على «طاولته».. تجد جمال عبدالناصر وحسن البنا، أنور السادات وإلى جواره معمر القذافى، حسنى مبارك بجانب خالد سعيد، محمد مرسى، وخيرت الشاطر والشيخ محمد حسان والشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل وأسامة بن لادن وآخرين.
فى وسط ميدان التحرير تجد صابر عبدالحفيظ ينادى: الصورة بـ«جنيه»، وبنبرة حادة يحذر: «ماتقلبش فيها.. اشترى على طول». ويقول «صابر ــ 56 سنة» خلال وجوده فى ميدان التحرير، الجمعة : «أنا من طنطا، وشغال فران من 40 سنة، والله ما عرفت فى حياتى أجمّد ألف جنيه»، أى يجمع ألف جنيه مرة واحدة. وأضاف: «أنا قلت أقلب عيشى، وأقسم بالله نص الناس دى ما أعرفها»، مشيراً إلى الصور التى على طاولته، وتابع: «أنا شطبت ورديتى فى الفرن بالليل، واتحركت من طنطا الفجر وجيت على هنا ولا شفت النوم من إبارح الصبح.. أكل العيش مر».
وأوضح «صابر» أن صاحب الفكرة هو صهره «نجار» الذى جاء إلى ميدان التحرير قبل تنحى مبارك بـ3 أيام، وقال: «كان عايز يشتغل وفكر فى بيع الصور، وهو حريف بيعرف يختار الصور اللى بتتباع»، وأضاف: «هو عارف واحد بتاع كمبيوتر، يطبع له الصور بكميات كبيرة ونبيعها». وتابع: «هو استعان بى لسببين: الأول يفتح لى باب رزق، والتانى يحاول يوسع تجارته هنا فى الميدان»، مؤكداً أنه يأتى إلى الميدان فى محاولة لزيادة دخله وتوفير نفقات أولاده.
وعن وجوده وسط مظاهرات التحرير، قال صابر: «دماغى مش مع المنصات ولا الهتافات.. أنا لا باسمع حد ولا باشترى من حد ولا يهمنى إيه اللى بيحصل.. يهمنى يبقى الميدان زحمة وأبيع». تعليمات صابر لا تتوقف لـ«المشترين» والمتفرجين، تجده يصيح: «دى صورة يا بيه مش محتاجة تتمسك.. اتفرج عليها من بعيد واشترى.. أيوه يا شيخ دى بجنيه».
لحظة أخرى وتجده يقول لطفل: «يا حبيبى سيب الصورة»، ويقاطعه والد الصبى: «سيبه يتفرج وهانشترى»، وبعد دقائق ورغم الزحام، تجد «صابر» يصرخ بصوت مرتفع: «إيه يا عم يعنى مشيت.. الواد قلب فى الصور.. وقلت هانشترى وخلعت».. ويرد عليه: «هاجيب فلوس فكة وارجع لك»، فيقول «صابر»: «يارب صبرنى.. قال هيرجع لى قال!».