«مصطفى»: «فقدت القدرة على متابعة اللى بيحصل» و«سعيد»: «عائلتى دفعت الثمن لكن كله يهون فى سبيل اليوم ده»

كتب: اخبار الخميس 24-05-2012 08:39

كان مصطفى أحمد متحمسا للمشاركة فى كل مظاهرة تحدث، حريصاً على المشاركة فى كل شىء يستطيع منه أن يعود بجزء من حق بلده من وجهة نظرة، الآن بعد كل صخب المظاهرات ومطاردات الأمن، ينام مصطفى بلا حراك على سرير فى حجرة صغيرة بمستشفى قصر العينى، يخيم عليها الحزن فقط. مصطفى حريص كل الحرص على ألا يفتح جهاز التليفزيون وألا يقترب منه أحد من قريب أو بعيد، وألا يدخل حجرته أى جريدة، ولا يحدثه أحد عما يحدث بالخارج.. أصيب مصطفى فى أحداث اعتصام مجلس الوزراء بطلق نارى فى العمود الفقرى، أدى إلى قطع فى الحبل الشوكى، ومنعه من الحركة تماما، حيث أصيب بشلل تام من صدره وحتى أصابع قدمه.

يقول مصطفى «أنا تعبان جدا، ومش عاوز حاجة، مش عاوز أعرف حاجة عن الدنيا، أنا ماعنديش قدرة أتحكم فى دخولى دورة المياه، حال بلد إيه اللى ممكن أهتم بيه؟ غير إنى شايف إنى دفعت تمن غالى أوى فى الأرض، وإن مفيش ولا حاجة حصلت، الدنيا كلها بايظة، وأنا مش قادر استنزف طاقتى فى ولا حاجة من اللى بيحصل بره، لا انتخابات ولا غيره، لا عاوز أعرف مين مرشح نفسه ولا مين هيكسب، ولا مين هيعمل إيه، ربنا يولى اللى يصلح وبس».

يعقب أحمد محمد «61 عاما» والد مصطفى: «إحنا كلنا سبنا البيت وقاعدين جنب الولد، ومانقدرش نسيبه ولا لحظة، أنا سبت شغلى وقعدت جنبه، وكنت عامله جمعية بخمسين ألف جنيه عشان أجوزه دلوقتى بصرفها على مرضه ورقدته، وعلى إخواته اللى مبقاش لهم حد يشتغل ويصرف عليهم، بعد مرضه وقعادى جانبه».

فى الطابق الأسفل من غرفة مصطفى التى يخيم عليها الحزن جاءت غرفة سعيد يحيى التى يملؤها الأمل، سعيد يبلغ من عمره 57 عاما، أصيب فى يوم جمعة الغضب بكسر فى ضلع ظهره واستؤصل جزء من الرئة، وظل يتلقى فى أدوية حتى أصيب بورم فى معدته، وهو الآن محجوز بالمستشفى لاستئصال المعدة.

يفتح سعيد شباك غرفته، ويفتح جهاز التليفزيون على إحدى القنوات الإخبارية، وبجانب سريره مصحف صغير، يقول سعيد من خلال ابتسامة عريضة «أنا مش هقدر أنزل انتخب بسبب حالتى الصحية، لكنى سعيد جدا عشان عندنا انتخابات بجد للمرة الأولى فى حياتنا، أنا عندى 3 بنات كلهم رايحين ينتخبوا، وهما التلاتة مبسوطين بالتمن اللى بيتهم دفعه عشان البلد دى تبقى حاجة كويسة، وعشان نوصل لليوم ده، فى سبيل اليوم ده مش مهم كل اللى حصل، ومش مهم إن شركتى وقفت عن العمل، ومش مهم إنى بعت عربيتى عشان أصرف على البيت، مش مهم».