«رجل جذاب ومحبوب ويتسم بالذكاء والدقة وبخبرة نادرة وسمعة باهرة».. لهذه المواصفات تحمس الجميع لتكليف كوفى عنان، وهو الأمين العام السابع للأمم المتحدة، الذى كان قبل تعيينه بهذا المنصب وكيلاً للأمين العام لشؤون عمليات حفظ السلام، بحل الأزمة السورية فى وقت سابق، لكن أجواء فشل خطته التى تخيم حاليا على الأوضاع فى سوريا، فى ظل استمرار خروقات وقف إطلاق النار وسقوط عشرات الأبرياء يوميا على أيدى عصابات النظام السورى، يثير القلق من احتمالية أن يعجز عنان عن النجاح فى «المهمة المستحيلة».
وعلى الرغم من أن عنان، الغانى الجنسية، حقق نجاحاً خلال فترة تسلمه منصب الأمين العام للأمم المتحدة، لكن وجهت له انتقادات عديدة بسبب إقحام انتماءاته السياسية فى تأديته مهامه، وحاول بصفته الأمين العام للأمم المتحدة أن ينسق ويطابق بين هذه المنظمة العالمية والعالم الذى يحكمه القطب الواحد وعولمة الهيمنة الأمريكية. كما فتح باب التساؤل حول الأسس الأيديولوجية والتأسيسية للأمم المتحدة وأضعف قدرة هذه المنظمة على منع نشوب الصراعات، ومع ذلك أوكلت لعنان الآن مهمة حل الأزمة السورية.
وعنان، الذى ولد فى 8 إبريل 1938 فى عائلة أرستقراطية فى مستعمرة بريطانية.
وشغل عنان، الذى يتحدث الإنجليزية والفرنسية وعدة لغات أفريقية بطلاقة، بالأمم المتحدة مناصب متنوعة تنوعا ملحوظا، فهى لا تركز على مسائل التنظيم: «الإدارة والميزانية والمالية وشؤون الموظفين» فحسب، وإنما تشمل أيضا قضايا اللاجئين وحفظ السلام. كما اضطلع بعدد من المهام الدبلوماسية الحساسة، شملت التفاوض من أجل عودة أكثر من 900 من الموظفين الدوليين إلى أوطانهم، وإطلاق سراح الرهائن الغربيين فى العراق، عقب غزو ذلك البلد للكويت فى عام 1990، وبدء المناقشات بشأن صيغة «النفط مقابل الغذاء» للتخفيف من الأزمة الإنسانية فى العراق.
كوفى عنان هو اسم مركب، فتعنى كلمة «كوفى» يوم الجمعة، وتعنى كلمة «عنان» الرابع، ويوم الجمعة هو اليوم الذى ولد فيه، والرابع هو ترتيبه بين إخوته.