بدأت النيابة فى استجواب المتهم حبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق، وواجهته بالاتهامات المنسوبة إليه على النحو التالى:
س: ما قولك فيما هو منسوب إليك؟
ج: محصلش، وأنا لا يمكن أخالف القانون بحكم وضعى الوظيفى أو أطلب من ضابط أن يقوم بتشغيل عساكر فى أعمال خاصة بأجر أو بدون أجر، واللى حصل أننى أمتلك أرضاً بطريق الواحات، وكان السور بتاعها ضعيف جداً، ولما عرف حسن عبدالحميد الموضوع ده عرض علىّ نجيب مقاول خاص، بحكم إن عائلته لها فى مجال أعمال المقاولات ويمكن أن يقوم هذا المقاول بإصلاح السور، فوافقته على هذا، وجاب المقاول علشان يصلح السور، وكان اسمه الحاج محمد، واللى كان بيصرفه كنت بحاسب عليه حسن عبدالحميد أول بأول، وده اللى حصل وبعد كده لقيت حسن عبدالحميد بيعرض علىّ إنه يعمل بداخل الأرض استراحة صغيرة غرفتين وصالة وحمام سباحة عن طريق المقاول نفسه، فوافقته ونبهت عليه إن أى مصاريف تحتاجها تبلغنى أول بأول، وبعد كده عرض علىّ وقالى إيه رأيك نبنى غرفتين للحرس بتوعى وغرفتين تانيين للخدم والمزارعين، فعمل بعض الإنشاءات التى تخدم هذه الأرض، وقال إنه هيكلف بها المقاول نفسه، وبرضه عرض علىّ إنه يعمل سور حوالين الأرض بتاعتى التانية اللى فى الحوض رقم 19 بالحزام الأخضر عن طريق المقاول نفسه، وبالفعل عمل سور وبعض الإنشاءات الأخرى، وأنا أفتكر إنى دفعت لحسن عبدالحميد مقابل الأعمال ديه فى حدود مبلغ مليون جنيه أو 950 ألف جنيه، وده طبعاً على فترات من سنة 2007 لغاية نهاية 2010، وأنا لما جيت على السجن قلت لازم أشوف المقاول له أى مستحقات ولا لأ، فطلبت حسن عبدالحميد فى التليفون وقلت له: المقاول له فلوس ولا لأ؟ فقال لى أيوه، وعرفت منه إن المقاول فاضل له حوالى ميت ألف جنيه.
س: ما صلتك بجمعيتى 6 أكتوبر الزراعية لاستصلاح وتعمير وتنمية الأراضى والوادى الأخضر للتنمية العقارية والزراعية.
ج: أنا كنت واخد من جمعية الوادى الأخضر أرض على طريق الواحات، وسجلتها بعد كده باسم شريف ابنى وكنت واخد من شركة 6 أكتوبر قطعتين أرض واحدة فى الحوض رقم 19 وواحدة ثانية فى الحوض رقم 1 بصفتى عضواً فى الجمعيتين.
س: متى تم ذلك التخصيص الذى أشرت إليه بأقوالك؟
ج: منذ أكتر من عشر سنوات قبل الوزارة.
س: ما المبالغ المالية المستحقة على تخصيص تلك الأراضى؟
ج: أنا مش متذكر حالياً.
س: هل قمت بسداد جميع الالتزامات المالية المستحقة عليك مقابل ذلك التخصيص.
ج: أيوه.
س: ما الغرض من تخصيص تلك الأراضى لك؟
ج: البناء والزراعة
س: هل تسلمت تلك الأراضى؟
ج: نعم.
س: هل ترددت على قطعتى الأرض آنفتى البيان حال تنفيذ تلك المبانى وإتمامها؟
ج: أيوه، أنا كنت باتردد أحياناً كل فترة يوم الجمعة وماكانش بيتواحد أى حد فى الأرض.
س: ما الفترة التى تم خلالها تلك الإنشاءات والزراعات؟
ج: مش متذكر بالضبط بس تقريباً من سنة 2007 حتى نهاية 2010، بس الشغل ماكانش يومياً على حسب ما كنت بفهم من حسن عبدالحميد.
س: من قام بتنفيذ تلك الأعمال؟
ج: المقاول اللى جايبه حسن عبدالحميد والعمال اللى المقاول بيجيبهم.
س: هل قمت بدفع أجور العاملين فى تلك الأراضى؟
ج: أيوه طبعاً.
س: كيف تم ذلك؟
ج: كان حسن عبدالحميد بياخد الفلوس منى كل فترة وهو اللى بيتولى التعامل مع المقاول.
س: وكم بلغت؟
ج: حوالى 950000 جنيه تسعمائة وخمسين ألف جنيه للأرضين: الواحات و19.
س: وهل من مستند يدل على ذلك؟
ج: الحقيقة هو ماكانش بيدينى ورق وأنا ماكنتش بسأل وكان فيه ثقة.
س: وما الذى يمثله ذلك المبلغ الذى أشرت إليه؟
ج: هو طبعاً يشمل التكاليف كلها من مواد بناء وأجور للعمال وزراعات نخيل وشجر الظل.
س: وهل قمت بسداد تكلفة نقل مواد البناء إلى قطعتى الأرض آنفتى البيان؟
ج: أنا مابتدخلش فى الموضوع ده والمقاول هو اللى كان بيوفر وسائل النقل، والمبالغ اللى حسن كان بيطلبها منى كان بياخدها وماكانش بيعمل لى كشف تفصيلى المقاول بيصرف إيه.
س: وهل معنى ذلك أن المبلغ المذكور يشمل جميع بنود البناء وأجور العمالة ومواد البناء والزراعات؟
ج: نعم.
س: وما بيانات ذلك المقاول؟
ج: أنا لا أتذكر إلا اسمه الحاج «محمد».
س: وهل التقيت بالمذكور؟
ج: أعتقد شفته مرة دون التحدث معه.
س: وكيف اتصل علمك بشأنه؟
ج: من خلال اللواء حسن عبدالحميد.
س: هل يدخل فى اختصاصات مساعد وزير الداخلية لقوات الأمن متابعة تنفيذ تلك الإنشاءات الخاصة بك؟
ج: لا، ولكن الحقيقة أن حسن عرض علىّ يعمل الأعمال ديه من خلال أحد المقاولين، ولم أعترض خاصة أن عائلة اللواء حسن عبدالحميد لهم فى مجال المقاولات، وبالتالى هو مش هيباشر العمل بنفسه وسيقتصر دوره أنه هيرشح المقاول وياخد الفلوس ويديها للمقاول وهذا ليس له علاقة باختصاصه الوظيفى.
س: مَن تحديداً من عائلة المذكور يعمل فى ذلك المجال؟
ج: معرفش.
س: ولم وقع اختيارك عليه إذن دون باقى مساعديك للقيام بذلك؟
ج: لأن هو اللى عرض.
س: وهل من ضمن أسباب اختيارك للمذكور تبعية الإدارة العامة لتدريب قوات الأمن له؟
ج: لا طبعاً.
س: متى تم مد خدمة «ذلك» سالف الذكر؟
ج: أنا مديت له مرتين عامى 2009 و2010 مثل غيره من السادة المساعدين الذين تنتهى مدة خدمتهم ببلوغهم سن الستين وهم كثيرون.
س: وهل تتوافق فترات ذلك المد مع فترات إنشاء تلك الأعمال بالأراضى المملوكة لك؟
ج: أيوه ولكن ليس للمد علاقة بأنه يرشح مقاول يقوم بإنجاز هذه الأعمال.
س: ألم يصل لعلمك استخدام مجندى وأفراد وسيارات الشرطة التابعة لقطاع تدريب قوات الأمن لإقامة وإتمام تلك الإنشاءات والزراعات؟
ج: لا، طبعاً أنا لو كنت أعلم ماكنتش حاسكت أبداً وإزاى هايكون فيه مجندين والمفروض فيه مقاول وعمالة هما اللى بيشتغلوا؟!
س: ما قولك إذن وقد قدم وشهد بالتحقيقات الشاهد يسرى زكى محجوب من صورة للتحقيق الصحفى المنشور بجريدة صوت الأمة الصادر فى 22/6/2009 إبان عملك وزيراً للداخلية، والذى أفاد باستغلال منصبك المذكور باستخدام مجندى وسيارات الشرطة فى بناء الأرض المملوكة لك بمدينة السادس من أكتوبر؟
ج: محصلش وأنا ماشفتش الخبر ده وأنا لو كنت عرفت بيه كنت حاسبت حسن عبدالحميد وحولته للتحقيق.
س: ما قولك وقد أقر المتهم حسن عبدالحميد بتحقيقات النيابة العامة وكتابة بمحضر تحريات هيئة الرقابة الإدارية بتكليفك إياه استخدام أفراد ومجندى الشرطة فى الأعمال محل التحقيقات وقد استخدمت كذلك سيارات الشرطة فى خدمة تلك الأعمال بالأراضى المملوكة لك آنفة البيان؟
ج: للأسف الشديد هو كاذب. وأنا عاوز أقول إن فيه حالات أنا كنت بحيل فيها ضباط لمخالفات مسلكية أو استغلال نفوذ للتحقيق فبالتالى كنت هاتكسف على دمى وارتكب مثل هذه المخالفات.
س: وبم تبرر إذن استخدام المجندين وأفراد الشرطة للقيام بتلك الأعمال؟
ج: أكيد حسن استغل موقعه علشان يستفيد هو من الفلوس اللى أنا بادفعها وبياخدها منى وأنا معرفش أصلاً إن فيه عساكر وعربيات للشرطة بتخدم هناك.