بعد النجاح الفنى الكبير الذى عاشته النجمة الأمريكية «ميريل ستريب» خلال الأشهر القليلة الماضية وحصولها على ثلاث من كبرى الجوائز السينمائية «بافتا» و«جولدن جلوب» و«أوسكار»، وغيرها عن تجسيدها شخصية أشهر رئيسة وزراء فى بريطانيا والعالم «مارجريت تاتشر»، والأكثر بقاء فى رئاسة الحكومة البريطانية، المعروفة بالمرأة الحديدية، تعود «ستريب» إلى الكوميديا التى تبرز مساحات أخرى من موهبتها الكبيرة، حيث تصور حالياً فيلمها الجديد «ربيع الأمل»، الذى يشاركها بطولته «تومى لى جونز» و«ستيف كارل»، وتجسد خلاله شخصية زوجة تحاول إصلاح حياتها الزوجية مع زوجها، «تومى لى جونز»، بعد 30 عاماً من استمرارها.
وأكدت «ستريب» أن عودتها للكوميديا - التى قدمت خلالها عدة أفلام ناجحة مثل «ماميا» و«الشيطان يرتدى البرادا» - كانت ضرورية لتغيير جلدها وتقديم أدوار ترفه عن الجمهور بعد الدور الصعب الذى قدمته فى «المرأة الحديدية»، الذى أرهقها جسدياً وذهنياً ونفسياً، حيث عرفت «مارجريت تاتشر» بأنها امرأة غير عادية وشخصية معقدة، اخترقت الحواجز فى مجتمع يسيطر عليه الذكور لإثبات نفسها بجدارة، وقدم الفيلم نظرة ثاقبة على الثمن الذى يدفع من أجل السلطة.
ورغم كونها أمريكية، إلا أن «ستريب» استطاعت إتقان اللكنة البريطانية وتحدثت بها، كما لو كانت بريطانية الأصل، وهو ما أثار إعجاب النقاد والصحف فى بريطانيا وقت عرض الفيلم، ومعروف عن «ستريب» إتقانها لأى لكنة ولهجة تقدم بها أعمالها، وهو ما تبرره بأن الفضل يعود فيه إلى مدرب اللهجة الذى يرافقها فى أعمالها، إنكاراً لذاتها وتواضعاً فى إحساسها بموهبتها، كما أكدت أن نجاحها فى تقديم شخصية رئيسة الوزراء البريطانية، كان بسبب الماكيير «كاى بيك»، الذى قرب ملامح الشبه بينها وبين «تاتشر» لدرجة كبيرة، ما جعله يستحق جائزة أوسكار أفضل ماكياج، ومعروف أن «بيك» يعمل مع «تاتشر» منذ 17 عاماً، وتستعين به فى كل أعمالها، وقد عمل مع «بيك» 18 مساعداً فى هذا الفيلم ضمن فريق الماكييرات.
رشحت «ستريب» حتى الآن لسبع عشرة مرة لجائزة الأوسكار، وكان فوزها بها عن «المرأة الحديدية» هى ثالث جائزة لها بعد فوزها مرتين فى بداية مشوارها، المرة الأولى عام 1980 عن فيلم «كرامر ضد كرامر»، حيث فازت بأوسكار أفضل ممثلة مساعدة، والمرة الثانية عام 1983 عن دورها فى فيلم «اختيار صوفى»، حيث فازت بأوسكار أفضل ممثلة. وعبرت «ستريب» عن سعادتها بنجاح الفيلم، رغم أنه أثار الكثير من الانتقادات العدائية من قبل عائلة «تاتشر» والمقربين منها، كما انتقدوا مخرجة الفيلم، لأنها قدمت «تاتشر» عجوزاً قريبة من الموت، رغم ما تمتعت به من قوة وشراسة.