يعتزم معارضو الرئيس الروسي المنتخب، فلاديمير بوتين، تنظيم «مسيرة مليونية»، يوم الأحد، في العاصمة موسكو، لإحياء حركتهم الاحتجاجية المتهاوية، وتجديد الضغط على رجل روسيا القوي، عشية عودته إلى الرئاسة.
ولكن أول محاولة لزعماء المعارضة لتنظيم تجمع حاشد منذ شهرين قد تفشل، لأن الاحتجاجات ضد بوتين فقدت زخمها منذ فوزه في الانتخابات التي أجريت في 4 مارس الماضي.
ويشعر روس كثيرون بغضب من تمديد بوتين لهيمنته الفعلية على روسيا طوال 12 عاما منذ عام 2000 عندما انتخب رئيسًا، ثم من 2008 عندما تولى رئاسة الوزراء لأن الدستور يمنعه من الترشح لولاية رئاسية ثالثة، ولكن في المقابل فإن الأعداد قد تكون قليلة لأن مطلع الأسبوع عطلة يحب فيها الروس التوجه إلى الريف.
وعلى الرغم من أن المظاهرات التي استمرت أسابيع حتى مارس لم تحصل إلا على تنازلات محدودة من بوتين، فإن المعارضة تريد إثبات أنها مازالت تمثل قوة يحسب حسابها، قبل أن يؤدي اليمين يوم الإثنين لفترة رئاسية ثالثة تستمر ست سنوات.
وقال بوريس نيمستوف، وهو زعيم معارض ليبرالي، إن «بوتين انتخب بطريقة غير شرعية.. لا يمكن أن نبقى صامتين ونشاهد هذا الخزي»، مشيرا إلى مزاعم حدوث تلاعب في الانتخابات أدى إلى إثارة هذه الاحتجاجات.
وأضاف أن «الناس سيأتون كي يثبتوا لبوتين أن تنصيبه ليس عطلة عامة وتتويجا مثلما يعتقد أنها جنازة للسياسات الصادقة».
ورفض بوتين الادعاءات بأن تلاعبا انتخابيا واسع النطاق ساعده على الفوز في انتخابات الرئاسة، وضمن الفوز لحزبه روسيا المتحدة، في الانتخابات البرلمانية التي جرت في ديسمبر.
وتحدث مستخدمو المواقع الاجتماعية على الإنترنت عن محاولات من جانب السلطات في بلدات خارج موسكو لمنع أنصار المعارضة من الوصول إلى العاصمة.
وقالوا إن الشرطة اعتقلت بعض الناشطين لاستجوابهم، وإن البعض تلقى اتصالات هاتفية من الشرطة تقول لهم إنه يتعين عليهم عدم السفر إلى موسكو، ولا يمكن التأكد من التقارير المتعلقة بعمليات الترهيب تلك بشكل مستقل.
ولم ينجز الرئيس الروسي المنتهية ولايته ديمتري ميدفيديف سوى إصلاحات سياسية محدودة عبر البرلمان، بعد الاحتجاجات التي اجتذبت في ذروتها عشرات الآلاف في موسكو وسان بطرسبرج، ورغم أنها لم تمتد خارج المدن الكبيرة إلا أن المتظاهرين حرموا بوتين من زهوة النصر.
ويحاول مرشحو المعارضة الحصول على موطئ قدم في السلطة في الانتخابات المحلية، بعد أن شجعتهم النكسات التي مُني بها حزب روسيا المتحدة في انتخابات رؤساء البلديات التي جرت في الآونة الأخيرة.
ووافقت سلطات موسكو على مسيرة يشارك فيها ما يصل إلى 5 آلاف شخص إلى ميدان على الجانب الآخر من نهر موسكو من الكرملين.
ويأمل المنظمون أن يشارك كثيرون آخرون في المسيرة. ولكن أهدافهم غير واضحة للجميع الآن، بعد عودة بوتين كرئيس بعد قضاء أربع سنوات كرئيس للوزراء، وهو منصب تولاه لأن الدستور يحظر تولى الرئاسة ثلاث فترات متعاقبة.
وفي رد على المظاهرة المزمعة، أعلن أنصار بوتين عن تنظيم تجمع قائلين إنهم يتوقعون تجمع 50 ألف شخص في منتزه بجنوب شرق موسكو.
وقالت جماعة قرصنة الكمبيوتر «أنونيموس» إنها ستنظم احتجاجا خاصا بها من خلال مهاجمة المواقع الحكومية على الإنترنت، لإظهار اعتراضها على عودة بوتين.