وسط خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار وتصاعد العمليات العسكرية وأعمال العنف والقتل انطلقت فى سوريا، الإثنين ، أول انتخابات برلمانية بعد صدور قانون سمح بتشكيل الأحزاب السياسية، ضمن إصلاحات سياسية أقرها نظام الرئيس السورى بشار الأسد، فى محاولة لتهدئة انتفاضة شعبية متواصلة منذ مطلع العام الماضى.
وشهدت ساحات وشوارع مختلف المدن والمحافظات السورية خلال الأسابيع الماضية حملات الدعاية الانتخابية للمرشحين الذين سعوا إلى تعريف الناخبين ببرامجهم الانتخابية، بينما لم تشهد بعض المناطق الساخنة، خاصة فى محافظات إدلب وحماة وحمص وريف دمشق، حملات انتخابية بسبب الاحتجاجات التى تشهدها تلك المناطق.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها أمام الناخبين من الساعة السابعة صباحا وحتى العاشرة مساء، للإدلاء بأصواتهم فى الدورة الأولى من انتخابات مجلس الشعب السورى (البرلمان)، وسط مقاطعة قوى المعارضة فى الداخل والخارج، ودعوة نشطاء الثورة السورية إلى الإضراب ووصفهم عملية التصويت بـ«المهزلة» و«التمثيلية».
ولا يوجد فى مجلس الشعب المنتهية ولايته عضو معارض واحد، وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن نصف المقاعد ستخصص «لممثلى العمال والفلاحين» الذين تسيطر عائلة الرئيس بشار الأسد على اتحاداتهم.
وقال وزير الإعلام السورى عدنان محمود إن «السوريين من خلال المشاركة فى هذه الانتخابات يتحدون حملة الإرهاب والعدوان على سوريا التى تشنها قوى دولية وإقليمية متورطة فى الحرب الإرهابية على سوريا». فى المقابل، دعت الهيئة العامة للثورة السورية إلى مقاطعة «مهزلة انتخابات مجلس الشعب»، وقررت الدعوة إلى الإضراب الإثنيبن الثلاثاء ، معتبرة أن نظام الأسد «فقد شرعيته منذ زمن طويل، وهو الآن موجود بصفة الاحتلال ويفرض وجوده فى وطننا بقوة السلاح والقتل والجريمة».
ووصف القيادى فى جبهة التنسيق الوطنى فى سوريا، عبد العزيز الخير، «الانتخابات» بأنها تزييف جديد وصفيق لإرادة الشعب وهى محاولة لإطالة عمر الاستبداد بقناع وبأجواء جديدة.
ونقلت قناة «الجزيرة» الإخبارية عن المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية المعارضة، عمر إدلبى، قوله إن «النظام مستمر فى اتباع نفس السلوك الذى اتبعه منذ سنة، أى تجاهل الوقائع التى فرضتها الثورة على الحياة السياسية»، معتبرا ما يحدث استمرارا للنظام فى خطف وتزييف الوقائع على الأرض، مؤكدا أن هناك مناطق عديدة لن تشارك فى الانتخابات بحكم الواقع مع استمرار اقتحامها من قبل دبابات النظام.
ووصف الناشط لؤى حسين، الذى يترأس تيار «بناء الدولة السورية»، هذه الانتخابات بالشكلية. وأوضح أن البرلمان السورى «لا يملك سلطة على ضابط مخابرات واحد وليس لديه سلطة فى البلاد على الإطلاق». من جهته، قال باسم إسحاق، الناشط المعارض، الذى خسر فى الانتخابات البرلمانية عامى 2003 و2007، إن شيئا لم يتغير، وإن النظام السياسى فى سوريا مازال فاسدا بشكل كامل، وإن نتيجة الانتخابات ستكون محددة سلفا. بينما أسفرت عمليات الجيش السورى أمس عن مقتل 21 مدنيا فى عدة مدن.