سادت حالة من الحزن بمركز كفر شكر، بعد إعلان وفاة زكريا محيي الدين، عضو مجلس قيادة ثورة يوليو، عن عمر يناهز 94 عاماً، وبعد صراع طويل مع المرض، وأكد الأهالي أن الفقيد أعطى لمصر الكثير، وأفنى عمره في خدمة الوطن في جميع المراكز التي تقلدها.
وأتم مجلس مدينة كفر شكر، استعداده لاستقبال الجثمان، فور قدومه من القاهرة عصر الثلاثاء، لتشييع جثمانه، داخل عزبة محيي الدين بكفر شكر، في جنازة من المنتظر أن يحضرها عدد من القيادات الشعبية والتنفيذية بالقليوبية، يتقدمهم المحافظ الدكتور عادل زايد، وأعضاء مجلسي الشعب والشورى، بالإضافة إلى بعض الشخصيات العامة ومرشحين لرئاسة الجمهورية.
وقال محمد الوكيل، رئيس مركز كفر شكر، إنه تم تمهيد الطريق وتنظيفه لاستقبال الجثمان والوفود القادمة معه، مشيراً إلى أن العائلة أقامت سرداقاً أمام مقبرة الفقيد، وآخر أمام الفيلا، لاستقبال المشيعين والمعزين.
ولد زكريا محيي الدين في 5 يوليو عام 1918، بكفر شكر، وتلقى تعاليمه الأولى في أحد كتاتيب قريته، ثم انتقل بعدها إلى مدرسة العباسية الابتدائية، وأكمل تعليمه الثانوي في مدرسة فؤاد الأول الثانوية.
التحق بالمدرسة الحربية في 6 أكتوبر عام 1936، وتخرج منها برتبة ملازم ثان في 6 فبراير 1938، حيث تم تعيينه في كتيبة بنادق المشاة في الإسكندرية، وانتقل إلى منقباد عام 1939، ليلتقي هناك بجمال عبد الناصر، ثم سافر إلى السودان عام 1940 ليلتقي مرة أخرى بعبد الناصر ويتعرف على عبد الحكيم عامر.
تخرج محيي الدين من كلية أركان الحرب عام 1948، وسافر مباشرة إلى فلسطين، فأُبلي بلاءً حسناً في المجدل وعراق وسويدان والفالوجا ودير سنيد وبيت جبريل، وقد تطوع أثناء حرب فلسطين ومعه صلاح سالم بتنفيذ مهمة الاتصال بالقوة المحاصرة في الفالوجا وتوصيل إمدادات الطعام والدواء لها، وبعد انتهاء الحرب عاد للقاهرة ليعمل مدرساً في الكلية الحربية ومدرسة المشاة.
انضم زكريا محيي الدين إلي تنظيم الضباط الأحرار قبل قيام الثورة بنحو ثلاثة أشهر، وكان ضمن خلية جمال عبد الناصر. شارك في وضع خطة التحرك للقوات وكان المسؤول عن عملية تحرك الوحدات العسكرية وقاد عملية محاصرة القصور الملكية في الإسكندرية أثناء تواجد الملك فاروق الأول بالمدينة.
تولي محيي الدين منصب مدير المخابرات الحربية بين عامي 1952 و1953، ثم عين وزيراً للداخلية عام 1953، وأُسند إليه إنشاء جهاز المخابرات العامة المصرية من قبل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في 1954.
عين بعد ذلك وزيراً لداخلية الوحدة مع سوريا عام 1958، وتم تعيينه رئيساً للجنة العليا للسد العالي في 26 مارس 1960، قبل أن يعينه عبد الناصر نائباً لرئيس الجمهورية للمؤسسات ووزيراً للداخلية للمرة الثانية عام 1961، وفي عام 1965 أصدر جمال عبد الناصر قراراً بتعيينه رئيساً للوزراء ونائباً لرئيس الجمهورية.
عندما تنحي عبد الناصر عن الحكم عقب هزيمة 1967 ليلة 9 يونيو أسند الحكم إلى زكريا محي الدين، لكن الجماهير خرجت في مظاهرات تطالب ببقاء عبد الناصر، وقدم محيي الدين استقالته، وأعلن اعتزاله الحياة السياسية عام 1968.