واصلت محكمة جنايات القاهرة سماع شهود النفى فى قضية قتل المتظاهرين والمعروفة إعلاميًا باسم «موقعة الجمل»، والمتهم فيها 24 من قيادات الحزب الوطني المنحل ورجال أعمال تابعين له.
وسادت أجواء هادئة في جلسة الإثنين بعد مشاحنات وتوترات دامت على مدار 4 جلسات سابقة، وذلك بسبب غياب أنصار مرتضى منصور المتهم العاشر في القضية عن الحضور.
وشهدت المحكمة إجراءات أمنية مشددة في الدخول، ولم تسمح سوى لمن يحمل تصريحا من رئيس المحكمة بحضور وقائع الجلسة، خاصة من الصحفيين والإعلاميين.
وفى بداية الجلسة قدمت النيابة محضر الإجراءات التى اتخذتها للقبض على مرتضى منصور ونجله ونجل شقيقته، وقدمت المترجمة المنتدبة من وزارة العدل تقريرا لتسجيل الـ«سى دى» الخاص برجل الأعمال إبراهيم كامل والذي جاء في 9 ورقات.
ثم ناقشت المحكمة، شاهد النفي عبداللاه أحمد عبد الموجود، إمام مسجد عباد الرحمن، والذي قال إن المسجد كان ممتلئًا بالمصابين وقت الأحداث فقام على الفور بالاتصال بالمتهم رجب هلال حميدة، لفتح المسجد وإبلاغه بعدم وجود مكان للمصلين، فرد عليه «حميدة»: «حياة الناس وأسرهم أهم من أي حاجة، والناس ممكن تصلي في أي مكان تاني»، واستمر ذلك لمدة 20 يومًا وتحول المسجد إلى مستشفى ميداني لعلاج هؤلاء المصابين.
وأكد دفاع المدعين بالحق المدني أن شهود الإثبات أكدوا فى التحقيقات أنهم شاهدوا المتهم رجب هلال حميدة بميدان التحرير وبحوزته زجاجات المولوتوف.
وأضاف الشاهد أنه التقى رجب هلال حميدة، بعد صلاة العصر ووجد معه 5 أشخاص بمكتبه بميدان الفلكي للتنسيق معه فى المساعدات الطبية التى يقدمها للمصابين المتواجدين بالمسجد.
وقال الشاهد إن هناك مصابين كانوا متواجدين بالمسجد، وكان هناك أطباء من مختلف التخصصات لعلاجهم.
وقال شاهد النفي علاء عبد الموجود: «أنا أمتلك مكتب إلكترونيات يقع فى دائرة رجب هلال حميدة، وكان فى شهر رمضان يقوم حميدة بتوزيع الصدقات على الفقراء، وكنت أشترك معه وأنا على علاقة طيبه به منذ عام 1995».
وقال الشاهد:«في 2 فبراير 2011 أديت صلاة الظهر في مكتبي بشارع طلعت حرب، وتوجهت بعدها إلى السوق، وقمت بالمرور على مكتب رجب هلال حميدة، بشارع البستان، وكان يقوم بالتسجيل مع إحدى القنوات الفضائية، وعقب انتهاء الحديث شاهدت بعض الأشخاص قادمين من ساحة الانتظار الموجودة بباب اللوق، ورددوا هتافات مؤيدة للرئيس السابق ومجموعة أخرى مناهضة للرئيس السابق، ووقعت مناوشات ومشادات بينهما وتدخل رجب حميدة لفض تلك المشادة وقال لهم: «كلكم مصريين وكل شخص يحتفظ برأيه دون مشادات مع الآخر».
وأضاف الشاهد: «بعدها تجمع ما يقرب من 150 شخصا بشارع البستان، ووجدنا حالة من الهرج والمرج بالشارع وطلب منى رجب هلال حميدة الرجوع إلى المكتب، وأثناء العودة شاهدتنا إحدى الصحفيات وأخذت حديثا منه، وبعدها توجهنا إلى مكتبه بصحبة بعض أهالي عابدين، وكانت الساعة قد تجاوزت الثانية ظهرًا، وتناولنا بعض المشروبات، وورد اتصال هاتفى لرجب هلال حميدة من أحد الأشخاص يفيد بوجود «خيول» و«جِمال» بشارع التحرير بالدقي، وعلى كوبري أكتوبر، وبعد 10 دقائق شاهدنا على شاشات التليفزيون «الجمال والخيول»، أثناء دخولهم من ميدان عبد المنعم رياض، وبعد دقائق قام حميدة بعمل مداخلة تليفزيونية مع إحدى القنوات الفضائية، ثم غادرت مكتب رجب هلال حميدة صباح اليوم التالي».
وقال الشاهد: «الشيخ رجب، ماكنش معاه غير 1000 جنيه أرسلها إلى أبنائه كمصروفات، وذلك ردًا على الاتهامات الباطلة بأن حميدة قام بتوزيع أموال على البلطجية»، وأكد الشاهد أنه شاهد الشيخ أحمد عبد اللاه أحمد، إمام مسجد عباد الرحمن، داخل مكتب رجب هلال حميدة .
فيما طالب رجب هلال حميدة من المحكمة بسماع شهادة عماد أحمد عبدالغفار، قائلا: «والله يافندم الناس ما قالوا إلاّ الصدق».
في شهادته، قال عماد أحمد عبد الغفار، صاحب مركز صيانة سيارات:« أنا من أهالي عابدين، وأعرف رجب هلال حميدة منذ عام 1995 حتى الآن، وعلى علاقة طيبة به».
وأضاف الشاهد أنه في يوم 2 فبراير من العام الماضي في الساعة 11 ظهرًا كنت أتناول طعام الإفطار مع «سعيد»، شقيق الشيخ رجب هلال حميدة، واتصلت به لتناول الإفطار وطلب منه «سندوتشات»، ودخلت المكتب عليه وقت صلاة الظهر، وأثناء تناول «الشاي» سمعت أصوات بالشارع، وجدنا ناس بتهتف، ونزلنا للشارع وكان هناك أفراد لجان شعبية بالشارع وقفوا بجوار «الشيخ رجب»، وتقابلنا بقناة المحور، وتحدثت مع رجب هلال حميدة، ووجدنا هرج ومرج بالشارع، ثم عدنا الى المكتب مرة أخرى، وأثناء العودة تقابلنا مع إحدى الصحفيات، وأجرت مع حميدة حديثا صحفيا، وبعدها عدنا الى المكتب، وأثناء مشاهدة التليفزيون، تلقى الشيخ «رجب» مكالمتين من قناتي «أون تي في»، و«الفراعين».
وأضاف الشاهد أن هناك عددا كبيرا من الأشخاص متواجدين معهم داخل المكتب منهم سمير موسى، المحامي، ورشيد حامد وآخرون.
ورفضت المحكمة توجيه سؤال للشاهد من دفاع المتهم حول وجود منافسين ومتربصين، فردت المحكمة: «طبعًا فيه».