«ماهية الدراسات المستقبلية» في سلسلة «أوراق» بمكتبة الإسكندرية

كتب: بوابة الاخبار السبت 12-05-2012 10:20

 

صدر عدد جديد من سلسة «أوراق»، والتي تصدرها وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية، والذي يأتي حول علم المستقبليات، ويضم  دراسة تفصيلية عن المستقبليات بعنوان «ماهية الدراسات المستقبلية» للباحثة أمنية الجميل.

وتناقش الباحثة في الدراسة نشأة وتطور علم المستقبليات في العالم ومدارسه المختلفة ومناهجه البحثية ونماذج من تطبيقاته، التي تخدم الرؤى الاستراتيجية للدول والمجتمعات.

وتحاول الدراسة استعراض أهم النقاط المفصلية التي مر بها علم المستقبل خلال رحلة تطوره منذ أربعينيات القرن الماضي من مجرد أفكار ناشئة في أذهان بعض الدارسين، وصولاً إلى الشكل الحالي الذي وصل إليه هذا العلم، والذي صار له تطبيقات واضحة في مجالات وتخصصات علمية عدة ومؤثرة على مسار المجتمعات.

ويقول الدكتور خالد عزب، مدير إدارة المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية، في مقدمة الدراسة إن مكتبة الإسكندرية تتجه إلى التعامل مع علم المستقبليات كعلم يمكن أن يطرح تصورات تفيد الدراسات الإنسانية وتوجه مستقبل مصر.

وأضاف: «طرح هذه الدراسة يهدف إلى بناء مدرسة مصرية في مجال الدراسات المستقبلية، ومزج العديد من مناهج الدراسات البحثية لكي يكون هناك مجالات جديدة للعلوم متعددة الأصول والتي تستخدم مناهج مستعارة من علوم أخرى، وبناء كوادر جديدة من الباحثين في مجال العلوم البينية ومنها علم المستقبليات، والتوجه نحو وضع تصورات لمستقبل مصر والمنطقة العربية في خلال الفترة القادمة».

وتدور الدراسة عن التطور التاريخي للتفكير نحو المستقبل، وتبين الباحثة في الدراسة أن التفكير نحو المستقبل يعد نشاطا مركزيا للأفراد منذ البدء في بناء الحضارات المختلفة، حيث أجريت أول الدراسات المستقبلية في الولايات المتحدة الأمريكية لتقديم الاستشارات للوكالات الحكومية والشركات التجارية.

وبتنوع باحثي الدراسات المستقبلية في الولايات المتحدة وكندا، يمكن تقسيم توجهاتهم بشكل مبدئي كما يلي: توجه تكنولوجي، وتوجه اجتماعي، وتوجه عالمي.

وعن التعريفات المختلفة للدراسات المستقبلية، تبين الدراسة أنه رغم اختلاف الباحثين حول المصطلح الأنسب الذي يتعين إطلاقه على هذا الحقل البحثي الجديد؛ فإنهم اتفقوا فيما بينهم على أهمية دور السياق الثقافي، والتاريخي، والاجتماعي الذي رُكب واُستخدم فيه المصطلح؛ كما اتفقوا أيضًا على عدد من الخصائص البراجماتية الأساسية التي وإن اختلفت المسميات إلا أنها أساس أي عمل بحثي يكون محور اهتمامه في المقام الأول المستقبل بأبعاده المختلفة.

وعن أهداف الدراسات المستقبلية، توضح الدراسة أن غاية الدراسة المستقبلية هي توفير إطار زمني طويل المدى لما قد نتخذه من قرارات اليوم، ومن ثم العمل وفق نظرة طويلة المدى وبأفق زمني طويل نسبيًّا، فهذا أمر تمليه سرعة التغير وتزايد التعقد وتنامي «اللايقيني» في كل ما يحيط بنا، وذلك فضلاً عن اعتبارات متصلة بالتنمية والخروج من التخلف.

وتتطرق الدراسة إلى المنهجيات المستخدمة في الدراسات المستقبلية، وتعرض فيها الركائز الست للدراسات المستقبلية التي من خلالها تتكون نظرية التفكير المستقبلي وترتبط بالمنهجيات والأدوات المختلفة للدراسات المستقبلية، وتتطور من خلال التطبيقات العملية، ويمكن استخدامها كنظرية أو من خلال ضبط ورش عمل المستقبليات، والركائز الست هي: رسم الخرائط، التوقعات، التوقيت، تعميق المستقبل، ابتكار البدائل، والتحول المستقبلي.

وتختتم الباحثة الدراسة بتوضيح أنه بتسليط بؤرة الاهتمام على العالم العربي، وتحديدًا فيما يتعلق بالتفسيرات الراهنة، والمواقف المتبلورة بخصوص الدراسات المستقبلية؛ نستطيع أن نلحظ بعض الإشكالات الرئيسية في هذا الخصوص، والتي يجب التعامل معها بموضوعية وحيادية تامة، خاصة أنها تبقى مثارًا للنقاش والجدل، كما تنطوي على مساحات فضفاضة لطرح الآراء في سياق من السجال الفكري البناء.