الانتخابات اليونانية.. دخول «النازيون الجدد» للبرلمان يثير رعب المهاجرين

كتب: نادية سمير الثلاثاء 08-05-2012 14:23

 

الزلزال المدمر الذي ضرب أكبر حزبين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في اليونان «كان متوقعًا بعض الشيء»، بحسب المراقبين، لكن أكثر ما أثار القلق هو النجاح الأول من نوعه في تاريخ اليونان الذي حققه حزب «الفجر الذهبي» اليمينى المتطرف، ومثل فوزه مفاجأة الانتخابات التشريعية اليونانية بامتياز، بحصوله على  33 مقعدًا في البرلمان.

طالما أثار حزب «الفجر الجديد»، المندرج تحت قائمة «النازيون الجدد»، الجدل داخل وخارج اليونان بدعوته الصريحة لـ«زراعة الألغام على الحدود اليونانية، ولطرد جميع المهاجرين غير الشرعيين»، و«لإعادة فرض عقوبة الإعدام على المهربين»، فضلا عن تقديم المسؤولين عن الأزمة الاقتصادية، التي حلت بالبلاد، للمحاكمة.

يعزو المحللون السياسيون الظهور القوي لهذا الحزب في بلد عانى من الحكم «النازي» والهيمنة العسكرية لسنوات طويلة إلى أن اليونان، التي لم تتخلص حتى الآن من آثار الأزمة الاقتصادية، عانت من فقدان الثقة تمامًا في الحزبين الكبيرين «الباسوك» و«الديمقراطية الجديدة».

استطاع «الفجر الجديد» أن يحصل على 400 ألف صوت انتخابي، ونجح في استقطاب 7 % من أصوات حزب اليمين «الديمقراطية الجديدة»، كما استحوذ على نسبة 4 % من أصوات حزب الوسط الاشتراكي «الباسوك»، إلا أنه لم يحصل في البلدتين اللتين شهدتا أكثر صنوف الانتهاك والتعذيب إبان احتلال القوات الألمانية لجيش هتلر سوى على إجمالي 1400 صوت.

وبالنظر إلى أن رئيس الحزب نيكوس ميخالولياكوس سبق اعتقاله في السبعينيات لحيازته أسلحة وانضمامه إلى الحزب النازي، يمكن إدراك حجم المخاوف التي يعيشها المهاجرون بشكل عام، لاسيما العرب منهم والمسلمون.

ويقول يونس محمدي، رئيس الجالية الأفغانية في أثينا، «مخاوفنا من التيار اليميني المتطرف قديمة، لكنها زادت بعد الأزمة المالية، لأن القوميين، خاصة من حزب الفجر الذهبي، يتهموننا بسرقة مواردهم وبأننا السبب وراء انعدام الأمن».

وأشار «محمدي» إلى بعض الاعتداءات التي استهدفت مواطنين أفغان في الآونة الأخيرة، وقال «هذه الاعتداءات أصبحت شائعة، ونحن قلقون من انتشار ظاهرة كراهية الأجانب، خاصة الآن بعد وصول هذا الحزب إلى البرلمان، بما يعكس تزايد حجمه في الشارع اليوناني».

من جانبه، قال معاوية أحمد، من الجالية المسلمة، ورئيس «الفورم اليوناني» إن «صعود اليمين المتطرف مشكلة كبيرة نواجهها في اليونان،  كثير من الناس ربطوا تنامي الحزب بتزايد المهاجرين غير الشرعيين، وبتفاقم الأزمة الاقتصادية، هذا هو التحليل الأبسط، لكن المشكلة أوسع بكثير من ذلك». وأضاف «ربما يعبّر صعود هذا الحزب عن غضب المواطنين اليونانيين من السياسيين التقليديين، لكنه لا يعني بالضرورة أنهم يؤيدون مبادئ الحزب اليميني المتطرف، والدليل أن من أدلى بصوته لصالح الفجر الذهبي غالبيتهم من الشباب، الذين لا يعلمون طبيعة الفئة الحاكمة لهذا البلد».

أما سيد عبد التواب (مواطن مصري مقيم في أثينا)، فوصف نفسه بأنه «أحد ضحايا هذه المجموعة المتطرفة»، قال: «هذه المجموعة تسير في جماعات وتقوم بالاعتداء على أي أجنبي في الشارع، وأحيانًا يتم الاعتداء على المحال التجارية المملوكة للأجانب، ولا يفرقون في الاعتداء بين رجل وامرأة، والمرعب أن هذا الاعتداء يتم تحت أعين الشرطة، التي لا تبالي بما يحدث ولا تقوم بالتدخل».