قادها ذلك الرهان إلى المجد عام 2004، ومنذ ذلك الحين لم تتخل عنه.. تركيز كامل في الدفاع وتضامن واستغلال للأهداف القليلة التي تحرزها، تلك هي اليونان.
أتى ذلك النموذج بثماره كاملة خلال نحو عشرة أعوام قاد فيها الفريق المدرب الألماني أوتو ريهاجل، كانت نقطة التوهج فيها بطولة الأمم الأوروبية بالبرتغال عام 2004، هناك صنع اليونانيون واحدة من أكبر المفاجآت في عالم كرة القدم.
وأكسب اللقب الأوروبي «الملك أوتو» نوعا من التقديس في اليونان، لكن زمنه ولى عقب نهاية مونديال جنوب أفريقيا 2010، حيث سقط فريقه الذي كان يضم نجوما «عواجيز» في الدور الأول للبطولة.
ووقعت مهمة تجديد الفريق على كاهل البرتغالي فيرناندو مانويل سانتوس، الذي سبق له تدريب أندية آيك وباناثينايكوس وباوك في البلاد، ويمضي المدير الفني الذي جدد بالفعل تعاقده حتى 2014 في طريق الصواب للخروج من ظل ريهاجل، في كل الأحوال تأهلت اليونان دون هزيمة إلى بطولة الأمم الأوروبية في بولندا وأوكرانيا.
لكن التوازيات بين العهدين عديدة، بسبعة انتصارات وثلاثة تعادلات، أكد اليونانيون مرة أخرى عشقهم للحد الأدنى.. سجلوا (14) هدفا فحسب في عشر مباريات خلال التصفيات، لكنهم في المقابل لم يستقبلوا سوى خمسة أهداف.
كما يراهن سانتوس على الدفاع ويحتفظ بعدد من رجال «الحرس القديم» وأزمنة المجد، مثل القائد كاراجونيس وكاستورانيس وخاريستياس.
وعاد خاريستياس، الذي حمل وحده تقريبا بأهدافه في بطولة البرتغال اللقب لبلاده، إلى الفريق في التصفيات بعد أن قضى بعض الوقت بعيدا عنه.
لكن مهمة سانتوس تتمثل في ضخ دماء جديدة في الفريق، ليس فقط لزيارة بولندا وأوكرانيا، وإنما لما هو أبعد من ذلك.
ويرى اليونانيون بشرى طيبة في أن الفريق سيلعب مباراة الافتتاح أمام صاحب الأرض في وارسو، في إعادة للبداية التي استهل بها مشواره في 2004.
في المجموعة الأولى لا يوجد سوى روسيا تتفوق في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» على اليونان.. لكن بولندا وجمهورية التشيك تبدوان قادرتين على الاستمرار في البطولة، أيا ما كان المنافسين.
وحذر «سانتوس»: «إنها مجموعة مفتوحة تماما»، مضيفا: «ذلك يمثل سلاحا ذا حدين، لأن المرء يركز أحيانا بصورة أكبر أمام المنافسين الأكثر قوة».
ويؤمن قليلون بقدرة اليونان على صنع مفاجأة جديدة، وربما كان ذلك ما يخلق حماسا فاترا بين جماهير البلاد تجاه البطولة، لا سيما مع غرقهم في واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية التي تعرضت لها البلاد عبر تاريخها.
ففي الوقت الحالي يبدو اليونانيون أشد قلقا تجاه العجز والدين وخطط الإنقاذ المالي، أكثر مما يهتمون بالخطط والأهداف.. وربما أعادت لهم معجزة رياضية جديدة شيئا من السعادة.