تظاهر آلاف الفلسطينيين في غزة، الثلاثاء، إحياءً للذكرى الرابعة والستين للنكبة، وسط الدعوة لعدم العودة للمفاوضات مع إسرائيل والتمسك بالوحدة وخيار المقاومة.
وانطلقت التظاهرة التي نظمتها اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة، والتي تضم جميع الفصائل وفي مقدمتها حماس وفتح، من وسط مدينة غزة، باتجاه مقر المجلس التشريعي، قبل الوصول إلى مقر الأمم المتحدة غرب المدينة حيث جرى تسليم رسالة موجهة للأمين العام بان كي مون.
وشارك أيضا في هذه التظاهرة إسماعيل هنية، رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حركته حماس.
وفي كلمته أمام مقر الأمم المتحدة، شدد زكريا الآغا، رئيس اللجنة الوطنية، على أن الشعب الفلسطيني «لن يقبل أي بديل عن العودة».
ودعا الآغا، وهو عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، القيادة الفلسطينية، إلى «استمرار التمسك بوقف كل أشكال المفاوضات، ورفض عدم استئنافها، والإصرار على وقف الاستيطان وتوفير مرجعية دولية لعملية السلام».
وطالب المجتمع الدولي وفي مقدمته بريطانيا بـ«رفع الظلم التاريخي، والضغط على حكومة إسرائيل للانسحاب من الأرض الفلسطينية وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية خاصة 194».
وبعد أن أشار إلى «الوحدة الفلسطينية» للتضامن مع قضية الأسرى، عبَّر عن أمله في أن يكون «هذا الانتصار مقدمة للنصر الأعظم لتحرير كل الأسرى دون قيد أو شرط».
من جهته أكد النائب عن حركة حماس في المجلس التشريعي، مشير المصري، في كلمته ممثلًا عن القوى الوطنية والإسلامية، أن «حق العودة مقدس ولا يجوز التفريط فيه».
وشارك في التظاهرة مئات النساء والأطفال الذين رفعوا أعلامًا فلسطينية ورايات الفصائل المختلفة كما رفع بعض المشاركين مفاتيح ترمز إلى «العودة» إلى بلداتهم التي هجروا منها عام 1948.
وردد المتظاهرون هتافات تشدد على الوحدة الوطنية الفلسطينية ونبذ الخلافات وإنهاء الانقسام.
وفي بيان أكد أمين عام حكومة حماس، محمد عسقول، تمسك حكومته «بحق عودة جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم التي هجروا منها عام 48. حق العودة حق مقدس وشرعي وخط أحمر لا يمكن التنازل عنه بأي شكل من الأشكال».
وفي نفس السياق، شارك هنية، القيادي البارز في حماس، إلى جانب عشرات العدائين الفلسطينيين في ماراثون نظمته وزارة الشباب والرياضة في حكومته، وانطلق من شارع الجلاء وسط مدينة غزة باتجاه ميدان الجندي المجهول غرب المدينة.
من ناحية ثانية، قام عدد من الفلسطينيين بزراعة مئتي شجرة زيتون على الطريق الساحلي غرب غزة، ترمز إلى مئتي طفل قتلوا في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في شتاء 2008.
يشار إلى أن النكبة أدت إلى تشريد حوالى 760 ألف فلسطيني عام 1948، وقد أصبح عدد اللاجئين الفلسطينيين حاليًا حوالى 4.8 مليون نسمة، مع أحفادهم ويعيش معظمهم في الأردن وسوريا ولبنان والأراضي الفلسطينية.