يرى بعض المدربين أن اختيار عناصر المنتخب الوطني في أي دولة يشبه إلى حد كبير اختيار أثاث منزل جديد ثم وضع كل قطعة من هذا الأثاث في المكان الملائم لها لتؤدي الغرض منها بالتناسق والانسجام مع باقي القطع.
وقال المدرب إيريك هامرين، المدير الفني للمنتخب السويدي: «حتى تسنح الفرصة للعبور من المجموعة يجب أن نلعب بشكل جيد كفريق، وبعدها يأتي دور بعض اللاعبين الذين يستطيع كل منهم تقديم شيء إضافي في المباريات».
وينتظر هامرين وأنصار المنتخب السويدي هذا الشيء الإضافي من المهاجم المخضرم زلاتان إبراهيموفيتش أبرز لاعبي الفريق.
وكان إبراهيموفيتش، مهاجم ميلان الإيطالي، من اللاعبين المثيرين للجدل دائما، ولكن عبقريته وشخصيته الرائعة في الملعب يكون لها دور حاسم في مسيرة الفريق.
وقال إبراهيموفيتش: «تدور في رأسي صورتي وأنا أحمل كأس البطولة بين يدي، سنكافح من أجل الصعود لمنصة التتويج».
وجاء الفوز «3-1» على المنتخب الكرواتي، الذي يصعب الفوز عليه في عقر داره، خلال المباراة الودية في أواخر فبراير الماضي، ليعزز آمال المنتخب السويدي في إمكانية تفجير مفاجأة بيورو 2012، التي يخوض دورها الأول ضمن المجموعة الرابعة التي تضم معه منتخبات إنجلترا وفرنسا وأوكرانيا.
وقال هامرين، في تعليقه على منافسي فريقه في هذه المجموعة: «إنها مجموعة صعبة بشكل هائل».
وتولى هامرين، البالغ من العمر 55 عامًا، تدريب الفريق في عام 2009، ومنح شارة قيادة الفريق إلى إبراهيموفيتش، واستغل لقاء كرواتيا الودي في تجربة أسلوب جديد في اللعب بمنح الفرصة إلى إبراهيموفيتش للتراجع إلى وسط الملعب وإعداد اللعب خلف زميله يوهان إيلمندر.
وكانت طريقة اللعب مثمرة ورائعة حيث أظهر إبراهيموفيتش مهارة رائعة في التعامل مع الكرة وبناء هجمات الفريق، بعيدًا عن إجادته في هز الشباك والتي يظهرها بشكل قوي مع ميلان الإيطالي.
وسجل إبراهيموفيتش، صاحب الـ30 عامًا، في هذه المباراة هدفًا من ضربة جزاء وتعاون بشكل رائع مع إيلمندر ولاعبي خط الوسط.
ويقدم إيلمندر موسمًا رائعا مع جالطة سراي التركي، كما يشكل مع إبراهيموفيتش مفتاحًا رائعا في أداء المنتخب السويدي.
ورغم السجل الرائع للمنتخب السويدي في نهائيات كأس العالم ما زال الوصول للمربع الذهبي في يورو 1992 بالسويد هو أفضل إنجاز للفريق بالبطولة الأوروبية.
وبلغ المنتخب السويدي نهائيات البطولة خمس مرات في آخر ست بطولات ولكنه يسعى بقيادة المدرب هامرين في معادلة إنجاز 1992 على الأقل.
وقد يمنح مهاجم فينورد الهولندي جون جويديتي، البالغ من العمر 19 عامًا، بعض الطاقة إلى خط هجوم المنتخب السويدي، علمًا بأن المباراة أمام كرواتيا كانت الأولى له مع الفريق حيث شارك في وسط اللقاء ونال إشادة وتشجيعا هائلا من إبراهيموفيتش.
ويحظى هامرين ببعض البدائل الجيدة أيضا في خط الوسط الذي يضم لاعبين مثل أنديرس سفنسون، نجم إلفسبورج السويدي، كما يضم خط الوسط اللاعب كيم كالشتروم نجم ليون الفرنسي، والذي يتمتع بأداء رائع بقدمه اليسرى، وإلى جوارهما يتألق أيضا اللاعب سيباستيان لارسون، نجم سندرلاند الإنجليزي، والذي ترك بصمة واضحة في الفترة الماضية كما سجل اثنين من الأهداف الثلاثة للفريق في مرمى كرواتيا.
ويتركز قلق هامرين ومخاوفه في خط الدفاع باستثناء اللاعب المتألق أولوف ميلبرج، نجم أولمبياكوس اليوناني.
وينتظر أن يلعب بجوار ميلبرج اللاعب يوناس أولسون، مدافع ويست بروميتش ألبيون الإنجليزي، بعد استبعاد النجم المخضرم دانيال مايستروفيتش من حسابات الفريق في يورو 2012 بسبب الإصابة التي تعرض لها في الركبة قبل لقاء كرواتيا الودي.