عودة أرشيف «عرفات» من تونس يثير مخاوف من استيلاء إسرائيل عليه

كتب: أ.ش.أ الأحد 06-05-2012 07:55

 

تقترب السلطة الوطنية الفلسطينية من استرداد أرشيف الرئيس الراحل ياسر عرفات من تونس، وذلك بعد جهود واسعة بذلتها فى هذا الاتجاه نظرا لقيمته التاريخية الكبرى، فيما يفضل فلسطينيون بقاءه فى تونس خوفا من استيلاء إسرائيل عليه.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عقب مباحثات أجراها خلال زيارته الأخيرة الى تونس الأسبوع الماضي، إنه تم إبلاغه بأنه سيتم تسليمه الأرشيف، فيما لم يحدد موعدا لذلك.

ويكتسب أرشيف الرئيس الفلسطيني الراحل أهمية كبرى لأنه يضم وثائق سياسية وأمنية واقتصادية مهمة ويوثق لمرحلة فلسطينية حساسة تمتد من عام 1982، أي سنة

انتقال قيادة منظمة التحرير إلى تونس بعد اجتياح لبنان، حتى انتقال عرفات إلى رام الله بموجب اتفاق أوسلو.

وجذب أرشيف الرئيس أبو عمار لخطورته اهتمام وسائل إعلام إسرائيلية حتى وصفته بأنه «كنز أرشيفي حقيقي» يتضمن معلومات مثيرة وغاية فى الاهتمام .

وقال نمر حماد، المستشار السياسي لرئيس السلطة الفلسطينية، إنه لا توجد معارضة من حيث المبدأ من جانب تونس لتسليم أرشيف الرئيس عرفات للسلطة الفلسطينية.

وأضاف حماد، فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط بغزة، أنه من المنتظر أن تتسلم السلطة قريبا أرشيف عرفات، لافتا فى الوقت نفسه إلى أن ذلك يحتاج الى ترتيبات خاصة نظرا لأهميته وقيمته التاريخية .

ونبه نمر حماد إلى أن المتحف الخاص بالرئيس عرفات لم ينته بعد والذى سيضم كل مقتنياته .

وكشف الدكتور يحيى رباح، القيادي فى حركة فتح ورفيق ياسر عرفات فى تونس، عن أن أرشيف عرفات فى تونس ليس هو الوحيد بل هناك وثائق أخرى فى أماكن ودول مختلفة لا يعرفها كثيرون، مضيفا أن الأرشيف الأكبر لعرفات يقع فى تونس نظرا لأنها كانت مقرا لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ الخروج من لبنان وحتى العودة لأرض الوطن عام 1994.

ونبه رباح إلى أن الأجزاء القوية من هذا الأرشيف تحفظ حاليا فى أماكن متعددة لا يعرفها إلا قيادات كبرى، والرئيس عرفات كانت له أماكن سرية فى دول مختلفة، وتابع: «عندما كنا فى لبنان مع الرئيس عرفات كان الوضع قويا إداريا فى منظمة التحرير».

وقال رباح إن تونس لا يمكن أن تمانع فى تسليمه للسلطة الفلسطينية لكن الوضع الأمنى القلق للأراضى الفلسطينية والتى تقع تحت الاحتلال الاسرائيلى وإمكانية التعرض لاجتياحات وتدخلات عسكرية وأمنية وإسرائيلية يجعل هذا الأرشيف الثمين فى خطر ويؤكد ضرورة بقائه بعيدا عن دائرة الخطر.

وقال رفيق عرفات فى تونس، إن هذا الأرشيف يضم تفاصيل مهمة ودقيقة عن الثورة الفلسطينية المعاصرة ويومياتها وتفاصيل حول منظمة التحرير الفلسطينية والعديد من الملفات والوثائق السرية الدقيقة.

وعن رأيه فى مطالبة السلطة الفسلطينية باسترداه، قال رباح إن هذا الأمر تقرره القيادة الفلسطينية التى يجب أن تدرس كل الاحتمالات لتختار من بينها الأفضل.

وحول ما أعلنته بعض الصحف الإسرائيلية عن اهتمام حركة حماس بالحصول على هذا الأرشيف، قال رباح إنها تسريبات لا يمكن أن تؤخذ على محمل الجد وغرضها تصعيد الخلاف بين فتح وحماس، مضيفا أنه لا يوجد ما يبرر اهتمام حماس بالأرشيف وهو ما يكذب الدعاية الإسرائيلية.