الأزهر يحاول فك الاشتباك بين السلفيين و«الصوفية» حول «شيعة مصر»

دعا الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قيادات التيارات السلفية ورموز «الإخوان المسلمين» وقيادات الطرق الصوفية ونقابة الأشراف، لحضور لقاء علمي، لكتابة بيان يوضح فيه موقف الشرع من الأقلية الشيعية في مصر وشعائرها، ومنها إقامة «الحسينات الخاصة» بها.

وستجتمع هذه القيادات، الأحد، مع الدكتور أحمد الطيب بمشيخة الأزهر الشريف، وذلك بعد اشتعال الخلاف بين التيارات السلفية والإخوان من جهة وبين الطرق الصوفية من جهة أخرى حول الشيعة في مصر.

من جهتها، طالبت جماعة الإخوان المسلمين والتيارات السلفية بضرورة تدخل الأزهر لمطالبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإغلاق كل الحسينيات، التي افتتحت عقب الثورة ووقف ما سموه بـ«المد الشيعي المصري» فيما اتهمت الطرق الصوفية القوى السلفية بإشعال الأزمة من أجل الانشغال عن انتخابات الرئاسة، وطالبت شيخ الأزهر بـ«عدم الاستجابة لضغوط السلفيين».

وقال الشيخ عبد الخالق الشريف، مسؤول قسم نشر الدعوة بجماعة الإخوان المسلمين: «إن الأزهر الشريف عليه التدخل لوقف بناء (الحسينيات الشيعية) ومطالبة المجلس العسكري بمنع انتشارها».

وهاجم «الشريف» إيران، متهما إياها بـ«استغلال الظروف السياسية التي تمر بها مصر وعدم الاستقرار الذي يضرب البلاد لنشر المذهب الشيعي في أكبر دولة سنّية في العالم العربي».

وقال المحمدي عبد المقصود، نائب حزب الحرية والعدالة بمجلس الشعب: «إن منع المد الشيعي لا يحتاج إلى قوانين لأنها لا تكفي لمنع فكر أو رأي معين».

وأضاف لـ«المصري اليوم» أن العلماء عليهم تنوير الناس وتوضيح الفروق بين أهل السنّة والجماعة وبين الشيعة، ولا بد أن يكون هناك حوار فكري وليس صراعاً عقائدياً.

من جانبه، قال الدكتور طارق السهري، عضو اللجنة العليا لحزب النور، إن الشعب المصري هو الذي سيرفض هذا التيار وسيتصدى له دون الحاجة للنزول إلى الميادين والشوارع.

وقال الدكتور حسام أبو البخاري: «إن قضية المد الشيعي ليست إلا طعماً من الإعلام المصري لشغل الإسلاميين عن انتخابات الرئاسة وتركها للتزوير لمصلحة مرشح معين».

بالمقابل، قال الشيخ محمد علاء أبو العزايم، عضو المكتب التنفيذي لمشيخة العامة للطرق الصوفية، شيخ الطريقة العزمية، إن الأزهر عليه الوقوف ضد تقسيم الإخوان والسلفيين للأمة الإسلامية بعنصريها السني والشيعي، وعليه ألا ينحاز لأحد ولا يحارب أحداً.

وأضاف أن الأزهر صاحب محاولات التقريب بين المذاهب الإسلامية، وأن شيخ الأزهر الراحل الدكتور محمود شلتوت، أجاز التعبد بمذهب «الجعفرية»، بالإضافة إلى أن الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية، أكد أن الفروق بين المذهبين لا تتعدى 5%.

ولفت «أبو العزايم» إلى أن «الطيب» عليه ألا يصدر بياناً باسم الأزهر يسعى لتفتيت الأمة بضغط من الجماعات السلفية.

من جانبه، أكد تيار «الشباب المصري الشيعي» خلال بيان له، للرد على بيان القوى الإسلامية، أن الشيعة «مسلمون وليسوا فرقة ضالة وغير مسلمة كما يصفهم الإسلاميون»، محذراً الجماعات السلفية «الوهابية» من اتهام الشيعة بأنهم «كفار» وأن عقيدتهم «باطلة»، رافضاً وصفهم بـ«مجوس الفرس»، وأكد أن الشيعة ومذهبهم «متواجد منذ ظهور الإسلام»، حسب قوله.

وقال محمود حامد، المسؤول الإعلامي للتيار: «قيادات الوهابية السلفية يعملون دائماً لتفتيت قوى الشعب المصري الواحد، ويرون أنفسهم الفرقة الناجية الوحيدة، ويكفرون الأزهر لأنه مبني على عقيدة الأشاعرة التي تخالف عقيدتهم الوهابية».