«هولاند» وفريقه فخورون بتغيير جدول أعمال قمة «الثماني»

كتب: أ.ف.ب الأحد 20-05-2012 13:43


قبل بضع سنوات كان يعتبر مجموعة الثماني عديمة الجدوى، لكن بعد مشاركته فيها للمرة الأولى، أبدى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ابتهاجه السبت لـ«التقدم» الذي سجلته قمة كامب ديفيد، حتى إنه نسب لنفسه جزءًا مما توصلت إليه بشأن النمو.

ففي العام 2003، وفيما كان يترأس الحزب الاشتراكي، سخر هولاند من عدم جدوى هذه القمم الكبيرة التي تجمع تحت حماية قوات ضخمة من الشرطة قادة الدول الصناعية الكبرى الثماني «ناد للأغنياء وأصحاب النفوذ يُصدر أمنيات»، لكن بعد تسع سنوات ثم فوز في الانتخابات الرئاسية راجع الرئيس الفرنسي موقفه.

وعندما ووجِه بتصريحاته الماضية خرج منها بمهارة، وأجاب الصحفيين في واشنطن: «هناك فرق، هو أنني في داخلها الآن، ما يسمح لي أن أحرك الأمور».

ويبدو أن ذلك ما حصل في كامب ديفيد، فبعد عشاء وبعض المحادثات الثنائية وصباح عمل وسط طبيعة ريفية هادئة في مقر الرئيس الأمريكي، وضع فرانسوا هولاند حصيلة إيجابية لمحادثاته مع نظرائه.

وقال عند منتصف النهار «أرى أن خطوات مهمة قد أنجزت حول المواضيع الرئيسية المطروحة على جدول الأعمال»، وتابع «لست متعودا بعد على هذه اللقاءات، ولا أريد أن أحكم على ما كانت عليه في السنوات الأخيرة»، مضيفًا «أعتبر أن ما أنجز مهم».

وذكر هولاند الموقف المشترك الذي اعتمد بشأن الملف النووي الإيراني، ولفت إلى «أن الحزم دفع الإيرانيين إلى المجيء للتفاوض»، مشيرًا إلى اللقاء المرتقب في 23 مايو في بغداد، مؤكدًا «جميع الدول الحاضرة في مجموعة الثماني بما فيها روسيا وافقت على هذه العملية».

وعبر عن الارتياح نفسه بشأن سوريا، وقال سيد الإليزيه «حصل تقدم ملفت»، لاسيما أن «جميع المشاركين.. يدعمون مهمة (الوساطة) لكوفي أنان».

لكن هولاند أبدى ارتياحه الشديد خصوصًا لمحادثات كامب ديفيد بشأن الملفات الاقتصادية، من الأزمة اليونانية إلى النقاش حول التوازن الصحيح الواجب إيجاده بين ضبط الميزانية والنمو.

وقال في أعقاب القمة «غالبًا في نهاية هذه الاجتماعات يتحدث الجميع أمام الصحافة ويقولون إنهم حققوا نجاحًا كبيرًا، لن أدخل في هذه اللعبة، لكن يبدو مؤكدًا أن النمو كان الموضوع الأكبر في (هذا الاجتماع) لمجموعة الثماني»، مضيفًا «وهذا ما ينتظره الرأي العام في كل من بلداننا، وأيضا الأسواق».

وشدد هولاند على أنه «لن يكون هناك نمو دون ثقة، ولن تكون هناك ثقة دون نمو، أعتبر أن التفويض الذي أوكلني إياه الفرنسيون قد تم احترامه».

وفي الكواليس، تباهى المحيطون به دون تحفظ بفرض هذه المسألة على جدول أعمال محادثات مجموعة الثماني.

وقال أحد مستشاريه «إن النمو هو مطلب الأمريكيين منذ مدة طويلة، لكن الحملة الانتخابية لفرانسوا هولاند هي التي سمحت بذلك»، مضيفًا «إن كون جميع دول مجموعة الثماني تلتقي حول هذا الهدف حتى ولو أنها لا تتقاسم المقاربة نفسها، هو نجاح سياسي كبير بحد ذاته».

من حيث الجوهر يستخلص الفريق الفرنسي حصيلة «إيجابية» من أول مهمة دبلوماسية كبيرة يقوم بها الرئيس الجديد، أما من حيث الشكل فهو يبدي ارتياحه لاندماجه السريع في نادي قادة مجموعة الثماني.

وقال هولاند مازحًا «لم أكن أعتقد أنني سأمر أمام هيئة تحكيم، ولا حتى أنني سأضطر لإعطاء إثباتات معينة»، والسبت أيضًا اغتنم فرصة التقاط الصورة الجماعية التقليدية ليبدي تفاهمه مع باراك أوباما أثناء تبادل حديث مرتجل مع الصحفيين، وقال الرئيس الأمريكي مازحًا «إنه مترجمي».