.
وأحلام الليلة التي انتظرها روس لم تأتِ، تَبَدَّلت بأرقٍ مُستمر لليالٍ طويلة عَقب إطلاق الفيلم، وهو يتساءل عن السبب في تِلكَ الكارثة التي حَدثت: لم يُحقق الفيلم أكثر من 70 مليون دولار في أمريكا، ولم تتجاوز العائدات حول العالم 100 مليون أخرى، والنتيجة: أكبر فَشَل لفيلمٍ في تاريخ السينما، وأرقُ لم يَنتهِ إلا بمكالمة قَصيرة تلقاها روس من العضو المُنتدب لشركة ديزني «بوب إيجر»، يُخبره فيها أن «الجميع قد اتفقوا على ضرورة تقديمه لاستقالته»، عَلِم روس حينها أن كل شيء قد انتهى، وأن عَشر سنوات من النجاحات قضاها في الشركة لم تَحْمِه من ضَربة قاصِمَة كهذه، أغلق الهاتِف، ونَام.
أصدرت الشركة حينها بيانًا جرئيًا، توضَّح فيه أن خسائر الفيلم قد وصلت إلى 200 مليون دولار، وأن التفكير يتجه إلى بيع بعض الأسهم حتى لا تتأثر الإنتاجات المُتعاقد عليها، أو انتظار مُعْجَزَة قد تحدث مع عرض فيلم «المنتقمون» مَطلع مايو تَجعل تعويض رَقم ضخم كهذا مُمْكِنًا.
وأكبر المُتفائلين في الشركة، لم يكن يتوقع أثناء صياغة البيان، أن فيلم المُخرج جوس ويدون الذي سيجمع عدد من أهم الأبطال الخارقين في الكتب المُصوّرة لاستوديو مارفيل، سيكون قادرًا على أن يَجعل تِلك المُعجزة مُمكنة.
افتتح الفيلم عرضه في الولايات المُتحدة بجَلْبِ 81 مليون دولار ليلة عرضه الأولى في الرابع من مايو، قبل أن يُضيف 69 مليونًا أخرى في اليوم الثاني ، ثم 59 مليونًا في اليوم الثالث، ليُصبح أول فيلم في تاريخ السينما يجلب 200 مليون دولار في ثلاثة أيام عرض فقط، قبل أن يستمر على قمّة شباك التذاكر لأسبوعين متتاليين، ويصل إجمالي إيراداته هُناك لـ400 مليون دولار.
على المستوى العالمي لم يبتعد الأمر كثيرًا، افتتح الفيلم مَطْلع مايو، وتكفَّلت شُهرة شخصيات كـ«الرجل الحديدي»، «هالك»، «ثور»، «كابتن أمريكا»، في جَعلِ الفيلم يحتل قمة شبَّاك التذاكر في أغلب الدول التي عُرِضَ بها، ومن ضمنها مصر، لتكون النتيجة في النهاية أن يكون أسرع يَصِل إلى المليار دولار ، في عشرين يومًا فقط.
المسؤولون في ديزني استقبلوا هذا النجاح ببعض الدهشة، والكثير من الطمأنينة لبقاء أوضاع الشركة على حالها، فما خُسِر في أكبر فَشَل سينمائي في التاريخ، عُوَّض بعد ثلاثة أشهر فقط، بالنجاح الأضخم والأسرع، وكان القرار الوحيد الذي اتخذوه وهم يشاهدون الإيرادات القياسية للفيلم في العشرين يومًا السابقين، هو البدء في تحضيرِ الجزء الثاني منه.