كانت حيوية نيكولا ساركوزى على المنصة وأسلوبه فى التحدث كرجل من الشعب ووعوده الحماسية بالانفصال عن ماض راكد فى فرنسا أسباب كافية ومشجعة وضعته على كرسى الرئيس الفرنسى فى عام 2007، لكن سرعان ما تراجعت شعبيته بشدة مع انطفاء بريقه، حيث اعتبره الكثيرون متهوراً ومتساهلاً للغاية مع الأغنياء بمجرد توليه السلطة، مما أضاع عليه حلم البقاء فى الإليزيه وأصيبت حملته الانتخابية فى مقتل.
ووضع «ساركوزى» - الابن الطموح لمهاجر مجرى - نصب عينيه منذ سن مبكرة مقعد الرئيس رغم عدم نشأته فى طبقة راقية مثل أقرانه السياسيين، ولفت الرئيس السابق الأنظار بذوقه فى اختيار الساعات باهظة الثمن والقمصان متوهجة الألوان واليخوت المبهرة وموسيقى البوب وعدم احتسائه الخمور ليبدو مختلفا عن الرؤساء السابقين الذين كانوا يفضلون أفخر أنواع الجبن والنبيذ ويهوون الأدب والمنتجعات الريفية.
ومر «ساركوزى» بمجموعة من المواقف التى انعكست بالسلب على أسهمه فى الشارع الفرنسى، بدءاً من وصفه لرجل وسط حشد جماهيرى، قائلاً: «اغرب عنى أيها الغبى» ووصولاً بافتخاره وتباهيه بحياته الخاصة فى مؤتمر صحفى، عندما أعلن فى ابتسامة عريضة أن علاقته بعارضة الأزياء كارلا برونى «جادة»، وانتهاء بزواجه منها والخروج معاً فى جولات سياحية استفزت البسطاء فى المجتمع الفرنسى.
وبات أسلوب «ساركوزى» الهجومى، الذى جذب العمال الساخطين إليه قبل 5 أعوام، عاملاً مضاداً له هذه المرة، وبعد إخفاق تعهده بخفض البطالة فقد مصداقيته لدى الكثيرين من الذين انساقوا وراء الأحلام الوردية بقدرته على إنعاش الاقتصاد المتدهور.
وعلى الساحة العالمية نال «ساركوزى» الاستحسان بمهاراته فى التصدى للمشكلات الملحة ورد فعله السريع لأزمة الديون فى منطقة اليورو والانتفاضة الشعبية فى ليبيا. إلا أن الكثيرين فى الداخل اعتبروه «متغطرساً ويميل للاستعراض».