طالب الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية، المصريين، الثلاثاء، بـ«التدقيق في اختيار رئيس الجمهورية، وترشيح الأفضل والأصلح وصاحب الكفاءة، ومراعاة معايير الاختيار التي ترتكز على الأمانة والعلم والقدرة على فهم المرحلة، والبرنامج الذي يراعي المصالح العليا للوطن باعتبار ذلك مسؤولية تاريخية».
جاء ذلك بحسب تصريحات للمفتي نقلها الدكتور إبراهيم نجم، المستشار الإعلامي للمفتي والمتحدث الرسمي باسم دار الإفتاء، للصحفيين، مشددا على استنكار دار الإفتاء للتلاسن المنتشر في وسائل الإعلام بين السياسيين، وإقحام الآراء الشخصية، والتي يُروَّج لها خطأ على أنها فتاوى.
وأكد «جمعة» أن «المناخ العام لا تتوفر فيه حوارات جادة حول الواقع الحالي والتحديات الكبيرة التي تواجهها مصر، وفي مقدمتها أوضاع التعليم والصحة والبطالة والعشوائيات»، بحسب قوله.
وقال الدكتور إبراهيم نجم، المستشار الإعلامي للمفتي والمتحدث الرسمي باسم دار الإفتاء، الثلاثاء، إن الفترة الحالية تعد من أكثر فترات التاريخ المصري حسمًا، بسبب ما ستشهده من أحداث كانتخابات الرئاسة والدستور الجديد.
وأوضح «نجم» أن تأجيج الصراعات الجانبية قد تؤدي بالمجتمع إلى الهلاك، موضحًا أن «الإفتاء» تدعو كل سلطات الدولة، التشريعية والقضائية والتنفيذية، وجميع التيارات السياسية، إلى التكاتف والاعتصام بالثوابت الوطنية.
وأشار إلى أن «من أهم واجبات عالم الدين في مثل تلك الفترات ألا يؤثر على الجماهير، حتى لا يجعلها تقدس غير المقدس»، مشددًا على أن هذا الأمر لا يعد تنصلًا من الواجبات.
ولفت إلى أن «دخول رجل الدين معترك السياسة لابد أن ينحصر في رعاية شؤون الأمة بمفهومها الشامل، دون التحول إلى أداة داخل الصراعات الحزبية الضيقة»، على حد قوله.
وذكر «نجم» أن المفتي فضّل أن يترك السجالات السياسية حتى لا يؤثر على المواطن العادي، موضحًا أنه سيستأنف أنشطته الإعلامية عقب انتهاء انتخابات الرئاسة، لأن الإعلام هو الرافد الأول الذي يشكل الرأي العام.
كما أشار إلى تأكيد المفتي أهمية استخدام خطاب إعلامي يراعي آداب الحوار، ويدعم الممارسة الديمقراطية وقبول الآخر، وأن يلتزم الموضوعية والمصداقية في عرض الحقائق، وبث الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن.
وأوضح «نجم» أن مفتي الجمهورية يؤكد ضرورة المشاركة الفعالة في مختلف الاستحقاقات الديمقراطية بكل حرص ووعي حتى تعبر مصر تلك الفترة الحرجة من تاريخها.