«سليمة»: بين طيات القوانين ضاعت آمال الانتخاب «كنت أتمنى أن يكون لي صوت انتخابي»

كتب: نيرة الشريف الأربعاء 23-05-2012 07:36

بعين حائرة وقفت لتتابع المؤتمر الجماهيرى الحاشد الذى عقده مرشح الرئاسة فى محافظتها، فرغم سنوات عمر سليمة السبعين لكنها أصرت على تكبد عناء النزول من بيتها البدوى فى صحراء مطروح إلى المدينة حتى تتابع المؤتمر فقط لتعرف ماذا سيقول الرجل، ربما تفهم من كلامه شيئا يجعلها تستوعب أى شىء من الحال الذى يسير عليه البلد، والتى لم تستطع أن تعرف عنه شيئا حيث لا تلفاز ولا أى وسيلة معرفة بمنزلها. كانت تشترى متطلبات منزلها من المدينة وحينما علمت بشأن المؤتمر الذى سيعقد مساء الخميس فقررت أن تنزل خصيصا لتتابع ما يحدث.

ربما لن تفرق كثيرا متابعة «سليمة» من عدمها، فهى لا صوت انتخابياً لها، وتكاد تصل قصتها مع الأوراق الرسمية إلى حد المأساة، فهى لم تتزوج، وتوفى والدها ووالدتها، وكان لها شقيقة واحدة توفيت أيضا دون أن يكون لها لا شهادة ميلاد ولا شهادة وفاة، ولا يوجد لها أعمام أشقاء لوالدها بشكل مباشر، وهو ما يمنعها رسميا من أن يكون لها حتى شهادة ميلاد رسمية، فقانونا لابد أن يستخرج لها شهادة الميلاد والدها أو عمها، وقد توفى والدها وليس لها أعمام أشقاء لوالدها، فكل السبل القانونية التى قد تمكنها من إثبات وجودها رسميا مسدودة تماما أمامها، فالقانون رغم سنوات عمرها السبعين مازال ينتظر أباها أو عمها حتى يستخرج لها ورق رسمى يثبت وجودها، ولا أمل لديها، لأن يصبح لها صوت انتخابى عما قريب، ومع ذلك فهى مازالت تحاول ولا تزال تتابع، وتحاول تكوين رأى فيما يحدث حولها، فهى ترى مجتمع مطروح مجتمعاً إسلامياً، وهو ما جعل المرشحين الإسلاميين هم الأكثر حرصا وجرأة على النزول لمحافظتها من وجهة نظرها».

فهى ترى أن «مطروح» من الحمام للسلوم متجهة للمرشح الإسلامى، وهو ما ظهر فى انتخابات مجلسى الشعب والشورى، حيث فاز الإسلاميون بأغلبية مقاعد المجلسين، فى القوائم وفى الفردى، كانت تتمنى «سليمة» أن يصبح لها صوت انتخابى حتى تشعر أنها قد أدت شيئا للبلد، لكنها تفعل ما تستطيع ولو بمجرد المتابعة.