أكد المنتج حسين القلا أن وضع السينما المصرية لم يشهد جديداً، موضحاً أن المشاكل المتعلقة بالإنتاج موجودة منذ أن بدأ العمل قبل 30 سنة.
وقال «القلا» لـ«المصرى اليوم»: عناوين المشاكل التى نواجهها تختلف، لكن عجلة الإنتاج كانت تدور، والتوقف أو البطء الذى أصاب حركة الإنتاج يسبق ثورة 25 يناير، وأعتقد أن السبب هو اعتماد المنتج المصرى على التوزيع الخارجى ممثلا فى الفضائيات، فمنذ التسعينيات حتى اليوم لم يعد لدينا سوى الفضائيات، فالعرض السينمائى خارج مصر ضعيف جداً.
وأضاف: الاعتماد على الفضائيات كان يشكل رقماً معقولاً وكبيراً أحيانا لتغطية جزء من تكلفة الفيلم، لكن فى الفترة الأخيرة توقف عدد كبير من الفضائيات عن شراء الأفلام مثل: «art»
مثلاً، وهناك قنوات أخرى مثل «روتانا» أصبحت تعطى «سلفاً» للأفلام، وتصبح الأفلام ملكها وتترك للمنتج العروض السينمائية داخل مصر فقط، وبعد أن تنتهى هذه العروض تصبح القناة مالكة للفيلم بما فى ذلك النيجاتيف، حتى هذا النظام توقف أيضاً فى الفترة الماضية، ولم يعد هناك مصدر آخر يغطى جزءاً كان يصل إلى 60% من تكلفة الفيلم ولا نعرف لماذا، وحاولت مع بعض الفضائيات المصرية المتخصصــــة فى السينما أن تنوب بشكل أو بآخر عن تلك القنوات لكننى لم أنجح.
وأوضح «القلا» أن دخول الفضائيات فى البداية لشراء الأفلام أدى لارتفاع تكاليف الإنتاج فيما يتعلق بالأجور والخام والعمالة، وبعد توقف هذا المصدر المالى أصبحت تغطية التكاليف صعبة جداً، مشيراً إلى أنه وقع عقداً مع الشركة العربية فى ديسمبر 2010 ليقدم فيلماً لحسابها كمنتج منفذ بعنوان «الحياة حلوة» تأليف جمال صدقى وإخراج هشام الشافعى، ويضم 4 ممثلات و4 ممثلين على غرار تجربة «سهر الليالى»، وكان من المفترض بدء التصوير يوم 11 فبراير 2011، لكن توقف الفيلم بسبب الثورة.
وأشار إلى أن تأثير الثورة على توقف بعض الأفلام، ومنها «الحياة حلوة»، يعود إلى أن ما حدث فى مصر ليس انقلاباً عسكرياً تظهر نتيجته بعد أسبوعين، لكننا أمام وضع قد يمتد إلى سنوات، موضحاً أن الشركة العربية تقول إنها ستنتج الفيلم لكن لا يعلم متى.
وعن سر ابتعاده عن السينما كمنتج قال: لم يعد لدى الإمكانيات لكى أقوم بالإنتاج مثلما كان الوضع فى الثمانينيات والتسعينيات، ولو كان لدى إمكانيات كنت سأنتج، لأنه ببعض الحسابات الدقيقة يستطيع المنتج تغطية نفقاته، ومن الصعب أن يقنعنى أحد بأن السينما ستتوقف لأنها مثل «الأكل والشرب» بالنسبة للشعب المصرى.
وحول إمكانية تقديم أفلام تعتمد على وجوه جديدة سواء فى الكتابة أو الإخراج أو التمثيل مثل تجربته فى «أوقات فراغ» قال: أسعى لذلك حالياً، ولدى مجموعة سيناريوهات، لكن لم أجد العمل الذى يحقق الدهشة التى حدثت لى عندما قرأت «أوقات فراغ»، وأقرأ كل يوم سيناريوهات سواء مع مؤلفين شباب أو معروفين حتى أجد فيلماً يقنعنى وأستطيع أن أفرضه على شركات الإنتاج.
وحول تفكيره منذ فترة فى نقل نشاطه إلى سوريا قال: الموضوع كان فى ذهنى منذ عدة سنوات، لأنه بعد توقف عجلة الإنتاج فى مصر فكرت فى سوريا، لأننى تربيت هناك وأعرف عدداً كبيراً من السينمائيين السوريين، وعزمت على تطبيق نفس تجربتى بمصر فى الثمانينيات من إنشاء دور عرض، خاصة أنه مع تولى الرئيس بشار الأسد الحكم صدرت قوانين حررت صناعة السينما وأصبح مسموحاً بإنشاء دور العرض وبالإنتاج، وجاءت الظروف السياسية وأدت إلى توقف هذا المشروع.
وأضاف: كنت أخطط إلى وجود 40 أو 50 شاشة عرض فى سوريا خلال 20 شهراً، وهى بالتأكيد كانت ستفيد الفيلم المصرى.