يمكن إيجاز تاريخ المنتخب البرتغالي في أربع كلمات: «نجوم عظام، لا ألقاب».
لكن في بطولة الأمم الأوروبية 2012، يتطلع كريستيانو رونالدو ورفاقه إلى «التوقف عن التسديد في القائم»، والتمكن أخيرا من إحراز أول الألقاب في البطولات الكبرى.
وابتعد المدير الفني للفريق باولو بنتو عن أي تواضع، وأطلق صرخة الحرب قبل قليل من انطلاق الحدث.
وأكد المدرب أن فريقه لن يرضى بالقليل في أوكرانيا وبولندا: «نريد أن نكون منافسين ومنظمين وأن نفوز في جميع المباريات، بصرف النظر عن المنافس».
قبل قليل من ذلك، كان كريستيانو رونالدو نفسه قد أعلن دون مواراة أن «هدف البرتغال الوحيد هو الفوز ببطولة الأمم الأوروبية 2012».
ومن الصعب تخيل أن بلد قدم للعالم نجوما مثل إيزيبيو وكريستيانو رونالدو ولويس فيجو وديكو وباولو فوتري وآخرين كثيرين، لم يتمكن حتى اليوم من الفوز ولو بكأس واحدة مهمة.
كان قريبا للغاية في «يورو 2004»، حيث أقيمت البطولة على أرضه، لكن انتهى به الأمر بخسارة مفاجئة في النهائي على يد اليونان بهدف، ليبكي مئات الآلاف من مواطنيه الذين كانوا قد بدأو احتفالات مبكرة.
وفي بطولات كأس العالم، كتب الصفحة الأنصع قبل (46) عاما الأسطورة إيزيبيو الملقب بـ«الفهد الأسود»، عندما قاد الفريق في مونديال إنجلترا 1966 إلى المركز الثالث.
وتحقق أداء مشابه، وإن كان بتألق أقل، في مونديال 2006 بألمانيا عندما قاد لويز فيليبي سكولاري البقية الباقية من الجيل الذهبي والمهارات الصاعدة مثل كريستيانو نحو المركز الرابع.
وإلى الآن، لم يحصد البرتغاليون ألقابا سوى على مستوى الأندية، ولا سيما بنفيكا وبورتو، أو مع منتخبات الشباب تحت (20) عاما المتألقة التي توجت باللقب العالمي مرتين عامي 1989 و1991.
ويعتقد كارلوس كيروش، المدرب الذي كان عليه ترك منصبه لبنتو في أكتوبر عام 2010، بعد سلسلة من النتائج السيئة وفضيحة (قام بسب أحد أعضاء الوكالة البرتغالية لمكافحة المنشطات خلال خضوع لاعبيه لاختبار)، أنه يعرف السبب وراء عدم وصول بلاده إلى القمة.
وأكد «كيروش» قبل مونديال جنوب أفريقيا 2010، البطولة التي ودعها الفريق من دور الـ16 على يد إسبانيا: «ليس لدينا احتياطي من اللاعبين»، القادرين على الحفاظ على نفس مستوى الأداء إذا ما أصيب النجوم.
في ذلك الحين، تعرض «كيروش» لانتقادات قاسية من وسائل الإعلام بسبب طريقته «المتحفظة» أكثر من اللازم، وقال معلق تليفزيوني غاضب: «إذا كنا جبناء فلن يمكننا الفوز»، في الوقت الذي كان فيه «كريستيانو» نفسه يهاجم مدربه.
ولا يغيب المنتخب البرتغالي عن المواعيد الكبرى للبطولة منذ عام 2000. وبطولة أوروبا المقبلة، التي وصل إليها بعد التفوق في الدور الفاصل على البوسنة 0/0 و6/2، ستكون البطولة الكبرى السابعة التي يتأهل إليها على التوالي.
ولم تتمكن من تحقيق نفس هذا الإنجاز سوى أربعة منتخبات أخرى جميعها من كبار القارة العجوز، وهي: فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا.
وإزاء التحدي الجديد الذي يقترب، يراهن الفريق في المقام الأول على كريستيانو الذي يتصدر نجوم الجيل الحالي من ناحية المشاركة الدولية (87 مباراة) أو الأهداف مع المنتخب (32) هدفا، وإن كان يبقى بعيدا عن الرقمين القياسيين المسجلين باسم «فيجو» (127 مباراة) و«باوليتا» (47 هدفا).
لكن هناك لاعبون آخرون على المستوى الدولي، يقتربون من تألقه مثل ناني وراؤول ميريليس وجواو موتينيو وفابيو كوينتراو وروي باتريسيو، الذي يزداد تألقا مع سبورتنج لشبونة كل يوم.
ولا يفتح الطريق الذي قطعته القرعة للبرتغال أي باب للتفاؤل، حيث يتعين على رجال «بنتو» استهلال المشوار أمام ألمانيا والدنمارك وهولندا.