده بأى رئيس يختاره الشعب، مؤكداً أن الانتخابات الرئاسية فى مصر أمر يخص شعبها، وأن السعودية ستتعامل مع أى رئيس يختاره الشعب كما سبق لها أن تعاملت مع كل جميع الرؤساء السابقين.
وأكد الشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة، سفير البحرين لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن مملكة البحرين ستعمل على تعزيز العلاقات مع الرئيس القادم لمصر، وستقف بجانب الرئيس الذى يأتى بمحض إرادة واختيار الشعب المصرى. واعتبر إسماعيل هنية، رئيس وزراء حكومة حماس فى غزة، أن نتائج انتخابات الرئاسة المصرية ستحدد مستقبل القضية الفلسطينية.
وقال هنية، فى بيان مقتضب وزعه مكتبه الإعلامى، إن «نتائج انتخابات الرئاسة المصرية ستحدد مسار ومستقبل القضية الفلسطينية وستؤسس لدور وموقع الأمة فى خارطة العالم».