مجدي عبد الرحيم: «أنا ماليش بطاقة وماعنديش صوت ومايفرقش معايا اللي هيمسك البلد»

كتب: نيرة الشريف الأربعاء 23-05-2012 07:34

بعيون غاضبة وملامح ثائرة ظل يصرخ فى وجه مشرف الجمعية التى حاولنا مقابلته فيها حينما أخبره أنه سيتحدث مع أحدهم قليلا: «يا أستاذ مش عاوز أتكلم مع حد أنا، هيفضلوا يسألونى عنى وعن البيت وعن الشارع وأنا مش عاوز أتكلم لأنى زهقت بقى». حاول المشرف أن يهدئه قائلا: «هيتكلموا معاك عن الانتخابات والرئاسة، دول جايين عشان يسمعوا رأيك بس»، وقتها نظر إلينا بنظرة ساخرة مستهزئة «رأيى أنا؟! وأنا مين هيهتم يعرف رأيى؟ ولا هيعوزوا أيه من كلامى؟ وبعدين أنا ماعنديش كلام أقوله لحد». ثم تحرك فى حركة سريعة غاضبة ليبتعد عن المكان الذى نجلس به، بعد أقل من خمس دقائق عاد لينظر إلينا بعين متفحصة قائلا: «عاوزينى أقول إيه؟ هتكلم معاكم بشرط أن يكون المشرف قاعد معانا».

هكذا كان رد فعل مجدى عبدالرحيم -19 سنة- حينما علم فقط أن أحدهم يود الحديث معه، مجدى وجد نفسه فى الشارع عندما كان عمره 10 سنوات، ليقضى طفولته ومراهقته وبدايات شبابه فى الشارع، ليصبح أحد«أطفال الشوارع» يبرر المشرف رد فعل مجدى هذا بقوله «الولاد اُستنزفوا تماما، تعبوا من المتاجرة بيهم وبتفاصيل حياتهم، اللى بتتذاع فى الجرايد والفضائيات، ومن الأبحاث اللى بيعملوها الطلبة الجامعيين عليهم وكأنهم فئران تجارب».

كان مجدى ينظر شارداً متحفزا فى الاتجاه الآخر بعيداً منّا، وحين بدأنا نسأله عن اسمه وأسباب تركه للمنزل ونزوله للشارع، نظر للمشرف غاضبا وقال: «فين رأيى اللى عاوزينه ده بقى؟ أهم عاوزينى أقول الكلام اللى كل الكلام عاوزانى أقوله». ثم نظر إلينا قائلا «أنا ماكانش حد بيضربنى ولا بيعذبنى فى البيت، أنا نزلت الشارع لأنى مبسوط فى قعدة الشارع، وبقالى 7 سنين عايش فى الشارع ومستريح».

سألنا مجدى عن الثورة التى حدثت فى البلد، ومدى تغييرها فى حياته ليبتسم هازئا ويقول «ثورة! الثورة ماعملتش أى حاجة فى حياتنا، يمكن تكون عملت للبلد، أو غيرت فى حياة ناس تانيين، لكن أحنا ماشيين حسب ما ترسى، ماحدش بيهتم بينا، ولا حد بيفكر فينا بجد، أى حد بيمثل قدام الناس إنه بيعمل عشاننا حاجة، فهو بيعملها عشان يستغلنا، مش بيعملها عشاننا بجد، المفروض أنتظر إيه يحصل معايا أو يتغير فى حياتى! ولا حاجه فى حياتى اتغيرت بعد الثورة عن قبلها، ولا حاجة هتتغير».

«أنا ماعنديش بطاقة، ومش هيبقى لىّ صوت انتخابى، وكمان مش فارقة معايا إن فلان يمسك البلد أو غيره، هيفرق إيه إذا كان كويس ولا وحش؟ إذا كان ده مش هيبص لنا ولا ده هيهتم بحالنا، حتى لو مسك البلد حد كويس هيبقى عنده أولويات تانية يهتم بيها، وإحنا مش هنكون ضمن الأولويات دى لأننا مش محسوبين أصلا».

«أدينا بنسمع كلام كل المرشحين، فى الندوات اللى بيعملوها فى الشارع، وكلهم بيقولوا كلام كويس، مش كويس لىّ ولا للى زيى، كويس للبلد يعنى، وأنا مافيش حاجة تربطنى بالبلد، ولا حاجة هتفرق معايا».