على طريقة ثلاجات المشروبات الغازية المنتشرة فى الشوارع، قرر سامى السيد، التفكير فى حل أزمة القمامة، من خلال ابتكار آلة لجمع القمامة، ومنح صاحبها ربحاً مادياً ولو قليلاً، مما يجعله حريصا على نظافة بيته وشارعه ومن ثم مجتمعه، بالإضافة إلى عمل ثورة بيئية حقيقية.
يقول سامى محمد الخطيب، الذى تخرج فى كلية الهندسة، تخصص عمارة عام 2001 : «فكرت فى عمل 200 ماكينة لتدوير القمامة، تقوم على شراء علب الكانز، والبلاستيك، والعلب البلاستيكية والصفائح، بمبلغ رمزى، يصل إلى 50 قرشا للواحدة، وهناك ماكينات أخرى، تمنح الشخص كوبوناً، بعدد ما قام بوضعه داخل الماكينة، وفى نهاية كل شهر، يحصل على قيمة ما قام بوضعه داخلها، وستسهل هذه الماكينة على المواطنين التخلص مما يريدون، بعيدا عن الجمعيات التى لا يمكن أن تذهب إلى المتبرعين بأشيائهم القليلة، كجريدة واحدة مثلا».
بهذه الطريقة يرى «سامى» أنه يمكن أن يجعل المصريين كبارا وصغارا، يشاركون فى فصل القمامة الخاصة بهم، والحصول على عائد مادى بسيط، بدلا من أن يدفعوها إلى «الزبال»، أو يلقوا بها فى الشارع.
«سامى» صنع 4 ماكينات من إجمالى 200 ماكينة يهدف إلى صناعتها، وسوف تتم تجربتها فى 15 من الشهر الجارى، من خلال وضعها فى 4 أندية، ثم فى الشارع، حيث تشبه الماكينة كشك الورد وفى نفس حجمه، وستكون محافظتا القاهرة والإسكندرية أولى المحافظات التى يتم وضع الماكينات بها.
«سامى» ابتكر شخصية كرتونية جديدة، وقام بتصنيعها وهى «مستر تدوير»، يحصل عليها الأطفال، من أجل تشجيعهم على المشاركة فى تنظيف منزلهم وعدم إلقاء معلبات أكلهم ومشروباتهم فى الشارع.
وأكد أن ارتفاع تكلفة إنتاج الماكينة الواحدة جعل من الصعب صناعة آلة كبيرة يمكن وضع كل أنواع القمامة بها، من ورق ومأكولات، إلا أن تجربة الماكينة الأولى، ونجاحها فى الشارع، وتبنى منظمات المجتمع والشركات لها، قد تجعل من صناعتها أمراً ممكناً فى المستقبل، خاصة بعد أن فقد الدعم الحكومى لمشروعه، رغم ترحيب وزارة البيئة بفكرته، وتأكيدها أن نظافة شوارع مصر مشروع قومى، على الجميع أن يرعاه.