بعدما سيطرت التوقعات الهائلة والمبالغ فيها على المنتخب الإنجليزي لكرة القدم قبل كل بطولة كبيرة يشارك فيها على مدار تاريخه الطويل، يبدو الوضع مختلفًا بشكل كبير قبل خوض الفريق لبطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة «يورو 2012» ببولندا وأوكرانيا.
ولم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يتعرض المنتخب الإنجليزي لهذا الكم من المشاكل قبل شهور قليلة من المشاركة في البطولة القادمة مما يهدد مسيرته، حيث يواجه الفريق مصيرًا مجهولاً في يورو 2012.
وشق المنتخب الإنجليزي بقيادة المدرب الإيطالي فابيو كابيللو طريقه بنجاح إلى نهائيات يورو 2012 بعد مسيرة رائعة في التصفيات، ولكن كابيللو قلب الطاولة على الفريق وأعلن استقالته في فبراير الماضي قبل أربعة شهور فقط من انطلاق فعاليات البطولة.
كما وجد المنتخب الإنجليزي نفسه بلا قائد وتلاشت ملامح إعداد الفريق للبطولة القادمة في ظل استقالة كابيللو، حتى تولى هودسون مسؤولية الفريق.
كانت آخر مباراة خاضها الفريق هي المباراة الودية التي خسرها أمام المنتخب الهولندي في نهاية فبراير الماضي بعد ثلاثة أسابيع من استقالة كابيللو.
وكان متوقعًا أن تصبح هذه المباراة تجربة مفيدة للفريق يستطيع من خلالها الجهاز الفني تجربة خطة اللعب واختبار بعض اللاعبين في مركز أو أكثر من أجل تطوير أداء الفريق قبل يورو 2012.
لكن المباراة كانت على النقيض تمامًا، وكاد المنتخب الإنجليزي يخرج بهزيمة كبيرة، حيث تقدم عليه المنتخب الهولندي بهدفين نظيفين قبل أن يتعادل الفريق الإنجليزي «2-2»، في الدقائق الأخيرة من المباراة ثم يخسر «2-3» بفضل هدف أحرزه الفريق الهولندي في الوقت بدل الضائع.
وخيمت هذه الهزيمة على أجواء المنتخب الإنجليزي لتمحو من الأذهان الفوز الثمين «1-0» على نظيره الإسباني بطل أوروبا والعالم في نوفمبر الماضي، والذي أتبعه بفوز آخر ثمين على المنتخب السويدي بالنتيجة نفسها ليكون الفوز الأول له على السويد منذ 43 عامًا.
وبمجرد انتهاء مسيرة الفريق الناجحة في التصفيات المؤهلة ليورو 2012، بدأ المنتخب الإنجليزي مرحلة العراقيل والاصطدام بها، حيث تعرض مهاجمه واين روني للإيقاف ثلاث مباريات بعد طرده في مباراة الفريق أمام منتخب مونتنجرو «الجبل الأسود»، وقبل أن تنجح مساع الاتحاد الإنجليزي لتخفيف العقوبة إلى الإيقاف لمباراتين فقط ليغيب عن مباراتي الفريق أمام فرنسا والسويد في يورو 2012.
ثم جاءت الواقعة التي شهدتها مباراة تشيلسي وكوينز بارك رينجرز والتي وجه فيها جون تيري قائد الفريق إهانات عنصرية إلى أنطون فيرديناند لاعب كوينز بارك.
ووقعت المحكمة التي تنظر قضية إهانة تيري لفيرديناند في خطأ فادح عندما أرجأت الاستماع لأقوال تيري إلى يوليو المقبل، وهو ما يمنع الاتحاد الإنجليزي من اتخاذ قرار بهذا الشأن لحين صدور الحكم القضائي، ولكن الاتحاد لا يرغب في الوقت نفسه أن يوجه لقائد المنتخب الإنجليزي اتهامًا وعقوبة بسبب العنصرية.
وكان تجريد تيري من شارة قيادة الفريق أمرًا منطقيًا، لكن كابيللو دافع عن تيري واعترض على قرار تجريده من الشارة قبل أن يعلن استقالته من تدريب المنتخب الإنجليزي.
واتخذ الاتحاد الإنجليزي قرار تجريد تيري من الشارة دون التشاور مع كابيللو، فلم يكن غريبًا أن يصاب المدرب الإيطالي بهذا التوتر والغضب الذي دفعه للاستقالة.
وفي نوفمبر الماضي، كان لدى المنتخب الإنجليزي ما يدفعه للتفاؤل الحذر بعدما ضم كابيللو إلى صفوف الفريق لاعبين شبان مثل فيل جونز وأشلي يونج، ولكن هذا الأمل والتفاؤل تحول الآن إلى كارثة.
وأثار الهدف الأول للمنتخب الهولندي في مباراة الفريقين الودية في فبراير الماضي العديد من الشكوك حول هيكل وتشكيل المنتخب الإنجليزي، حيث شق المهاجم الهولندي آريين روبن طريقه بين رباعي خط الدفاع دون عناء ليسجل الهدف.
ولم يختلف الحال كثيرًا في الهدف الثاني، حيث سقطت الكرة خلف المدافع المتقدم ليتون باينس ليجدها المهاجم الهولندي ديرك كاوت أمامه، حيث مررها إلى زميله المهاجم كلاس يان هونتلار ليحرز منها الهدف الثاني.
ثم فشل باينس مجددًا في إنقاذ فريقه من الهدف الثالث عندما سمح لروبن بمراوغته وهز الشباك.
ومن الصعب أن يقال إن هذه الأهداف لم تكن لتهز شباك الفريق في وجود كابيللو، ولكنها بالتأكيد لم تكن لتحرز بهذا الشكل إذا دافع الفريق بنفس الطريقة التي كان عليها في مباراتيه أمام إسبانيا والسويد.